علينا العودة بمناهجنا التربوية إلى الأصول الإسلامية

بقلم : د. حنان الحاج أحمد
دكتوارة أصول تربية/ مدير دائرة التعليم الخاص في وزارة التربية و التعليم
نظراً لمكانة المعلم والدور الذي يقوم به في المجتمع وتأثيره الواضح على تنشئة المتعلم ، لذا تحتاج النظم التربوية إلى إصلاح في ظل مبادئ الإسلام . فهي بحاجة إلى تربية جيدة في فلسفتها وأهدافها ، وسياستها ، ومناهجها ، وطرقها ، ووسائلها ، وقادتها ، ومفكريها .
باختصار نحن بحاجة إلى تربية إسلامية ، فهي التربية الوحيدة التي تناسب المجتمع الإسلامي لأن لها فلسفة وأهداف محددة واضحة ومثالية بني عليها كيان المجتمع الإسلامي منذ نشأته ، ولأن أهدافها ومناهجها وفلسفتها ذات علاقة وطيدة بقيم وفلسفة وأهداف وحاجات المجتمع الإسلامي وأفراده.
فالنظم التربوية بحاجة إلى إصلاح وبناء كل عنصر من عناصرها من أهداف ، وإعداد المعلم ، وصياغة المنهاج ، وبناء الكتب ، وبناء طرق التدريس والوسائل. وأن يتم بناء العملية التربوية على أساس من الفلسفة الإسلامية وفكر تربوي إسلامي.
” والمجتمع الإسلامي منذ نشأته تعرض إلى مكائد وخطط متعددة لهدمه ، وتضليل أبنائه عن عقيدتهم ومبادئهم الأخلاقية التي هي رأس مالهم وعماد حياتهم ، وكان أشد ما تعرض له العالم الإسلامي من فتن هو الغزو الفكري الذي صاحب الاستعمار السياسي والثقافي في القرنين الأخيرين.
لقد أحكم المستعمر قبضته على التربية لعلمه أنها أساس أي نهضة اجتماعية ، ودس فيها من نظرياته وآرائه وسمومه ما جعلها تنسلخ عن مبادئها وأهدافها الإسلامية الأصيلة وتتيه وسط دوامات من الفكر الغربي العقيم ، وتصل في النهاية إلى التشتت والضياع وفقد الشخصية الإسلامية المميزة لها وهذا يتطلب بناء إطار الفكر التربوي الإسلامي الذي يوجه ويخطط سير التربية في هذا المجتمع على هدى وبصيرة ” .
وخلاصة القول فإن المعلم هو المحور الرئيس في العملية التربوية حيث لا يقتصر دوره على تلقين المعلومة بل عليه أن يسمو بطلابه ويُخَلِصهم مما يشوه أفكارهم ويغرس فيهم مبادئ التربية الإسلامية وأن يعمل على إيقاظ مشاعرهم نحو مجدهم وفكرهم الإسلامي العريق، ويجب إعداد المعلم إعداداً إسلامياً حتى يتمكن من غرس العقيدة الصحيحة في طلابه وتسليحهم بسلاح الحق والفضيلة، ومن واجبه أن يرفع من مستوى طلابه العلمي والثقافي ، وأن ينمي مواهبهم ويصقلها ويشجعهم على التفوق الدراسي.
ونؤكد على ضرورة إصلاح نظام التعليم في إطار الإسلام والعودة بمناهجنا التربوية إلى الأصول الإسلامية مع الأخذ بالجديد الذي يتناسب ومجتمعاتنا الإسلامية وخير وسيلة للارتقاء بالمعلم هو الرجوع إلى السنة النبوية المطهرة لكي نكون شخصيتنا الإسلامية وننميها لذلك علينا أن نتعهد كتاب الله وسيرة رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع مراحل حياتنا من المهد إلى اللحد ، متخذين كافة السبل والوسائل المتاحة دون أدنى تغيير وبأساليب جذابة يمكن تطويرها لتحقيق الأساس للإيمان الكامـل الذي دعـا إليه الرسول صى الله عليه و سلم.