غير مصنف

للأسرى يحلو الحديث

بقلم: عبير أحمد

فلسطين أرض الكنانة والحضارة مسرى الأنبياء ومهد العلماء البقعة الطاهرة التي يرنو إليها وجدان كل مسلم موحد على وجه هذه المعمورة، كانت ولازالت جميلة بخيراتها وأشجارها وكرومها وبزيتونها الطاهر وأبنائها الصامدين ضد الهجمات الصهيونية المتلاحقة .

هُوجمت آلاف المرات من قِبل المحتل الغاصب وفي كل مرة كان أبناء الشعب الفلسطيني يصبرون ويحتسبون فعقيدتهم راسخة أن الظلم ساعة وأن فلسطين ستتحرر ولو بعد حين.

ومنذ العام 1948 وفلسطين تعيش المعاناة من عام لعام يسقطون أبناؤها شهداء، وآلاف يرزحون تحت نار السجان غُيبوا بفعل الظلم عن ذويهم وأحبائهم وقضوا عشرات السنين في سجون الظلم الصهيوني.

ما لانت العزائم وما وهنت أو ضعفت رغم أنواع التعذيب التي يتفنن السجان الصهيوني في استخدامها مع الأسرى الأبطال وكل مرة يثبت الفلسطيني أنه الأقوى بسلاحه وإيمانه وصموده.

لكن الظلم انتشر وساد ولم يعد هنالك مجال للتحمل فثارت ثورة المقاومة بعمليتها البطولية فداء للأسرى وكان شاليط الجندي الصهيوني الذي احتفظت به المقاومة بقوة من الله وحرص شديد من السواعد المتوضئة أن يظلَّ في قبضة المقاومة لحين تحقيق جميع المطالب .

فكانت وفاء الأحرار في صبيحة يوم انتصرت فيه الإرادة الفلسطينية على أجهزة التجسس الصهيونية التي أثبتت فشلها الذر يع وخرج جلعاد من قلب غزة وكل الصور تلاحقه يجره جيش من المقاومين الأشداء في مظهر أغاظ المحتل .

ومع خروج آلف من الأسرى من ذوي الأحكام العالية وأصحاب المؤبدات من السجون ظهرت إسرائيل بمظهر الدولة الضعيفة التي استسلمت لقرارات المقاومة.
وخلف الطاولات تحلّقت مجموعاتهم تبحث سبل الرد على وفاء الأحرار فما كان منهم إلا أن يزيدوا الضغط على باقي الأسرى فضيقوا السجون على أصحابها وزادوا غرف العزل الانفرادي ومددوا محكوميات الأسرى الإداريين حتى غدت السجون شيئا لا يطاق.

ليبرز كما في كل حكايات الأبطال رجل شجاع يحمل اسم خضر عدنان فجّر معه ثورة الإضراب وأعلنها” أن لا طعام مع المذلة حتى تتحقق مطالبي ومطالب الأسرى”.

مرت الأيام تلو الأيام وعدنان صامد في إضرابه قوته  الدعاء والصلاة ولحق به عشرات الأسرى ليخوضوا تجربة( الأمعاء الخاوية) .

وفي صبيحة احد الأيام وبعد أن أنهك التعب جسد عدنان نقل إلى المستشفى ليعلن محاميه من قلب مستشفياتهم أن عدنان نجح في خوض إضرابه وكسر المحتل وأن موعد الحرية بات قريبا جدا. وخرج البطل والبطلة هناء الشلبي في عرس فلسطيني .
بعد كل ذلك   قرر الأسرى منذ أيام  أنها معركة الكرامة (إضراب مفتوح عن الطعام) داخل كل السجون الصهيونية حتى تتحقق المطالب وكل ما يؤمله الأبطال  جزءا من مطالبهم الشرعية فالحرية حق لكل إنسان على وجه الأرض، تحية لمضربي الكرامة وتحية لكل بطل خلف قضبان المحتل الغاشم .

[divide style=”2″]

وما نحن مُطالبين به الآن في ظل الهجمة الشرسة على الأسرى أن ننشر قضيتهم في جميعِ المواقع ،وأن نخصص لهم حديثا يوميا في صفحاتنا الخاصة على الفيس بوك  وتوتير وغيرها، ثم دعوة عامة لوسائل الإعلام المختلفة أن تتعامل مع قضية الأسرى كقضية وليس كخبر أو تقرير عابر في نشرات الأخبار، ولأصحاب الامتياز في استخدام اللغة الانجليزية عليكم بكتابة المقالات والحديث عن قضية الأسرى ونشرها في جميع الوسائل الأجنبية، بالإضافة إلى أن الجميع صغيرا كان أم كبيرا عليهم أن يوحدوا الشعار مع الأسرى لتصبح قضية الإضراب قضية رأي عام .

كلكم مسئولون عن الأسرى وحياتهم ، و إبراز قضايانا الفلسطينية المختلفة هو واجب و ديني و أخلاقي ووطني و  إنساني.

ويبقى حلم الخروج من قبضةِ السجان يراودُ كل فلسطيني أسير بطل بالإرادة والتحدي والصمود ستبيض السجون عما قريب هذا وعد الله.
قوَّاكم الله ونصركم على عدونا وجعل إضرابكم هذا مغفرة وطهوراً لكم .
بكم نصمد وبكم أنتم أيها الأبطال ستتحرر فلسطين عما قريب .
الحرية لأسرى الحرية

‫6 تعليقات

  1. بارك الله فيكي أخت عبيرمقال رائع ومميز
    دام نبض قلمك المبدع ودامت أناملك تخط لنا الكلمات…

  2. اللهم انصر الأسرى وفك قيودهم وارحمهم واغفر لهم وثبتهم . . .
    اللهم يامن جعلت النار على إبراهيم بردا وسلاما اجعل زنازينهم وسجونهم بردا وسلاما عليهم يا رب العالمين .

  3. اللهم أربط علي قلوب أسرانا وثبت أقدامهم وكن عوناً لهم يا الله

    مقال رائع
    بارك الله فيكى
    وكان الله في عون اخواننا الاسرى

  4. الاسرى القضية التي تأرق الجميع
    فك الله سجنهم ونصرهم في اضرابهم
    مقال رائع جدا بارك الله في الكاتبة

  5. الاسرى قضيتهم امانة في أعناقنا اعتقد ان علينا ان نجابه كل المخاطر من أجلهم ومن اجل كرامتهم
    فك اللهم قيدهم ونصرهم
    مقال جميل لانامل شبابية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى