كتاب الثريا

امرأة مسلمة بزوجين

بقلم أ / عبد الخلق محمد البحيصي مدير دائرة الإرشاد و الوعظ الأسري

لقد أخد الله سبحانه وتعالى من الزوجين ميثاقا غليظا لعظم وأهمية بناء الأسرة المسلمة والتي بنيت على أساس من المودة والرحمة حتى يكتب لها الدوام وحينما خطب أحد الصحابة زوجته وضح له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشرع أجاز له أن يرى زوجته ليتسنى لهذه الأسرة أن تدوم ويكتب لها الديمومة والاستمرار، كل هذا من أجل بناء أسرة مسلمة تقوم بدورها وواجباتها على الوجه الأكمل، وبناء جيل من الشباب الحافظ لدينه ووطنه ومقدساته والتي يتعرض لها شعبنا ومقدساتنا في فلسطين الحبيبة.

وكما يعرف جميعنا أن من مقاصد الزواج حفظ الأنساب والنوع البشري من الانقراض وقضاء شهوة الإنسان في إطار شرعي بعيدا عن الرذيلة والسفاح، ولكن هناك فئة من النساء تأبى أن تعيش في كنف الحلال وفي أسرة مسلمة مستوفية جميع أركانها الشرعية والقانونية .

امرأة شيطانية تتصرف بعلو وقصد وليْتَها تصرفت بجهل لوجدنا لها عذرا فيما فعلته هذه المرأة المقصرة في حق الله سبحانه وتعالى وتنتمي إلى شعب الصابرين والمرابطين .

تزوجت من شاب سعودي وعاشت معه عشر سنوات أنجبت منه طفلة وبعد خلاف بينهما تركت السعودية وعادت إلى قطاع غزة بدون ابنتها وعاشت سنوات إلى أن تقدم إليها رجل خماسيني العمر توفت زوجته وأراد أن يستر نفسه وأن تقوم بخدمته وتربية أبنائه فوافقت هذه المرأة وأخبرته بأنها امرأة ثيب سبق لها الزواج من رجل سعودي وأنجبت منه طفلة وهي منقضية العدة بعد طلاقها فطلب منها شهادة الطلاق ليتم إجراء عقد الزواج .

فأخبرته بأنه ليس لديها شهادة الطلاق وتحتاج إلى وقت طويل وطليقها يعيش في منطقة نائية وصعب إحضارها الآن وعلمت منذ سنة أنه توفى ولكن لديّ بطاقة الهوية مكتوب بها أنني آنسة فوافق المسكين على إجراء العقد لحين إحضار ما تفيد بأنها مطلقة وتزوجها مدة ستة شهور وهم يتمتعون بزواج بني على الحرام والزنا .

وذات ليلة وهو جالس يسامر زوجته جاءه هاتف من عم زوجته يفيد بأن زوجته ما زالت على ذمة زوجها الأول والذي لم يطلقها ولم يمت كما تدعي، وهنا وقع حديثه كالصاعقة عليه وشل تفكيره ما الذي جنيته من هذا الزواج أن أعيش في الزنا والحرام ستة أشهر وزوجتي على ذمة رجل آخر.

فهرع إلى أصحاب الاختصاص والشرع يسأل ماذا يصنع بهذه المصيبة التي وقعت على رأسه فأشاروا عليه أن يرسلها إلى بيت أهلها وأن يهجرها لحين معالجة هذا الأمر من قبل القضاء الشرعي حتى يأتي له بحل شافع يستطيع أن يكفر فيه عن الذنب الذي كان له نصيب فيه حيث وافق على الزواج دون التأكد من طلاقها.

لو كانت هذه المرأة حريصة على حياة أسرية على منهاج شرع الله لكان لها هذا بقيامها برفع دعوى تطليق للضرر من الغياب أو للهجر والتعليق في محل إقامة الزوج الأول وحصلت على حريتها ولكنها آثرت الذي هو أدنى من الذي هو خير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى