اقرأ الأرشيف .. تكن مؤمنا !

بقلم/ عبد الحميد صبرة ،،،
إن أحسست يوماً بالملل, ادخل مكتبة ـ برجلك اليمين ـ ثم انعطف يميناً ثم امض ثم انعطف يساراً ( هذا المسار خاص بمكتبة الجامعة الإسلامية ) ، ستجد موظفاً جالساً على كرسيه أو هكذا يفترض ، ستجده في الغالب متصفحاً لمواقع إخبارية .
احم احم .. بها عليك أن تبدأ كلامك كي ينتبه صاحب الحضرة ، ثم تسأله بلطف بالغ عن أرشيف الجرائد اليومية في المكتبة الموقرة .
تحمل الرجل قليلاً ، إذ سيقطب جبينه وتنطلق منه أف حارة وسيدلك في النهاية على ما تريد : أرشيف الجرائد .
هل تصدق أنه بقراءتك الجرائد سوف تصبح مؤمناً ؟
لماذا ؟ وهل يتنزل الوحي هذه الأيام على قراء الجرائد ؟ لعلك قلت .
بالمثال يتضح المقال ..
اليوم : تدور رحى حرب ضروس في سوريا ، إذ يسخر نظام مجرم كل قواه لإبادة شعبه , لكنه ومناصريه جعلوا من تحرير حلب مقدمة لتحرير فلسطين (إي والله) وجعلوا نظرتهم إلى سوريا بعيون فلسطينية .
لكنهم لو قرأوا الأرشيف ما فعلوها ، لو قرأوه لآمنوا .
الأرشيف (30 سنة خلت) : خاضت إيران ما بعد الثورة حرباً ضد العراق استمرت 8سنوات أعلن خلالها الخميني أن الطريق إلى تحرير فلسطين يمر ببغداد وكربلاء المقدسة .
الأرشيف (20 سنة خلت) : خاض صدام حسين حرباً احتل فيها الكويت واعتبر أن ” تحرير الكويت” كان مما يريد به وجه فلسطين .
الأرشيف (6سنوات خلت) : شبان جهاديون في العراق يفيضون ايماناً ( وليت الأمر بالنية) يعلنون قيام الدولة الإسلامية في العراق ثم خاضوا حرباً قاتلوا فيها السنة قبل الشيعة ، وكان الأمر كذلك لعيون فلسطين .
لقد لخص حافظ الأسد هذه المعادلة حين قال لأحد ضباطه : ” ضع فلسطين على طرف لسانك ثم افعل ما تريد ” وها هم خلفاؤه يطبقون التوجيه .
كن على إيمان , أو كن على أرشيف ولن تؤت من جحر مرتين ، ولو كان في المقال فسحة لأنبأتك طرفاً من حديث ليبرمان الاخير ، ولكن اقرأ الارشيف تكن مؤمنا .