هيا بنا نغير ما بداخلنا

بقلم/ د. نهاية القرالي (دكتوراه في البرمدة اللغوية العصبية – الأردن)
أخوتي وأحبتي، أحيانا كثيرة نجلس إلى أنفسنا وتترواد إلى أذهاننا أفكار كثيرة ونشعر أننا في تخبط عميق لا نعرف من أين نبدأ أو إلى أين ننتهي ….وسرعان ما تتبدل الافكار إما إلى سلبية تحبطنا، أو إلى إيجابية ننطلق من خلالها.
نعم إننا بحاجة دائمة إلى الجلوس مع أنفسنا؛ ولكن لابد حينها أن نخرج بنتيجة لا أن تكون هذه الجلسة دون أي هدف.. لذلك علينا أن نحدد أهدافنا وهدفنا العام واضح في قوله تعالى: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) ومن هنا فإن الهدف الأسمى هو العبادة … والفهم القاصر هو الذي يجعل العبادة مقتصرة على الصلاة والصوم والزكاة، إن العبادة هنا تختلف هي عمل وتعامل وأخلاق وعبادة موصولة مع الله وما أروع الشاعر حينما قال:
إسلامنا لا يستقيم عموده ….. بدعاء شيخ في زوايا المسجد
إسلامنا نور ينير طريقنــــــا ….. إسلامنا نار على من يعتدي
ولذلك إن ديننا دين الأخلاق والقيم والمبادئ، والعمل والتعامل، وفي قصة رويت أن الصحابة رضوان الله عليهم، جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرون له قصة امرأة صوامة قوامة ولكنها تؤذي جيرانها، فقال:”هي في النار”، فأي عبادة تلك التي لا تهذب الأخلاق وتحسن التعامل، فأقرب الناس منزلة من رسول الله يوم القيامة أحاسننا أخلاقا.
ومن هنا ليكن هدفنا الأول هو مرضاة الله وحسن عبادته ومن ثم من عباداته لننطلق إلى أعمالنا والتي هي محض عباداتنا.. ولنحدد أهدافنا ولنطمح دائما أن تكون هي الأسمى والأرقى، لتتحول بعد ذلك إلى ثقافة وسلوك وتجارب يرى بها الآخرون الشيء الكثير والكبير والأثر الرائع لنا.
نعم إن سلوكنا وأهدافنا هي سمات شخصيتنا التي نرغب أن نكون بها في أجمل حلة، فلنختارها بأن تكون هي الأفضل والأرقى والأسمى دائما.