لن نكون ممن نال شرف المحاولة

بقلم: هدى فضل نعيم
في زمن التقدم والحضارة يتسابق الجميع لإثبات نفسه والتميز وجلهم يحاول, فمنهم من يكسب شرف المحاولة ومنهم من ينجح، والقليل لا يعير انتباهه لما يدور حوله فقط مهمته إنهاء يومه كيفما كان, سنغض النظر عن الطرف الثالث لأنه هو من لم يسمح لنفسه أن يكون شخصا نتحدث عنه سوى بالسلبية وذكره لا ينبع من ورائه سوى الإحباط .
حديثنا عن الشباب الطموح الذي يحاول ويجاهد ليصل , وما السبب الذي يجعل الشاب ناجحا والآخر يخرج دائما مواسي نفسه بأنه كسب شرف المحاولة.
عند الانتهاء من فترة ضغط أو فترة انشغال ترى جميع الشباب لديهم تحمس لبدأ مرحلة جديدة لتنمية القدرات والإبداع وانجاز شيء من المخطط الذي تفننوا بصياغته , في هذه الحالة الأغلب يضع خطة تحمل الأهداف ويتحمس لإنجازها بأي طريقة , وهذا ليس بالخطأ فجميل أن يكون لكل شاب خطة وهدف في حياته؛ لكن كيف يتعامل الشاب الناجح والشاب الذي يفشل بمخططه لو واجهه في منتصف الطريق أجواء لم تكن بحسبانه؟
غالباً نرى سبب التراجع هو محاولة انتظار الأجواء المثالية لتحقيق أهدافنا مع أننا نعلم أنه إن انتظرنا فلن نستطيع أن نجدها فقط سنواسي أنفسنا عند الفشل بأن الأجواء لم تكن كما نريدها لذلك لم نعمل .
أتحدث هنا عن من يضع هدفا قريب المدى يضعه في المساء فيأتي الصباح جوٌ شديد الحرارة فيتوقف ويقول بنفسه :” عندما يتحسن الجو سأبدأ” ينتهي اليوم الأول و يأتي الذي يليه تكون لديه مناسبة فيعيد الكرة ويقول غدا عندما تنتهي المناسبة سأبدأ , و يأتي اليوم الذي يليه فيكون مريضا فيقول: عندما أشفى سأبدأ، ويبقى على هذا المنوال لأشهر حتى يرى بهدفه أنه شيء مستحيل وأن الحياة لا تريد له النجاح فيرى بنفسه أنه قدم كل شيء خطط ووضع الأهداف لكن الظروف كانت دائما تعانده , لكنه لم يفكر ولو لمرة واحدة بأن يعاند هو الظروف , فهذه الأعذار فقط كما ذكرنا سابقا لنواسي أنفسنا بها؛ لكن حقيقة الأمر لو وضع الشاب بين عينيه هدف النجاح وتحدي الظروف قبل ان يضع أهدافه بعيدة وقريبة المدى ستجعله يعرف أنه مهما كانت الظروف لا مجال للتوقف فلن يتحسن يوم غد ما دمنا على هذا الحال .
الأمر مشابه في شهر رمضان فلا يعني إن كنا صائمين أن نتوقف عن العمل حتى ينتهي الشهر فغدا ينتهي رمضان ويبدأ العيد و ينتهي العيد تبدأ الجامعات ثم العيد الثاني وهكذا الحياة لن تقف لتنتظرك كثيرا لتركب قطارها فقط لديها بعض المحطات، ومن ثم تنطلق مسرعة فمن استطاع اللحاق بها والاستمرار معها كيفما كانت الظروف هو من يستطيع أن نرى به الشخص الناجح والذي يصل, وليس من كسب شرف محاولة أن يكون ناجحا.
فإن كان هناك طريقة للنجاح وللتغير لابد أن تكون من شخص يعمل بجد ولا تحده الظروف كيفما كانت ولا يسمح لنفسه لتقبل الأعذار الوهمية , حتى ننجح يجب أن نبذل جهدا أكبر وأن نسابق الحياة ولنعلم جيدا أننا كما لا يمكن أن نوقف تدفق النهر لا يمكن أن نوقف تدفق الحياة؛ لكن يمكن عبورها بسلام للوصول إلى بر الأمان .