” ديما جبريل ” الأولى على فلسطين المتفوقة التي حيرت مفاهيم الإبداع

تقرير / محمود عبد الكريم هنية
لوالدين أكاديميين نبغا في مجال العمل الأكاديمي الأب البروفسور ” سامي محمد جبريل ” المحاضر الأكاديمي في قسم الفيزياء بجامعة النجاح ، والأم “ترمين البرق ” ماجستير في الهندسة المدنية والمحاضرة في الجامعة ذاتها .
كانت “ديما سامي محمد جبريل “قرة عين لوالديها لتجدد للأسرة مسيرة تفوقها وتحقق في موسوعة الإبداع الفلسطيني رقما قياسيا لتكون الطالبة الأولى على فلسطين في الثانوية العامة بمعدل” 99.8″ في الفرع العلمي .
” الثريا ” في ملف الإبداع والتألق تدق باب ” ديما ” والأخرى تفتح قلبها وعقلها وتعزف على أوتار الإبداع وتحكي حكايتها .
“الوطن البوصلة”
” نحن شعب لا نملك سوى العلم لنستعيد حقوقنا ونفرض احترامنا بين الشعوب والدول ، ورسالتنا تتلخص في ضرورة الحفاظ على هذا الإنجاز كفهم أصيل في ثقافتنا الفلسطينية ” .
بذلك الوعي الرزين ، والثقافة الظاهرة في كلماتها، بدأت الطالبة الأولى على فلسطين ” ديما سامي محمد جبريل” حوارها مع الثريا ، حيث بدأت تستعرض نجاحها وفق مفاهيم وطنية تشعر بأنها الأساس الذي ينبغي أن يبنى عليه الفرد نجاحه في المستقبل ، فتقول: ” بدأت أرسم خارطة حياتي منذ صغري ، وعملت على تنظيم جدول وقتي فكانت النتيجة دائما تحصيلي لعلامات مرتفعه في كافة مراحل دراستي “
وتضيف ” ديما ” بالقول: ” بدأت أكثر إصرارا على تحقيق هدفي فسهرت وتعبت وبذلت الكثير ، رسمت لنفسي في الحياة هدفاً ، حلمت بأن أكون كبيرة في مجتمعي واليوم احصد بعض من ثمار تعبي “.
وعن مشوارها في حقل التميز التعليمي تحدثنا ديما “رُسِمت في حياتي القدوة حيث والدي الكرام أبي وأمي ومسيرة حياتهما الحافلة بالإبداع العلمي والانجاز على مستوى تحصيل الدرجات العلمية ، فقد حرضاني كثيراً على التعلم والتميز، رسما لي خارطة إبداع استلهمتها من تجربتيهما ودوما كانا حريصين على أن أكون متميزة “.
من المفارقات في رحلة” ديما” في الثانوية العامة ما حدثتنا به عن موقف والديها الداعي لها للراحة بعد قضاء فترة طويلة من الساعات يومياً في الدراسة حيث تقول ديما: ” عملت على زيادة معدل ساعات الدراسة في الثانوية العامة ، وكنت كثيراً ما أجهد نفسي في الدراسة فيشفقان والدي علي ويدعوانني للراحة وهو ما يمثل مفارقة حيث يكون عادة العكس بين الآباء وأبنائهم “.
“منبر متألقة”
وعبر حوارها مع ” الثريا ” نثرت “ديما” العديد من الرسائل التي وجهتها كعلامة متميزة في النخبة العلمية الطلابية بدأتها بمجتمعها العربي الكبير الثائر على الظلم والطغيان فتقول : ” بدأنا نشعر بعروبتنا حقاً واستطعتم أن ترفدوا إلينا الأمل بعد كثير من الخوف على قضيتنا وقضيتكم ، حريصون على إنجازكم لثقتنا بأنكم حريصون علينا وعلى قضيتنا ، انتبهوا لما بعد ثورتكم فالحدث جلل والاستحقاق عظيم”.
وفي معرض رسالتها الأخرى لشعبها الفلسطيني ولقواه السياسية شددت ” ديما ” على ضرورة تعاضد القوى الفلسطينية فيما بينها ، والعمل على تعزيز العلاقة الوطنية بين فصائلها التي دعتهم للتوحد ونبذ الخلافات للوصول لمصالحة وطنية سريعة تعزز موقع القضية الفلسطينية وتنهض بها.
وأضافت بالقول: ” تقدم القضية وتعزيز دفاعاتها أمر لا يراهن عليه إلا في ظل وحدتكم وتوافقكم ، واستمرار خلافاتكم لا يعني سوى العمل على تحقيق رغبات الاحتلال وهذا ما ينبغي أن تفشلوه بوحدتكم”.
سألنا “ديما ” عن غزة فردت بالقول ” سأراها منتصرة بإذن الله وقد فتحت ذراعيها لضفتنا الحبيبة تزغرد زغرودة الانتصار في أراضي الثمانية وأربعين والآذان يصدح في سماء القدس “.
” الطموح والمستقبل “
وعن طموحها ورؤيتها في المستقبل تقول بأن “لديها الكثير من الأحلام تسعى في تحقيقها” ، وقد أكدت على عزمها ” دراسة الطب ” كتخصص رغبت في الالتحاق به بعد نجاحها وتحصلها على معدلها المرتفع في الثانوية العامة .
وتمنت ديما أن تصل فيما بعد ليحفر اسمها في عالم الاختراع العلمي ، وتكون من العلماء العاملين في خدمة الإنسانية وختمت رسالتها بتلك المقولة الرائعة لن أكون عددا يحصى ضمن باقي الاعداد فسأكون رقما بارزا بإذن الله لخدمة ديننا و قضيتنا العادلة، و سأسعى لذلك بكل ما أوتيت من قوة و علم وصحة، فلم نخلق في الحياة لنكون عبئا على الآخرين أو نكون أشخاصا عاديين “
وقد شددت في الوقت نفسه رفضها الدراسة خارج الأراضي الفلسطينية وذلك لما يترتب عليها حسب ” ديما ” من وضع اجتماعي يفرض عليها مفارقة أهلها ، وكذلك مما قد تشعر به من الغربة في الدراسة بمعزل عن أهلها و لأنها ترفض فكرة العقول المهاجرة إلى الخارج بعيدا عن الوطن الذي يحتاج الكثير للنهوض به”.
وعبرت ” ديما” عن قناعتها في الوقت نفسه بالكفاءات العلمية التي تحتضنها المؤسسات التعليمية الفلسطينية ومدى قدرتها على تخريج طاقات مفيدة للمجتمع حيث تقول: ” الكفاءات العلمية في بلادنا مرتفعة ، وهو أمر ينبغي أن نستفيد منه ونعمل على تعزيزه”.
واختتمت ” ديما ” حوارها مع ” الثريا ” بأمنية نثرتها لقرائها الكرام ” العودة لفلسطين مسألة وقت والاختبار الحقيقي يكمن ببناء الإنسان القادر على صناعة حضارته يوم التحرير ، ويستطيع صناعة الأنموذج الحضاري بين الشعوب والأمم وهذه هي المهمة التي بدأت أعد نفسي لها وهذا ما يتطلب علاقة رائعة مع الله ومن ثم حب حقيقي بين أبناء الشعب الفلسطيني “.