غير مصنف

تذكرةٌ لِمن باعوا تذَاكِر كرامتهم

بقلم: يحيى باسم عياش

“حينما تتحجرُ قلوب البشر، فاعلم أن المستحيل سيكون واقعاً”، كلماتٌ ترق لها القلوب ورسائل تخرق آذان الصم، رسائل القبور تتوالى، وآخرها وظني أنه لا آخر لها من قبر رقم 9 من عالم الأموات.

العبارات تذيق بوصفها غيابات الجُب لأناسٍ نحتوا في الأرض من أجلِ كرامة آخرين، فوقعوا في مستنقع العذاب، ووحل المعاناة، فأطلقوا استغاثتهم من أجل حروف وكلمات لتؤازرهم وتقف في محنتهم، فهل يجدون من يُنجِّيهم من الغرق في بحر الظلام ؟!!

نتساءلُ ونجيب، بينَ جنباتِ هذه السطور، لنعطي هؤلاء الأبطال القليل من حقهم، في وقتٍ أعلنوا فيه التحدي لجبروتِ السجان، إنهم أسرى الحرية والكرامة، نضعُ قضيتهم نصب أعيننا في هذا المقال، من بابِ التذكرة والتذكير لكل من باع تذاكر عزتهم وكرامتهم، وغرهم لهو الحياة عن بلسمِها.

نعم إنَّ الأسرى بلسم هذه الحياة، ورحيقها الدائم لكل فلسطيني، صاحب نخوة وكرامة وعزة، بل لكل عربيٍ ثائر, فبلسمها الأسير حسن سلامة الكائن في العزل الانفرادي منذ تسعة أعوام يترك لنا كلمات تحرك الحجر ولا تترك القلوب في حالِها، عندما تخترقُ عباراته كل عقلٍ مفكر، بل هذا التفكير لا يحتاجُ لجهدٍ كبير كما يتصور البعض.

العالم الذي يعيشه الأسرى هو عالم البرزخ كما يحلو لبعضهم أن يطلق عليه، فعالمهم يصوره الأسير حسن سلامة بالمقابر الخاصة التي أنشأت لعيش الحرمان والنسيان، وبها يتوسطون بين الحياة والموت وهم للموت أقرب، صوتهم يصرخ دون أن نسمعه.

إن التحدي والإصرار الذي يمتلكونه هؤلاء الأبطال يجعل نصرهم قادمٌ لا محالة, وتحريرنا قريبٌ بالتحاق الجنود المجهولين في ركب التحرير, بالرغم من عدم شروق الشمس التي نراها في كل صباح داخل زنازينهم المظلمة، ولا حتى رؤيتهم للقمر الذي يبزغ نوره عندنا كل ليلة.

رسائل الأسرى المتلاحقة, الصامتة منها والمكتوبة، توحي لكل صاحب كرامة وعزة بنصرة قضيتهم الإنسانية العادلة رغم أنف السجان, وبذل كافة الوسائل والأساليب التي تضمن حقوقهم والإفراج عنهم, فإضرابهم الشامل عن الطعام لن يذهب سدى، لأنهم سيشعلون وقود الثائرين لإحراق اليهود الحاقدين، وستظل ذكراهم وسيرتهم في كل مقام, يا أبناء شعبي العظام.

‫8 تعليقات

  1. يا أحرار الكرامة والعزة أغيثوا من باعوا حياتهم وحريتهم من أجل أن تعيشوا أنتم في حياة لا يعرفونها

  2. إلهي قد بكيت ُ دما ً عليهم *** و حزني قد غشى طرفي الكسيرُ
    أبيت ُ وفي الفؤاد ِ جراحُ أسرى *** تقضُ مضاجعي فأنا الأسيرُ
    يحاصرني شعورُ الذل ِ مما *** أرى من حال ِ أمتنا المريرُ
    سجين ُ ُ يا إلهي بغير ِ ذنب ٍ *** سوى الإسلام قام له نصيرُ

  3. إضراب الأسرى يشتد .. وينبغي علينا أن نشتد في تضامنا معهم (اللهم انصرهم في معركتهم يا رب)

  4. قال تعالى “وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين” أتمنى أن يكون هذا المقال تذكرة لأحرار العالم من أجل نصرة الأسرى وحمايتهم من الخطر الذي يهددهم في كل وقت وحين

  5. سلمت الأيادي …

    صراع الكرامة مع الموت …. معركة لن تنتهي ..طالما ان القضبان الاسرايلية باقية وسط الصمت العربي القاااهر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى