أسرانا

“الإضراب عن الطعام” خطوة سلمية أخيرة للأسرى

تقرير- يحيى باسم عياش

إضراب الأسرى عن الطعام ـ صورة أرشيفيةدقت ساعة الإضراب، حين بدأ أكثر من 3000 أسيرا فلسطينيا إضراباً شاملاً عن الطعام في خطوةٍ لا تتكرر كثيراً، احتجاجاً على سياسة العزل والتفتيش والاعتقال الإداري دون محاكمة أو تهمة ضدهم، إلى جانب احتجاجهم أيضاً على حرمان عائلات الكثيرين منهم ولا سيما أهالي قطاع غزة من زيارة ذويهم في السجون.

وتعد سياسة الإضراب الخيار السلمي المتقدم لدى الأسرى لتحقيق مطالبهم العادلة التي كفلتها كافة الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية، ناهيك عن نجاح هذه السياسة في المرات السابقة والتي كان آخرها إطلاق سراح الأسير الإداري الفلسطيني خضر عدنان، الذي أضرب عن الطعام لمدة سبعة وستين يوماً أثمرت عن الإفراج عنه في نهاية فترة اعتقاله الإداري.

وثيقة “العهد والوفاء”

منسق عام الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية “نشأت الوحيدي” أوضح أنّ الأسرى الفلسطينيون والعرب في عدد من سجون الاحتلال وقعوا وثيقة “العهد والوفاء” التي صاغوها لخوض معركة الحرية والأمعاء الخاوية، وأقروا من خلالها الإضراب الشامل.

وشدد الوحيدي في بيان صحفي على أهمية “توفير إسناد حقيقي للأسرى في معركتهم مع الاحتلال في ظل معركة الحرية والكرامة التي يخوضها عدد كبير من الأسرى بكافة ألوانهم الفصائلية”، منوهاً إلى أن مطالب الأسرى تتمثل بإلغاء قرار حرمان أسرى قطاع غزة وكافة الأسرى من الزيارة المستمر منذ سنوات طويلة، بالإضافة لإلغاء سياسة العزل الانفرادي والتفتيش الليلي والاعتقال الاداري وتجديده وغيرها من القرارات التعسفية بحق الأسرى.

وأكد على أن الحركة الأسيرة وحسب الوثيقة “نظمت صفوفها جيدًا استعدادًا لخوض الإضراب الشامل، وأنه لا تراجع حتى الرضوخ لمطالبهم الإنسانية”، داعيًا المؤسسات الحقوقية إلى تفعيل ملف الأسرى في الساحات العربية والإسلامية والعالمية لضمان استقطاب حقيقي مساند للأسرى وحقوقهم في الحياة الكريمة.

النجاح بالوحدة

وحول نجاح الأسرى في تحقيق مطالبهم من خلال سياسة الإضراب عن الطعام، قال المختص بشؤون الأسرى رياض الأشقر: “بكل تأكيد ستنجح هذه المعركة إذا توحد الأسرى وواجهوا إدارة السجون بقرارات موحدة”، مضيفاً أن “التجارب السابقة تثبت أن الوحدة بين الأسرى داخل السجون ركيزة أساسية لنجاحهم في تحقيق مطالبهم الإنسانية”.

وأكد الأشقر في حديث لموقع الثريا أن نجاح الأسرى في تحقيق مطالبهم يعتمد أيضاً على حجم التفاعل خارج السجون فيما يتعلق بالهبة الجماهيرية في الشارع الفلسطيني، التي تعد سنداً قوياً في استمرار الأسرى بإضرابهم عن الطعام ومواجهة الإجراءات التعسفية الصادرة عن إدارة السجون.

ونوه الأشقر إلى أن الاحتلال لا يسلم بمثل هذه الإضرابات ويحاربها بكل ما أوتي من قوة، وأردف قائلاً: “محاربة الاحتلال لسياسة الإضراب عن الطعام يأتي من باب تجنيب نفسه من مخاطر امتلاك الأسرى أسلوب لَيْ الذراع مع إدارة السجون”.

إعلان العصيان المدني

وكشف الأشقر عن وجود خطوات تصعيدية قد يلجأ لها الأسرى في حال تعنت السجان بتلبية مطالبهم، وتابع قائلاً: “قد يمتنع الأسرى عن العدد اليومي أو الخروج من غرفهم ومواجهة تعنت الاحتلال بما يعرف بإعلان العصيان المدني”، مشدداً في الوقت ذاته أن هذا التحدي من الأسرى يشكل استفزازا خطيرا لإدارة السجون وقد ينتج عنه شهداء أو جرحى.

الأسير المحرر في صفقة “وفاء الأحرار” عبد الرحمن القيق يقول: “إن الأسير الفلسطيني ليس له مطلب سياسي وكل مطالبه إنسانية، وتنصب على حقه في الحياة كإنسان”، مشيراً إلى أن الأسير مهما كانت الظروف قاسية لن يستسلم ولن يخضع لسياسات العدو حتى ينتصر.

وحذر القيق من أن عدم الاستجابة لمطالب الأسرى سيقود إلى العنف داخل السجون مما سينهك الطرفين، محملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، معتبراً في الوقت ذاته أن الإضراب هو الحلقة الأخيرة في النضال السلمي للأسرى ضد إدارة السجون.

ونبه القيق -الذي سُجن ستة وعشرين عاماً- إلى أن أقوى الوسائل التي يستفيد منها الأسير هي المظاهرات في أوروبا أمام السفارات الصهيونية، وخاصة في الدول المؤثرة كبريطانيا وأمريكا وفرنسا، مرجعاً السبب لخشية الاحتلال أن يُفضح في أوروبا كونه يمارس تعبئة مضادة لهذا الاتجاه.

وتبقى رسالة 4600 أسيرا فلسطينيا تصدح بالقول: “سننزع حقوقنا المسلوبة ونعيد كرامتنا المتمثلة في خلق ظروف معيشية وإنسانية تليق بالإنسان وتنهي آلام الأسرى المعزولين والمحرومين والمقهور

‫10 تعليقات

  1. يجب علينا نصرة الأسرى بكل ما نملك .. من لا يشعر بمعاناة الأسرى فليقرأ رسالة أسير العزل الانفرادي البطل حسن سلامة ويترك كلماته المؤثرة توضح له المعاناة .. تقرير رائع أخ يحيى أتمنى التوفيق لكل من يخدم هذه القضية المهمة

  2. تقرير رائع زميلي يحيى

    نسأل الله النجاح لأسرانا في الحصول على حقوقهم المسلوبة من خلال إضرابهم المفتوح، وعلى الجميع مساندتهم لتحقيق ذلك..

  3. من رسائل الأسير حسن سلامة: لو استطع شراء دعمكم ومساندكم فوالله ما قصرت

    كان الله في عون الأسرى وفرج الله عنهم في القريب العاجل

    جهد طيب أخ يحيى .. ونتمنى من كل وسائل الاعلام السير على نفس الدرب

  4. تقرير مميز أخي الكريم .. أتمنى التوفيق لموقعكم الجديد وأن يسير على خطى تغيير واقع اعلامنا العربي المرير

  5. الاضراب خطوة أساسية وحق شرعي ومطلب عادل للاسرى ف ظل الهجمة الشرسة جدا عليهم قواهم الله ونصرهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى