دين ودنيا

أحب والدتي وأريد رضاها

إعداد: أنوار هنية

أعرف جيدا فضل الأم وأتمنى أن أكون ممن اجتهد في رضا الوالدين، لكنني شيخي الفاضل مشكلتي مع والدتي- التي لا ارفض لها طلبا، حتى لو كان على حساب حياتي الخاصة – أنها لا تحب زوجتي التي اخترتها أنا لأنها كانت تريد تزويجي لابنة خالتي، ومهما فَعَلت لها لا تبدي ارتياحها لها رغم أن زوجتي تفعل كل ما بوسعها لارضائها على حساب راحتها وعلى حساب بيتنا ورغم ذلك فإن والدتي لم يتغير شعورها و إن حدث أي خلاف استسمح والدتي واطيب خاطرها (رغم أنها هي المخطئة) وأقول لزوجتي هي الأم التي تعبت و سهرت و لنا الجنة برضاها فتاخذ زوجتي بجانبها، ورغم انني لا أحب قول هذه العبارة لكن والدتي كثيرا ما تفتعل لنا المشاكل، فماذا أفعل حيال هذا الموضوع رجاء أرشدوني لذلك.

يوجه السائل د. ماهر السوسي أستاذ الشريعة الإسلامية في الجامعة الإسلامية

حقيقة بني العزيز القضية ليست سهلة عليك، فأنت في حيرة من أمرك ما بين ارضاء والدتك وهو فرض و ارضاء زوجتك وهو كذلك فرض، و الاسلوب الذي تتبعه هو تصرف ايجابي يدل على وعي و حسن تدبير للأمور.

وعليك أن تعلم أن ما أنت فيه هو ابتلاء من الله عز وجل و تمحيص لك و لصبرك على الابتلاء ، ليرى الله عز وجل هل ستحافظ على طاعتك لوالدتك أم أن أنك ستنحاز لزوجتك، و القضية تحتاج إلى وقت حتى تتغير المواقف بمرور الوقت، بالإضافة إلى ابداء حسن النية والمعاشرة .

و أنت وزوجتك مطالبين بامتصاص السلوك السلبي من والدتك ومطالبين بابداء التعاطف معها و معاملتها معاملة حسنة وأنا أعلم أن الأمر ليس بالسهل و الهين لكن هناك شرع و طاعة الأم فرض مقدم على طاعة الزوجة واستمع إلى مقولة احسن إلى الناس تستعبد قلوبهم.

وهذا الموضوع يحتاج إلى موازنة صعبة لأنه غير مقتصر على الكلام بل يشتمل على أفعال تطبق على أرض الواقع، وقد تصرفت بحسن تدبير مع والدتك لكن عليك ان تتفاهم مع والدتك وتتحدث معها، ان الزواج كله بقدر الله عز وجل، وتُدخل وساطات ممن تثق والدتك بآرائهم من اخوتك مثلا او ممن يستطيع التأثير عليها لاقناعها أن الزواج غير خاضع للمزاج.

و أنه أمر قدره الله تعالى دون اختيار من أحد من قديم الزمان، كما عليك بني اللجوء إلى الدعاء بأن يلهمها الله حسن الاتصرف و يدخل المحبة و الألفة بين والدتك و زوجتك.

و أوجه رسالتي إلى زوجتك أن تصبر و تحتسب أمرها إلى الله و تحسن التصرف مع والدتك و تعتبره ابتلاء من الله عز وجل تداويه الأيام و حسن المعاملة، و تحمد الله أن الابتلاء كان في قلة محبة الأم لها وليس في مرض اصابها او بِشَرِّ أو سوء معاملة تقع من الزوج أو غير ذلك.

وعليك أن تعلمي يا ابنتي انك إذا ساعدت زوجك في استرضاء والدته فأنت من اصحاب الأجر الكبير أو ليس وراء كل رجل عظيم امراة؟ فتكوني قد ساهمت في تيسير حياة زوجك، وقد يكون الأمر صعب أحيانا فعليك بالدعاء و الاستغفار، و اعلمي أن ما تقومين به امر عظيم و له أجر عظيم عند الله عز وجل و المسألة تحتاج إلى وقت وقت، والقلوب تتغير و تتبدل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى