غير مصنف

العودة حق كالشمس

بقلم /عبير أحمد

يشدك الحنين إلى أرضك فَتشعرُ بأنك في شوق غريب لرؤيتها ،وتتبعثر مشاعرك كفلسطيني حين يكون الحديث عن البلاد التي سرقها الغاصب يوما ما.
في صبيحة ذلك اليوم ،كانت دولة الكيان المسخ قد أنهت استعداداتها مع حليفتها بريطانيا من أجل إعلان دولة مزعومة على أرض فلسطين .

وما يثير الاستغراب آنذاك أن بريطانيا وافقت على التنازل عن أرض فلسطين للكيان الغاصب، وقد كانت قبل ذلك تمهد لما تفعله عن طريق بيعها للأراضي الفلسطينية للتجار الصهاينة،ورغم ذلك لم يسكت الفلاح الفلسطيني عن هذا المخطط فحاول بكل ما استطاع من وسائل الدفاع عن أرضه، إلا أن دولة الاحتلال يوم الخامس من أيار المشئوم قامت بالتدمير والتخريب بل والقتل البشع والمتعمد لكل ما هو فلسطيني ،فدخلت القرى والمدن وانتهك الجيش الغاصب حرمة البيوت وقتل الأطفال، وذبح الأجنة في بطون الأمهات واعتقل الرجال،فتشوهت البلاد وعمها الخراب .

بكت يافا وندبت حظها ،صاحت حيفا بكبرياء المنكسرين أن الجرح عظيم، ونكست القدس أعلامها معلنة حالة الحداد على ضياع البقعة المباركة.
وظلَّ الفلسطينيون في حالة صدمة وذهول مما جرى زاد ذلك تخاذل العرب وتفريطهم في فلسطين .

وكعادة أهل البلاد المجروحة قام الفلسطينيون يلملمون جراحهم يحملون ما تبقى من بيوت على أكتافهم الجريحة ،هائمون لا يدرون أين وجهتهم، يتساءلون عن البلاد التي ستحملهم وتقلهم أرجلهم إليها.

وقتها أي بعدما حلت الكارثة ،قام العرب على استحياء بإنشاء بعض الخيام للاجئين ،واتجه السكان في الضفة الغربية إلى الأردن وسوريا ولبنان أما السكان في جنوب فلسطين فاتجهوا إلى مصر وبعض السكان الذين كانوا يقطنون في المناطق المحاذية لقطاع غزة اتجهوا نحو  غزة ومصر.
وبدأت رحلة المعاناة التي تعود عليها الفلسطيني فكانت الخيام ثم المخيمات الصغيرة،مع بعض الامتنان من وكالة الغوث للسكان المهجرين بتقديم المساعدات العينية التي لا تسمن ولا تغني من جوع .

ومع كل النكبات المتتالية ،بقي الفلسطيني يحلم بالعودة إلى دياره،مستخدما كل الوسائل من أجل تحقيق الحلم ،ومرت السنون والصمود هو ديدن كل المهجرين ترنو الأنظار إلى البقع المحتلة،سنين بحسابات البشر كبيرة وبحسابات أهل الأرض المقدسة قصيرة وتقترب من العودة.

يحمل المفتاح الجد والجدة ويكتبون لأبنائهم وأحفادهم وصايا العودة، يزرع حلم التحدي والإرادة في جيل عرف هذا المعنى فأدركه جيدا وحفظ الدرس الذي عنوانه الكرامة والعودة أبسط الحقوق.

لكن ما يميز هذا العام أن الفلسطينيين يحيون ذكرى نكبتهم تزامنا مع معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها الأسرى في سجون الظلم ، والتي أدت إلى تحقق مطالبهم وخروج الأسرى المعزولين والأسرى الإداريين ،بالإضافة إلى قائمة طويلة من الشروط التي وضعتها الكرامة الفلسطينية التي خضعت إسرائيل لشروطها كاملة،  وخرجت فلسطين بانتصار جديد يقربنا من انتصار أكبر وهو حلم العودة.

دولة الكيان اليوم مهزوزة أكثر من أي وقت مضى،رغم أنها استخدمت كل الوسائل المتاحة لكسر الفلسطينيين إلا أن الأخير كان يبدع في رسم صورة الصمود الأسطوري.

[divide style=”2″]

ما تؤكده ذكرى النكبة أن العودة حق كالشمس

وستعود البلاد لأصحابها ،و لا يضيع حق ورائه مطالب .

ولنرددها “لا تسترد الحرية إلا بالدماء “وفلسطين تستحق التضحيات .

[divide style=”2″]

ما نحن اليوم مطالبون به أن نركز فعالياتنا لتشمل الحلم الكامل، أن ننشر قضيتنا العادلة في أروقة الأمم المتحدة ،وأن نتحدث للصغار والكبار داخل فلسطين وخارجها عن البلاد التي احتلها الكيان الغاصب .

يجب أن يعي العرب أن فلسطين قضية حق وعدالة ،وأن من واجب العرب أن تقف بجانب الفلسطينيين بكل ما يستطيعون من أجل التحرر .
وكذلك على الحكومة في غزة أن تتوجه برسالة قوية لمجلس الأمن ضد سياسة الصهاينة.

مع التأكيد أن مفتاح البيت هو رمز للهجرة القسرية، وأن رائحة البلاد وعبيرها قد التصقت بالفلسطينيين أينما ارتحلوا فأصبحت جزءا لا يتجزأ من يومهم.

في ذكرى النكبة عليكم بالوحدة، التفتوا إلى قضيتكم الكبيرة وانسوا خلافاتكم، ففلسطين أكبر منا ومنكم .
ما تؤكده ذكرى النكبة أن العودة حق كالشمس ،وأن البلاد ستعود عما قريب لأصحابها ،وأنه لا يضيع حق ورائه مطالب .
رددوها “لا تسترد الحرية إلا بالدماء “وفلسطين تستحق التضحيات .
ردَّ الله علينا بلادنا وأرجع قدسنا ورحم الله شهداءنا وشفا جرحانا، و فك قيد أسرانا.

تعليق واحد

  1. نفرح حينما نجد اشخاصا يصغار يتحدثون عن الوطن بهذه الطريقة
    شكرا لمن اعتمدهم وساندهم ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى