Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
غير مصنف

مرض قاتل.. أناسٌ ينشغلون بعيوبِ الآخرين وينسون عيوبهم

تقرير: وائل بنات

تتبع عيوب الناسلا يخلو مجتمع من الفضوليين الذين ينشغلون بتتبع عيوب الناس، وينسون عيوبهم، فيتتبعون صغائر العيوب وينسون عظائم عيوبهم.. تجدهم يجلسون على قارعة الطريق، أعينهم تدور في كل الاتجاهات، يتفحصون كل من يمر أماهم رجلا كان أو امرأة أو طفلا، يدسون أنوفهم في كل شيء وألسنتهم منشغلة دوماً بجلد الآخرين، وأعينهم كذلك منشغلة في تتبع عوراتهم.

ويعتبر جهاد قاسم (40 عاما) أن مراقبة الناس والانشغال بعيوبهم عادة قبيحة منتشرة في مجتمعنا بصورة كبيرة، خاصة بين النساء.

ويتهم قاسم النساء بأنهن يتلذذن بجلد الآخرين بكلماتهن المتسلطة ويقول: “المشكلة أن معظمهن الآن أصبحن متعلمات، لكن التعليم لا يمنعهن إطلاقا من ممارسة هذه الهواية الذميمة”.

 

فراغ و غياب للهدف

ولا يعفي “قاسم” الرجال من الانشغال بعيوب الناس، فيقول: “لا أقول أنها ليست منتشرة بين أوساط الرجال أيضا، خاصة في المناطق المهشمة مثل بلدتنا بيت حانون”. يضيف: “كم سيدة قتلت على خلفيات الشرف ظلما من جراء الشائعات وكم رجل ترك هو وعائلته البلد من جرائها أيضا”.
وترى نسرين الداعور (30 عاما) أن الانشغال بعيوب الناس من خفايا النفس، إذ ينشغل الإنسان بعيوب الآخرين وينسى عيوبه.

وترجع الداعور أسباب ذلك إلى الفراغ وغياب الهدف، والغرور، والحسد، والإعاقات النفسية، إضافة إلي الكثير من الأسباب. وتقول: “الانشغال بعيوب الناس يجر إلى المهالك والويلات، فهو يؤدي إلى الوقوع في الغيبة، وتتبع العورات وهتك ستر المسلمين، ومن ثم إلى قسوة القلب نتيجة انشغاله عن تعاهده وإصلاحه، والغلظة على المؤمنين وعداواتهم لأنه اعتاد على البحث والتنقيب عن عيوبهم ومن ثم احتقارهم”.

وترى سهام أبو ناموس، (داعية، وطالبة شريعة في الجامعة الإسلامية)، أن علاج هذا الظاهرة  يتلخص في أكثر من نقطة، أولها  الفرار من حظوظ النفس إلى الله عز وجل، وليسأل الإنسان نفسه إذا أراد أن يذكر أحدا بسوء: (ربما يكون بين هذا الشخص وبين الله خبيئة رفعت قدره وأعلت منزلته عند الله عز و جل)، لأن ذلك يردعها ويردها إلى الحق.

اشغال النفس بالطاعات

وتضيف أبو ناموس: “إشغال فراغ النفس بالطاعات وبما ينفعها، ثم يضع الإنسان قاعدة له يتعامل فيها مع الناس، هي أن الله عز وجل لن يسأله عن عمل فلان أو تقصيره، إلا في حالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشروطه المعروفة، وما عدا ذلك فإن الله سيحاسبه فقط عن نفسه وأعماله وتقصيره، وأن يضع له شعاراً عند حكمه على الناس وهو أنهم بشر، فبشريتهم تقتضي صدور الزلات والهفوات منهم. وليدرك الإنسان أن من يتتبع عورات الناس يجد من يتتبع عورته مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: “من تتّبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو بجوف رحله”.

تتابع أبو ناموس: “وأخيرا إدراك خطورة اللسان حيث يقول ابن مسعود رضي الله عنه: “وَالَّذِي لا إِلَهَ غَيْرَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ شَيْءٌ أَحْوَجُ إِلَى طُولِ سَجْنٍ مِنْ لِسَانٍ”. و يكفينا عظة وعبرة حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ثكلتك أمك يا معاذ، و هل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى