غير مصنف

لمن يرغب رفقة النبي ،، “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين”

تقرير: محمد عبد الكريم هنية

انا وكافل اليتيموجوه بريئة وعيون باسمة، اختلط فيها الأمل بالألم، أحال القهر ابتسامتها إلى دموع حارقة على طفولتهم المبعثرة، فذلك طفل يتيم لم يتلمس حنان والدته ودفء حضنها وبرد قبلاتها، وآخر لم يجد أباً يلاعبه ويأخذ بيده ويشجعه ويعلمه الوقوف والمشي ويسانده في حياته، وبدلا من أن يتنسموا عبير العطف والحنان يجابهون تارة الفقر وضيق العيش و تارة أخرى الظلم والحرمان، وما بين هذا وذاك تبقى أحلام طفولتهم الوردية تتودد لمن فتحت لهم الدنيا، لتبحث عمن يكفلها وينال شرف ملوم بصحبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

أبو أحمد موظف حكومي، يتقاضى راتبا بسيطا يتحدث “للثريا” عن تجربته في كفالة اليتيم فيقول: “فور تخرجي من الجامعة عكفت على البحث عن عمل، وعندما وُظفت في الحكومة نذرت لله عز وجل أن أكفل يتيما ليكون صدقة عن مالي”.

ويتحدث “أبو أحمد” عن سبب استمراره في كفالة اليتيم رغم زيادة أعبائه بعد زواجه فيقول: “بفضل الله لا زلت حتى الآن مستمر في كفالة اليتيم لأنني اشعر بان الله بارك لي في مالي، فما أصرفه أشعر بأنه يزيد أضعافا مضاعفة”.

أما “منال” فلم تكن أقل حظا من سابقها فقد ابتليت بمرض ابنها الوحيد الذي حاولت علاجه بكل الطرق، إلا أنها كانت تشعر بأن شفائه يسير ببطء، غير أنها سمعت من جارتها بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: “داووا مرضاكم بالصدقات”، فما كان منها إلا أن ذهبت إلى مبرة الرحمة للأيتام لتكفل يتيما.

وتحدثنا عن ذلك فتقول: “كفلت يتيما وأخرجت كفالته صدقة لله تعالى وابتغاء لشفاء ابني، والحمد لله أحسست ببركة هذه الصدقة على ابني وعلى مالي وحتى على حياتي بشكل عام”.

[divide style=”2″]

ابني يذكرني

وفي مشهد آخر يتجلى فيه حب الرسول صلى الله عليم وسلم، تقول أم إبراهيم: “حرصت منذ زمن على كفالة يتيم طمعا برفقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول، “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين”، وتضيف: “وحرصت على تعريف أطفالي بكفالة اليتيم وكنت أصطحبهم معي عند دفع الكفالة، وأعلمهم بأجر كفالة اليتيم والآثار التي يجنيها المسلم من وراء ذلك”.

وتضيف: “لمست آثار زرع هذه القيمة عند أطفالي بأنهم يذكرونني في موعد دفع الكفالة، ويحثونني دوما على زيارة اليتيم وأخذه في رحلاتنا”، وتضيف: “وما أشعرني بسعادة غامرة حينما طلب مني ابني أن يكفل هو يتيم وأن يدفع هو بنفسه لدفعها”.

وتختم أم إبراهيم حديثها برسالتها للأمهات والآباء بتعليم أبنائهم فضل كفالة الأيتام والآثار التي نجنيها، وتذكيرهم دوما بأن كافل اليتيم سيسعد بصحبة رسولنا صلى الله عليه وسلم.

[divide style=”2″]

حكم كفالة اليتيم

ويحدثنا د. ماهر السوسي رئيس لجنة الإفتاء بالجامعة الإسلامية، عن فضل كفالة اليتيم، فيقول: “هناك فضائل اختص بها كافل اليتيم منها: صحبة كافل اليتيم للرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم هو صاحب المقام الأعلى فيها، حيث جاء عنه عليه الصلاة والسلام: “أنا وكافل اليتيم كهاتين” وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى، أي أنه عليه الصلاة والسلام قريب من كافل اليتيم في الجنة كقرب هاتين الإصبعين بعضهما من بعض.

ويضيف: “كفالة اليتيم ترقق قلب الإنسان وتجعله أكثر قربا من الله تعالى، وذلك لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: “عن أبي هريرة، أن رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه, فقال: “إن أردت أن يلين قلبك فأطعم المساكين وامسح رأس اليتيم”.

ويختم بالقول عن فضائل كفالة اليتيم: “إن الله تعالى قد مدح الذين يطعمون اليتيم، حيث قال عز وجل: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً)، وثناء الله تعالى على صنف من أصناف خلقه هو تفضيل لهم عن غيرهم”

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى