في خيام الاعتصام دموع ساخنة وأمعاء خاوية تضامناً مع الأسرى

“في تغطية خاصة لثورة الكرامة”
تقرير :محمد عبد الكريم هنية
لا تزال خيمة المضربين عن الطعام والمتضامنين مع الأسرى في سجون الاحتلال، تعاندُ مرارة الوقوف تحت أشعةِ الشمس الحارقة في ساحة الجندي المجهول.
كما هو حال الأسرى الذين لا يزالون يخوضون ملحمة الكرامة لليوم التاسع عشر على التوالي.
ولا تزال تلك الخيمة تستقبل زوارها صباح مساء في مشهد تتجلى فيه معاني الوفاء لقضية من أعدل القضايا على وجه الأرض.
قضية أسرى قابعين في زنازين لا تملك أدنى مقومات العيش الإنسانية، بل وتتعدى إلى أكثر من ذلك في حرمانِهم من أبسطِ حقوقِ الأسير التي كفلتها شرائعُ بني البشر.
وفي خيمة النساء المتضامنات حيث زوجات وأمهات الأسرى، بدا المشهد مؤلما ومؤثرا، حيث كانت امرأة تحمل صورتين لولديها الأسيرين، وفي ومحاولة بائسة لمسح دموعها تبادر “أم رامي الزعانين” والدة الأسير رامي المحكوم 11 عاما، والأسير لؤي والمحكوم عليه 14 عاما، وزوج ابنتها الأسير تامر الزعانين والمحكوم عليها 12 عاما، بتوجيه سلامها وتحياتها لأبنيها ولزوج ابنتها، وتقول: “لم أر ولداي منذ ست سنوات، أنا مشتاقة لهما كثيرا ونفسي أحضنهما”.
حكايات الغياب
وتتابع ودموعها تسيل ساخنة على خديها، بعد أن توقفت برهة من الزمن لتلتقط أنفاسها بعد أن خنقتها كلماتها المولعة بابنيها: “بس أنا بأقول لولادي ولكل الأسرى اصمدوا واصبروا والله معكم ولن يخذلكم، وإحنا بنستمد صمودنا ومعنوياتنا منكم، فأنتم تاج رؤوسنا وربنا يرفع الظلم عنكم وتتحقق مطالبكم ونشوفكم عما قريب”.
وفي الجهة المقابلة كانت تجلس زوجة الأسير ناهض عطا الله التي تحدثت عن معاناتها بالقول: “زوجي محكوم عليه 20 عاما قضى منها 19 عاما، وأنا بأقول لزوجي ولكافة الأسرى إصبروا وصابروا وضلكوا ثابتين فان بعد العسر يسرى، وبإذن الله راح تتحقق مطالبكم كلها، واحنا هينا معاكم مضربين عن الطعام، وما راح نفكوا إلا لتفكوا انتو بعد ما تتحقق مطالبكم”.
وفي الخيمةِ المقابلة تجولت “الثريا” ضمن مشاركتها اليومية بين زوايا هذه الخيمة، والتقت بالأسير المحرر في صفقة وفاء الأحرار(روحي مشتهى)، المضرب عن الطعام منذ 20 يوماً، والذي أغمي عليه يوم الجمعة، وتم نقله إلى المشفى بسبب ضربة شمس. يقول مشتهى “للثريا”: ” لا زلنا نشاركُ أخواننا الأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية ضد السجان المتغطرس، ولا نألو جهداً في التضامنِ معهم، والوقوف إلى جانبِهم في معركتِهم البطولية”.
لن نستسلم
ويضيف مشتهى: “الملاحظُ من هذا الإضراب هو التفاف، وتوحد الشعب الفلسطيني حول قضية الأسرى، وهذا دليل على أنها ثابت من ثوابته غير المقبول التلاعب فيها أبداً”. ويوجهُ مشتهى رسالته للأسرى فيقول: “عليكم بالصبر يا إخواننا وعليكم أن تدركوا بأن النصر صبر ساعة، وسر انتصاركم هو وحدتكم في معركتكم”. ودعا مشتهى الأسرى إلى التوحد خلف قيادتهم التي أشعلت المعركة لأن مصلحة السجون تبحث عن ثغرات لثنيهم عن مطالبهم.
وختم بالقول: “هؤلاء الأبطال الذين تركوا أموالهم وأهلهم وبيوتهم طمعا فيما عند الله، وكرامة وعزة لكم ولفلسطين يستحقوا منا ومنكم كافة أشكال الدعم، فلنوفر لهم مقومات الصمود والثبات فهم يرقبونكم إن لم يكن بأعينهم فبقلوبهم”. ودعا شعوب العالم العربي لبذل كل جهد مستطاع للإفراج عن أسرانا البواسل.
وفي زاوية أخرى من زوايا خيمة الاعتصام، كان يرقد المتضامن “أيمن الداهوك” المضرب عن الطعام منذ 14 يوما الذي بادر بالقول موجها رسالته للأسرى: “أسرانا البواسل مزيدا من الإصرار لجهودكم رغم أن مصلحة السجون لن تحقق مطالبكم، ونحن كأبناء الشعب الفلسطيني معكم في جميع المواقف حتى تحقيق مطالبكم والإفراج عنكم”، ودعا “الداهوك” أبناء الشعب الفلسطيني للوحدة ولنصرة قضية الأسرى وأن يكونوا يد واحدة ضد سياسة الاحتلال.
ومن جهة أخرى، دعا “الداهوك” جميع الإعلاميين والصحفيين من أبناء الشعب الفلسطيني لزيادة جهودهم في تغطية ونقل ما يجري للأسرى في سجون الاحتلال وزيادة توعية مجتمعنا الفلسطيني بما يحصل لأسرانا خاصة حتى يكونوا على قدر من المسؤولية تجاههم.
ودعناهم وخرجنا بأجسادنا لكن قلوبنا التي عانقت قلوبهم المولعة لأحباب غابوا عن أعينهم، بقيت تزاحم معهم آلامهم وأحزانهم،
“عليكم بالصبر يا إخواننا وعليكم أن تدركوا بأن النصر صبر ساعة، وسر انتصاركم هو وحدتكم في معركتكم” ..
(روحي مشتهى)، المضرب عن الطعام منذ 20 يوماً، والذي أغمي عليه يوم الجمعة، وتم نقله إلى المشفى بسبب ضربة شمس. يقول مشتهى “للثريا”: ” لا زلنا نشاركُ أخواننا الأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية ضد السجان المتغطرس، ولا نألو جهداً في التضامنِ معهم، والوقوف إلى جانبِهم في معركتِهم البطولية”.
… أظن أنه لن يسقط من صفحة التاريخ أبــــدا …. اللهم كن عونا لهم..