أسرانا

معركة الكرامة تضع الاحتلال بمأزق كبير

ضمن تغطية خاصة لثورة الكرامة

تقرير: هدى فضل نعيم

(لن نلين ولن نسكين، فإما النصر أو الشهادة ولن نقبل بأنصاف الحلول)، تلك هي مبادئ المعركة التي خاضها أصحاب العزة والكرامة.

ولم يعلم الأسرى أنهم بقرارهم هذا أنقذوا الساحة الفلسطينية من الانزلاق إلى متاهات الأعذار التي تجر القضية إلى التخاذل والتنازل مما يسمح للاحتلال باستغلال الفرصة.

بتثبيت اغتصابهم لأرض فلسطين والاستمرار في تهويد القدس بعيداً عن أعين من يدَّعوا بأنهم حماة القضية من أبناء الوطن.

في هذه المعركة هل ينتصر السجين على السجان وهل تحقق معركتهم نصرا لمطالبهم، وما تأثير هذه المعركة على الواقع الفلسطيني، وهل ينجح الإضراب في تجييش رأي عام دولي لنصرة الأسرى؟  “الثريا” تلتقي بأصحاب الاختصاص للحديث عن تبعات معركة الأمعاء الخاوية على الواقع الفلسطيني، وعلى الساحة الدولية.

في لقاء “الثريا” مع الكاتب والمحلل السياسي د. نهاد الشيخ خليل أكد أن إضراب الأسرى ومعركتهم، جاءت في توقيت هام جداً حيث كان يتحجج الكثير ويقدمون الأعذار للمشاركة بأي عمل كفاحي ضد الاحتلال، ويربطون أي عمل بإنهاء الانقسام أو تشكيل حكومة وحدة، لكن الأسرى دقوا ناقوس الخطر، ونبهونا جميعا إلى أن الاحتلال تجاوز جميع الخطوط الحمراء، والقوانين الدولية، وتمرد عليها دون محاسبة فيجب أن ننتفض جميعاً لنقل:” كفى لهذه التجاوزات”، وكي لا نسمح لها بالاستمرار .
ويتابع د. الشيخ خليل قائلا : ” لقد كانت هذه اللحظة مهمة جداً، فأصبح هناك حراك واضح في جميع المناطق التي يتواجد فيها الفلسطينيين سواء غزة، أو الضفة، أو حتى الداخل الفلسطيني، ربما كان الحراك متفاوت، لكن لا ننكر أن هذه المعركة أحدثت حراكاً في أوساط الشعب الفلسطيني، وأوساط المسئولين العرب ونبهتهم لقضية فلسطين عامةً، وليس لقضية الأسرى فقط، ونبهت العالم إلى قضية، تُنتهك في وضح النهار، وإلى ضرورة وضع حد لهذه الانتهاكات”.

وكان لمعركة الأمعاء الخاوية تأثير كبير على تعاطي العالم مع قضية الأسرى، حيث يؤكد الدكتور عدنان أبو عامر- خبير في الشؤون الصهيونية أن معركة الكرامة بلا شك وضعت الاحتلال بمأزق كبير، فقد شكلت قوة ضغط على الكيان من قبل المؤسسات الحقوقية، وشعوب العالم، وأفشلت الخطة الصهيونية بمحاولة تسويق الأسرى الفلسطينيين بأنهم مجرمون وجناة، فكانت المعركة ضربة قوية لم تتوقعها قوات الاحتلال أضرت بهم إعلاميا وسياسياً.

،،،،،

د. عدنان أبو عامر:

سيكون هناك ألف حساب لأي خطوة تصعيدية

اتجاه الأسرى لأن الاحتلال يعتمد  بشكل أساسي

في تثبيت وجوده وتسويق قضيته على الرأي العام

ولن يجازف ويضع نفسه بمأزق جديد.

،،،،،

وأما نتائج هذا الإضراب على المدى القريب فقد توقع أبو عامر أن لا يظهر نتاج واضح، ولكن الأثر الكبير سيُلاحَظ في مستقل قضية الأسرى، فسيكون هناك ألف حساب لأي خطوة تصعيدية اتجاه الأسرى لأن الاحتلال يعتمد  بشكل أساسي في تثبيت وجوده وتسويق قضيته على الرأي العام، ولن يجازف به مرة أخرى كما يحدث الآن ولن يضع نفسه بمأزق جديد.

بصبرهم وجلدهم استطاع الأسرى تشكيل قوى ضغط، والانتصار لقضيتهم وقضية الشعب الفلسطيني بأكمله، فقد علموا العالم كله فنون الصبر والتحدي، واستطاعوا إرهاب الترسانة الصهيونية العسكرية، بتحريك قضيتهم عبر الوسائل الإعلامية، ولن ييأسوا بل سيواصلون إضرابهم لنيل جميع مطالبهم الشرعية العادلة و لن يقبلوا بأنصاف الحلول”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى