الأولى على فلسطين ” سارة ” سأكون طبيبة لأداوي جرح قضيتي

إعداد: هدى فضل نعيم
يبدو الإنجاز والتفوق شيئاً عاديا في حياة الكثير من الشعوب المختلفة، ولكنه يبدو معجزة في حياة شعب تخضع كل مقوماته ومكوناته للاحتلال، وتصادر موارده ومقدراته التي من الممكن أن تساهم في تطوره الحضاري.
ذلك لأن ثمة نماذج في المجتمع الفلسطيني تمكنت من صهر المعاناة والتغلب على الظروف القاسية التي فرضها الواقع الاحتلالي، وتمكن من صناعة المعجزة ليتمثل بشعوب استطاعت أن تحتوي المعاناة التي تعرضت لها ووضعت نفسها بين الدول الكبرى في العالم كاليابان مثلا لا حصراً.
ولكنه الشعب الفلسطيني الذي يتمايز عن هذه الشعوب أيضا بقدرته الفائقة على التكيف مع المعاناة المتجددة التي تستهدف كل شيء فيه ويبقى قادرا على صناعة المعجزة ليشيد بنيان حضارة إنسانية أكثر فعالية وعدالة .
” الثريا ” على موعد مع نموذج إبداعي من تلك النماذج الرائعة ، فتلتقي مع الطالبة سارة زكريا الشويكي الحاصلة على المرتبة الأولى في فلسطين في الثانوية العامة بتقدير 99:8 وأعدت لقرائها الحوار التالي :
“الحياة رسالة وهدف”
“رسمت هدفي من البداية وتمنيت أن أكون طبيبة تستطيع أن توصل رسالتها الإنسانية لشعبها وأمتها، تمنيت أن أحمل هموم شعبي للعالم ليتسنى لي القدرة للوقوف في وجه الاحتلال وتحقيق العدالة لشعبي “
بتلك النبرة العالية والهمة المرتفعه بدأت سارة تتحدث عن تلك المحطة المهمة في حياتها، والقدرة التي كانت تعينها لتصل بها لتحقيق أهدافها بوعيها الرزين وصوتها الرخيم بدأت تستعرض نجاحها وفق مفاهيم وطنية تشعر بأنها الأساس الذي ينبغي أن يبنى عليه الفرد نجاحه في المستقبل كما تؤكد ” سارة”.
وتضيف سارة بالقول: ” بدأت أكثر إصرارا على تحقيق هدفي فسهرت وتعبت وبذلت الكثير ، وحاول جنود الاحتلال كعادتهم تعكير الأجواء فاختطفوا زوج خالتي والكثير مما اقترفوه من عربدة وفي النتيجة كان الإصرار يكبر والحلم يتعاظم “
عن تلك الظروف التي مرت بها تؤكد ” سارة ” بأنها كانت حريصة على التخطيط الجيد لحياتها الدراسية واستعداداتها للامتحانات ، وكثيرا ما كان يحاول والدها أن يخرجها للتنزه شفقة على حالها من التعب والدراسة الطويلة وكثيرا ما كانت تستسلم الأم لرغبات الوالد برغم إصرارها وإلحاحها على سارة للدراسة المستمرة كما تقول “سارة “.
في خضم الحديث عن التجربة لا تنسى سارة ربحها الحقيقي فتقول سارة: ” نجاحي الحقيقي ومكسبي هو قضيتي التي بدأت أكثر قدرة على خدمتها وتعزيز قدراتي من أجل إقناع العالم بعدالتها “.
وتردف ” سارة ” بالقول: ” مقتنعة تماما بضرورة رسم كل فرد في المجتمع خارطة حياة ليصل لواقع مجتمعي أكثر قدرة على العطاء ويحقق القدرة على الصمود في وجه الاحتلال ، وهذه العبرة الحقيقية التي استقيتها في نجاحي ”
“معالم إنسانية”
وعبر حوارها مع ” للثريا ” وجهت ” سارة ” العديد من الرسائل بدأتها بمجتمعها الكبير المجتمع العربي وخصصتها لبلاد الربيع العربي بالقول: ” بدأنا نشعر بعروبتنا حقاً واستطعتم أن ترفدوا إلينا الأمل بعد كثير من الخوف على قضيتنا وقضيتكم ، حريصون على إنجازكم لثقتنا بأنكم حريصون علينا وعلى قضيتنا، ونستلهم من تجاربكم الوقوف في وجه العدوان والتصدي للطغاة “
ووجهت رسالتها للرئيس المصري المنتخب محمد مرسي بالقول: ” نهنئكم ونتمنى لمصر الحبيبة أن تبقى قوية رافده بالعطاء ، وأتمنى أن ترفعوا الحصار عن ابنتكم الصغيرة غزة ، وتعززوا موقع القضية الفلسطينية فأنتم الأمل وأنتم الثقة “.
وفي معرض رسالتها الأخرى لشعبها الفلسطيني شددت ” سارة ” على حبها الشديد وحرصها على من اسمتهم ” بقرة العين “أبناء شعبها التي دعتهم للتوحد ونبذ الخلافات والتحقيق الفوري للمصالحة الفلسطينية ، وكما دعت ” سارة ” أيضا القوى الفلسطينية للتعمق في الحلول ووضع تصورات تنهى الأزمة وتعزز الموقع الفلسطيني وصمود شعبه كما تقول ” سارة” واختتمتها بالقول لا للانقسام ونعم للمصالحة.
سألنا سارة عن غزة فردت بالقول وبعد هنيهة من الوقت ” هي حبيبتي وأمنيتي أن أزورها سمعت عنها وعن صمودها الكثير ، أتمنى أن تعانق الضفة غزة وتشرق شمس الحرية في القدس عاصمتنا الأبية “
“الطموح والمشاعر الإنسانية”
ماذا لو عرض على سارة منصب ” سفيرة النوايا الحسنة ” فأي مهمة ستبدأ بها أولا ؟فأجابت ” سارة ” بالقول: ” أتمنى ذلك وهو أمر يشرفني .. سأبدأ بأطفال غزة الحبيبة وجرحاها ومصابي الانتفاضة الأعزاء ، سأعمل على توضيح موقف قضيتي للعالم المنحاز للاحتلال وتصحيح المفاهيم المغلوطة بشأن القضية الفلسطينية “.
[divide style=”2″]موقف ” سارة ” عن الواقع الإبداعي الفلسطيني يسومه بعض الشؤم ولكنها أرسلت رسالتها للجهات المعنية بالقول ” أقول للسلطة وللجهات المعنية بضرورة توفير دعم ومنح لكل المميزين والمتفوقين لأنه بدونها ستهاجر الكفاءات وسيفرغ الشعب من الكفاءات التي من الممكن أن تساهم في تطوره ونهضته “[divide style=”2”]
عن طموحها ورؤيتها في المستقبل تقول: بأن لديها الكثير من الأحلام تسعى في تحقيقها تبدأ رحلتها مما كانت تحلم به وهو تخصص ” الطب ” لتصل فيما بعد لفتاة قادرة على حفر اسمها في عالم الاختراع وتكون من العلماء العاملين في خدمة الإنسانية وختمت رسالتها بتلك المقولة الرائعة: ” أريد أن أساهم في رسم العالم الايجابي وأشارك في تحقيق الاستقرار والعدالة في المجتمع الإنساني تلك رسالتي التي سأفني حياتي بها “
وقد رفضت ” سارة ” الدراسة خارج الأراضي الفلسطينية وأكدت بقائها فيها وعزمها على تحقيق ذاتها في جامعاتها ، ولم تحسم ” سارة ” بعد خياراتها في الالتحاق بأي من الجامعات الفلسطينية ولكنها أكدت على موقفها الرافض للهجرة من الأراضي الفلسطينية؛ لأنها كما تقول لا تريد فلسطين الخالية من عقول أبناءها.
الله يكتر امثالك يا سارة مثلتي فتاة فلسطينية مفعمة الانتماء للشعب الفلسطسيني والقضية الفلسطسينية وانشاء الله بتحققي كل طموحاتك وبتكوني امرأة ذو منصب علمي وسياسي تشارك في صنع القرار الفلسطسيني و برافو عليكي