م. المناصرة.. علم أن رسالته الإيمان بالله وقضايا أمته.

حوار: دينا الأسطل
أبحر في عالم الشعر والشعراء، ووقف على شاطئ الموهبة في مرحلته الإعدادية حيث خرجت أول قصيدة له إلى النور، الشاعر بسام المناصرة تميز بحسه الأدبي وذوقه التعبيري وكتاباته ذات القوة التعبيرية والخيال الواسع، وقد جمع المناصرة بين الهندسة والشعر، فهندس كلماته بطريقة شعرية وكانت بدايته الحقيقة مع الشعر الموزون في الفصل الأول من مرحلته الجامعية، ويعتبر المناصرة الشعر روح الحياة، وقلب الوطن، ومرآة الذات، وهو الكيان الذي يستطيع به أن يجاهد من أجل الوطن والذات ويعتبره وسيلة يعبر بها عن قضايا الأمة ويفضح بقصائده جرائم المحتل .
بطاقة تعريفية للشاعر بسام المناصرة
المهندس بسام المناصرة من مواليد مدينة غزة عام 1984م
حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنيةمن الجامعة الإسلامية عام 2007م
وملتحق في برنامج الدراسات العليا (الماجستير) في إدارة المشروعات الهندسية في الجامعة نفسها.
الشاعر (بسام) متى بدأتَ تشعر بأنك تقف على شاطئ الموهبة ؟ وما الذي شد انتباهك إلى عالم الأدب والشعر بالتحديد؟
بفضل الله كنت أمتلك الحس الأدبي والذوق التعبيري الراقي وأنا في المرحلة المدرسية، حيث كنت أتقن كتابة التعبير وإدارة الإذاعة المدرسية وإعداد فقراتها كاملة، وفي المرحلة الإعدادية كتبت أول قصيدة ولكن لم تكن موزونة على بحور الشعر العربي لكنها كانت ذات قوة تعبيرية وخيال واسع بإشادة مدرس اللغة العربية آنذاك.
ثم كانت بدايتي الحقيقية مع الشعر الموزون في المرحلة الجامعية في المستوى الأول، وقد عرضتها على أساتذة النقد في الجامعة وقد قدموا لي التشجيع والتحفيز لمواصلة الكتابة والذي شد انتباهي لكتابة الشعر.
فإنني أعتبر بأن الشعر هو روح الحياة، وقلب الوطن، ومرآة الذات، وهو الكيان الذي أستطيع به أن أجاهد وأناضل من أجل وطني وذاتي وأعبر به عن قضايا الأمة وأفضح بقصائده جرائم المحتل وانصر المستضعفين. فحين يعيش الشاعر قضايا مجتمعه وتجارب ذاته بصدق، فإنه يمتلك التجربة الشعورية المبدعة، لذلك فأكثر ما يميزني هو الشعر الوطني المقاوم الذي أكتب فيه حيث إنني أعيش مع وطني في همومه وأفراحه، وإن كان لي مواضيع أخرى في الكتابة أتقنها وأعيش بداخلها.
هل تذكر أسماء الكتب التي قرأتها في بداياتك؟
نعم قرأت للشاعر محمود درويش مجلديه كاملاً، وقرأت لافتات أحمد مطر، ومجموعات شعرية عدة لكبار الشعراء.
من هي الشخصية التي فتحت لك طريق الإبداع وأشعلت لك أول شمعة؟
إن كان من لمسة وفاء في هذا الجانب، بعد فضل الله عز وجل علية وتشجيع والدي العزيزين، فأوجهها للأديب الكبير الراحل المستشار ناهض منير الريس وزير العدل الأسبق، والذي كان جنباً إلى جنب معي، وكان يقرأ لي قصائده الجديدة وأنا اقرأ له قصائدي الجديدة ونتحاور فيهما، حتى شرفني بكتابة تقديم لي في ديواني الشعري الأول (شظايا الحلم) وأعتز بشهادته الأدبية الرائعة في كتابي المسرحية الشعرية (قافلة الشمس) فكانت له إسهامات حقيقية في طريق إبداعي وتألقي.
كيف تعرفت على علم العروض وهل واجهت أي صعوبات في تعلمه؟
كنت امتلك ذوقاً أدبياً وحساً مرهفاً في تذوق الأدب العربي واستنباط موسيقاه، ولكن لم أكن أعلم تفاصيل علم العروض؛ حتى تعرفت على صديقي الشاعر ياسر الوقاد الذي وضعني في صورة إجمالية لعلم العروض في خلال جلسة أدبية بيننا، وحينها بدأت أكتب شعراً موزوناً.
ما الذي كنت تهدف إليه عندما كنت تكتب في بداياتك؟ وهل تغير هذا الهدف؟
للشاعر رسالة يؤمن بها، وأنا أؤمن أن رسالة الشاعر محددة في نهاية سورة الشعراء المتمثلة في: (والشعراء يتبعهم الغاوون،…، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعدما ظلموا وسيعلم الذين ظلما أي منقلب ينقلبون). فرسالة الشاعر هي الإيمان بالله ونصرة دينه وقضايا أمته.
ما هي أول قصيدة موزونة كتبتها و متى؟
أذكر أن أول قصيدة كتبتها ولم تكن موزونة هي في نهاية المرحلة الإعدادية تتحدث عن المسجد الأقصى المبارك، أما أول قصيدة موزونة كتبتها فهي في العام الأول من الجامعة تتحدث عن الشهيد والجهاد في سبيل الله.
ماذا بعد القصيدة الأولى؟
تدفق بعد ذلك سيل الإبداع الشعري لأنظم مجموعات شعرية وأنشرها في قطاع غزة.
ما هي القصائد التي تشكل نقاط تحول بالنسبة لأسلوبك وهي عزيزة على قلبك؟
قصائد الشاعر عزيزة على قلبه، يربيها كما يربي الوالد ولده، وإن كان من مفاضلة لبعض القصائد فقد كانت قصيدتا (قدر أصابعنا) و(اعصب بين شموسك اسمك) المنشورتان في ديواني الأول (شظايا الحلم) هما نقاط التحول لدي في الكتابة.
حدثنا عن اهتماماتك النثرية الروايات على وجه التحديد وهل لك أي كتابات قصصية؟
في الحقيقة أنا أقرأ جميع الألوان الأدبية من شعر وقصة ورواية ومسرح، ولكن جل اهتمامي في كتابة الشعر وتأليف السيناريو المسرحي الشعري، فكانت لي صولات وجولات في هذين المجالين، ولم تكن لي محاولات مع القصة أو الرواية.
ما هي مشاريعك الحالية، ماذا تكتب و ماذا تقرأ؟
أعد لإخراج ديوان شعري رابع، وأسال الله أن يعينني على ذلك، أما على مستوى القراءة فأنا مهتم حقيقة بمطالعة الكتب الأدبية والتاريخية والسياسية والدينية.
كلمة أخيرة توجهها إلى إخوتك الصغار من المبتدئين في عالم الشعر؟
عليكم بالقراءة ثم القراءة ثم القراءة، فإنها معين الشاعر في إبداعه، وملاذه الرئيس في التوظيف الشعري ومرجعيته الثقافية التي تثري أدبه.
هل أصدرت دواوين شعرية ؟
نعم أصدرت أربعة أعمال أدبية، وهي المجموعة الشعرية الأولى عام 2006م (شظايا الحلم)، والمجموعة الشعرية الثانية عام 2008 (شهوة في دوامة الشوك)، والمسرحية الشعرية عام 2010م (قافلة الشمس) والمجموعة الشعرية الثالثة عام 2011م (نفير الملائكة).
هل يغلب على شعرك الشعر العمودي أم شعر التفعيلة ؟
أتقن الإبداع في كلا المجالين، وربما يتساوى في النصيب النوعان.
ما موقع القضية الفلسطينية في مساحة مسيرتك الشعرية ؟
القضية الفلسطينية هي مادة إبداعي الشعري والأدبي والبحثي، وهي الموضوع الرئيس الذي أتناوله في شعري وقد كانت حاضرة في جميع أعمالي الأدبية المنشورة وغير المنشورة.
ما هي بلدتك الأصلية ؟ وهل لها نصيب من شعرك؟
غزة تلك العزيزة على قلبي ككل مدن وطننا الحبيب، وبالتأكيد كان لها نصيب من شعري الوطني المقاوم وخصوصاً في الحرب عليها عدواناً وظلماً.
مَن الشاعر الذي ملكَ عليكَ نفسك ؟
الشاعر الكبير بدر شاكر السياب، الذي كثيراً ما قرأت له.
ما رأيك بشِعر المُناسبات ؟
أرى في شعر المناسبات ضعفاً وإن كان المبدع لديه القدرة العالية في إتقانه، فيبقى في دائرة المحدود.
ما الرسالة التي توجهها للشعب الفلسطيني؟
صبراً شعبنا المرابط الصابر المحتسب فإن موعدنا مع الفجر القريب، فإن من يمتلك عقيدة صادقة وقضية عادلة وحقوقاً مشروعة؛ فإنه حتماً لهو المنتصر وإن طال زمن الانتظار، وقد بدت بشائر ذلك تلوح في الآفاق، وعسى أن يكون يوم اندحار الصهاينة عن أرضنا عما قريب بإذنه تعالى.
ما القصائد التي شاركت فيها في مسابقات شعرية؟ وأيها حازت فزت بها؟
بحمد الله كنت أفوز بالمرتبة الأولى في جميع المسابقات التي دخلتها منذ عام 2006م، ومنها:
قصيدة (حمام الأرياف) تتحدث عن النكبة وحلم العودة.
قصيدة (السرو وحرمه المدنس) تتحدث عن حريق الجامعة الإسلامية.
قصيدة (إنها رمادية؛ فاحتفلوا يا أخوة يوسف) تنادي بالوحدة الوطنية.
قصيدة (قدر أصابعنا) تبرز دور الشعر في المقاومة والتحرير.
كيف تقيم الأداء الشعري للمشهد الفلسطيني؟
للأسف فإن المشهد الثقافي الفلسطيني بشكل عام، يعيش حالة من الضعف الذي تعتريه، لعدة أسباب لا مجال لذكرها، وفي هذا الجانب يتحمل الجميع مسئولية هذا الضعف وأخص بالذكر مسئوليات وزارة الثقافة ورابطة واتحاد الكتاب والأدباء والمؤسسات الثقافية التي أرى في غالبيتها بأن لا علاقة لها بالثقافة أو بمفهومها الحقيقي.
رغم هذه الرؤية الضبابية للمشهد الثقافي؛ فإنني أتمنى أن يسود الجمال والرقي لهذا المشهد الحضاري، وأن نعمل جاهدين لتقويمه وفق أصول سليمة.
ما مدى دعم المؤسسات الثقافية للشعر والشعراء؟
للأسف الشديد، شعراؤنا يعيشون حالة من الإحباط بشكل عام على هذا المستوى، لا أتحدث هنا هكذا زوراً، فمن خلال لقاءاتي العديدة مع الشعراء والأدباء الفاعلين في قطاع غزة من مختلف الأعمار، ومن خلال الندوات الفكرية التي عقدها مركز أبعاد الثقافي الذي أشرف على رئاسة مجلس إدارته؛ فقد كانت لدى الغالبية النظرة القاتمة تجاه المؤسسات الثقافية ودعم تطلعاتهم ورؤاهم.
ما هي طموحات الشاعر (بسام المناصرة)؟
أطمح إلى أن أصدر مجلداً كاملاً يحتوي على جميع إصداراتي الشعرية قريباً، كما أطمح إلى أن أشارك في أمسية شعرية في رحاب المسجد الأقصى المبارك نشدو بها للنصر ودحر العدو الصهيوني الغاصب.