الاستخدام السيئ للبلوتوث في عصر التطور

في كل يوم جديد يبتكر الإنسان تقنية جديدة، وأحد هذه الابتكارات التي انتشرت انتشارا كبيراً مع الهواتف النقالة من الجيل الثاني والثالث، خصوصاً في الأوساط الشبابية، ما يعرف بالبلوتوث الذي كان له استخداماته السلبية، كما كانت له استخداماته الإيجابية، “السعادة” التقت مجموعة من الشباب لتسمع منهم أسباب الاستخدام السيئ للبلوتوث.
استطلاع: مريهان أبو لبن
يرى محمد عمر أن كل ما هو جديد من الاختراعات له سلبياته و له إيجابياته، والإنسان بصفاته وأخلاقه ودينه ورقابته الذاتية، يرفض كل ما هو سيء ويقبل كل ما هو إيجابي، فحتى الأهل رقابتهم تكون في البيت فقط، فالأصل أن تكون رقابة ذاتية من الشخص نفسه، فلا أعرف ماذا سيستفيد الشاب أو الفتاة حينما يتم تبادل الصور التي فيها عجب العجاب مما هو مخل بالآداب والأخلاق وحتى العرف والعادات، وقد تناسوا أن كل ما نملكه محاسبين عليه أمام الله، فيجب تقوية الوازع الديني عند الشباب والفتيات من خلال حضور ندوات في المسجد ومجالسة الأخيار للابتعاد عن مثل هذه الأمور .
فراغ في العقل
بينما محمود عبد الكريم (22 عاماً) طالب في كلية الصحافة والإعلام، يرى أن البلوتوث هو معيار تم تطويره من قبل مجموعة من شركات الإلكترونيات للسماح لأي جهازين إلكترونيين – حاسوبات وتلفونات خلوية ولوحات المفاتيح – بالقيام بعملية اتصال لوحدهما بدون أسلاك أو كابلات أو أي تدخل من قبل المستخدم، فكان الأساس من عمله هو تسهيل عملية الاتصال، و فتح مجال استخدام آخر للبلوتوث لكنه فقد هذه القيمة من خلال الاستخدام الخاطئ من قبل بعض الشباب والفتيات، حيث الصور الإباحية والأغاني الماجنة وغير ذلك، وأساس ذلك هو قلة الوازع الديني، وسوء التنشئة التي انعكست على الكثير من الشباب والفتيات، و الأصل هو متابعة الأهل لحملة الجوال في البيت، خصوصاً في وقت أصبح فيه العالم قرية صغيرة وكل شىء فيه متاح للاستقبال والاستخدام.
أما أمل ابراهيم (16 عاما) طالبة جامعية قسم تعليم أساسي فتقول إن اهتمام معظم الشباب والشابات بتلك الاستخدامات إنما يدل على الفراغ في العقل والمضمون، يتقنه من لا هدف له في حياته، فمن عرف هدفه وطريقه وعرف وسائل الوصول إليه، لا يقبل منطقه الواعي السعي وراء تلك التفاهات، وتضيف: “فالأصل منا أن نستخدم كل ما يقع بين أيدينا فيما هو صالح و مفيد لنا، وإلا فلا نستخدمه مطلقاً، فأنا أعجب ممن يكون جلّ أهدافه الإرسال والاستقبال عبر البلوتوث، فكيف إذا كان ما يرسله منافياً للدين والأخلاق؟ فلدينا الكثير من القضايا التي تشغلنا و تكون محور اهتمامنا”.
أدعية وأناشيد
آمنة بعلوشة ( 18 عاماً) تدرس في قسم الدراسات الإسلامية، تقول: “أتبادل وصديقاتي بعض الأدعية أو الأناشيد التي تعجبني في جوال إحدى الصديقات أو العكس، فالشخص نفسه هو القادر على التحكم فيما يملكه وهو رقيب نفسه دون غيره، والأصدقاء عامل مهم، فإن كان له أصدقاء سوء، تماشى معهم واستقبل منهم أو أرسل إليهم ما هو مناف لديننا وأخلاقياتنا، لذلك على الشخص أن يكون أكثر حذراً ووعياً، وعليه اختيار الأصدقاء الذين يكونون عوناً له في الخير و ليس للشر.
ويرى إسماعيل حسن ممرض،( 24عاماً ) أن الشباب والشابات يستخدمون هذا المعيار المبتكر المطور استخدامات لا ترضي ديننا الحنيف ولا الأخلاق الإسلامية، ويقول: “هذا يعود لأسباب متعددة: منها: قلة الوازع الديني، واختيار أصدقاء السوء الذين يعينون الشخص على الشر، وعدم وجود رقابية ذاتية، بالإضافة إلى العامل الأساسي وهو رقابة الأهل التي ينبغي أن يكون لها وجود في حياة الشاب أو الفتاة، فالأهل والتنشئة السليمة أساس لا يمكن الاستغناء عنه، لتقويم و تعديل أخطاء الشاب أو الفتاة”.