المجتمع الدولي لا يمطر أوطاناً

بقلم/ عبد الحميد صبرة،،
وقف يخطب في الجموع, الجموع التي تبتغي طريقاً لعزتها، ومساراً لبناء دولتها فقال :” إن الدولة اليهودية سوف تأتي “.
كان هذا قبل 30 سنة من قيامها ثم استدرك فقال : “ولكنها لن تأتي بواسطة الوعود والتصريحات السياسية ” علما أن د. حاييم ويزمن – صاحب الخطاب – كان له أبرز الأدوار في اصدار وعد بلفور .
كيف ستأتي إذاً ؟ أجاب : ” بل بعرق الشعب اليهودي ومعه ” .
استطرد الرجل وسأل الجموع سؤالاً: ” فهل ستصبح فلسطين دولة يهودية في المستقبل أم لا ؟ في الجواب على ذلك أكد وايزمن : ” إني أقول لكم إن ذلك يتوقف علينا نحن ” ثم بعبارة هي فصل الخطاب – عنده على الأقل- قال:” تلكم هي الطريقة الوحيدة لبناء الدول ” .
لكن هذا الرجل الذي صار أول رئيس لدولة إسرائيل في العام 1949م لم يمُدَّ الله في عمره ليشهد طرقاً أخرى في بناء الدول , إذ توفي الرجل في العام 1952م , ولم يشهد طرقنا – كعرب – في بناء الدول , وهي جديرة بالدراسة , ولعله حينها يبدل ما قال ويستغفر الله لي ولكم .
ليته سمع بذاك الذي جعل العلاقة مع أمريكا مفتاحاً للتحرير بدعوى أن 99% من أوراق الحل بيدها , أو بذاك الذي نبذ العنف وخاض سلام الشجعان بدعوى :” إذا لم نذهب لأوسلو انتهينا ” , أو بغيره الذي يرفض حلاً غير المفاوضات مُجَرِّباً ما جُرِّب آخذاً بنا إلى غير سواء السبيل .
ولم يتعب وايزمن نفسه ويسمع ؟ وقد أنجز الرجل دولته, فيم أنجز أولهم دولة تابعة منقوصة السيادة , وأنجز ثانيهم سلطة كانت للحكم الذاتي ، ولم ينجز ثالثهم شيئاً ولن .
يا قوم : إن المجتمع الدولي لا يمطر أوطاناً ولا دولاً , فاسمعوا نصيحة وايزمن فإنه كان لغيركم ناصحاً أميناً .
ملاحظة : لا يعترف صاحب المقال بإسرائيل إنما يستفيد من تجربة تاريخية.