غير مصنف

ولم تنتهِ فصول الحكاية!!

أعدتها : هدى فضل نعيم،،، 

396524_485213104831412_1032867841_nفي أحد شوارع قطاع غزة في فلسطين تجمع آلاف الشباب والرجال مبتهجين احتفالا بزفاف أحد شبان المدينة, وعمت المكان الفرحة، يوزعون الحلوى ويرقصون على الأناشيد الوطنية , احتفالا ببدء حياة جديدة لشاب فلسطيني يعشق الحياة , رغم أن هذا الشاب يفقد في هذا اليوم أغلى من يمكن أن يكون بجواره , لأنه فَقَدَ في العام السابق والده بعد أن قتلته قوات الاحتلال الإسرائيلي عمداً, لكن في فلسطين وعندما يصبح هم هذا الشعب هو صنع الحياة وتحدي الظروف يمكن لذلك الشاب أن يجبر نفسه على الفرح رغم كل شيء .

لم تنتهِ الحكاية أو بالأحرى لم تكن قد بدأت بعد , فما أن انقضى أول أسبوع لزفافه وبدأت حياته بالاستقرار خرج ذلك الشاب الذي كان يدعى زكريا ممدوح الجمال لعمله بتاريخ 5-9- 2012 بعد أن ودع زوجته على أمل أن يلاقيها عندما يعود , خرج زكريا وبقيت نظرات الحب بينه وبين زوجته حتى غابا عن نظر بعضهما , ولكنهما لم يكونا على علم أنها النظرة الأخيرة للقاء المحبين وهم أحياء.

ففجأة ومن دون سابق إنذار اخترق حاجز الصمت صوت طائرة حربية إسرائيلية سماء غزة . انتشر الذعر لدى جميع سكان البلدة والكل ينظر للسماء مستعدا ليكون أي شخص هو الهدف؛ ولكن قوات الاحتلال أرادت تنغيص حياة زكريا فقامت بقصفه مباشرة بأحد صواريخها الحاقدة على تلك القلوب المحبة للحياة فلم تكن سوى ثوانٍ قليلة حتى ارتقى زكريا شهيدا (مات) .

في هذه اللحظات هرعت زوجته لتتصل بزوجها لتطمئن عليه بعد موجة التصعيد التي حدثت من قبل الاحتلال، فكما ذكرتُ في فلسطين الكل يتوقع أن يكون الهدف، فالطائرات الصهيونية لا تفرق بين طفل ولا شيخ ولا تفرق بين امرأة أو رجل، فالكل سواء في الاستهداف عند غياب الإنسانية, وعودة إلى زوجته، أمسكت بهاتفها وبدأت تتصل به ولكن للأسف لا مجيب!! حاولت مرات ومرات ولكن زكريا انتقلالآن لحياة أخرى ولم يعد على قيد الحياة .

بدأت الزوجة بالارتعاش وبدأ صوت بداخلها يقول لها هناك خطب ما، شعرت الزوجة بخوف شديد على زوجها ووصلت يديها إلى زر التلفاز لتشاهد تفاصيل الحدث الأخير إذ بها ترى اسم زوجها زكريا ممدوح الجمال من بين أسماء الشهداء الثلاثة الذين ارتقوا تلك اللحظة ! ..

ما عساها أن تفعل تلك العروس التي لم تبدأ حياتها بعد، نظرت لنفسها ولبيتها ولباب البيت الذي كان قبل قليل يقف عنده زوجها ويودعها، بكت بكاء المظلوم، بكاء المجروح على زوجها، على نفسها، على حياتهم، على كل شيء .

وعادت الناس لتتجمع عند باب البيت مرة أخرى ولكن هذه المرة ليس احتفالا بزواجه؛ بل ليخبروا العالم أن زكريا هو أحد شهداء الوطن وأن الطريق لم تنتهِ بعد وأن كل من في المكان اليوم هو زكريا الجمال فإن كان جنود الاحتلال أرادوا بقتل شباب فلسطين هو ثنيهم عن الحياة فهم واهمون، ففي كل قطرة دم تسيل من شهيد فلسطيني تعلن ثورة جديدة في قلب العشرات من أهله وأصدقائه.

ويبقى السؤال معلقاً إلى متى ستستمر المعاناة؟ متى سيثور العالم على ظلم المحتل؟ إلى متى الصمت المطبق؟ هل يمكن أن يستمر الاحتلال بقتل أبناء فلسطين وتدمير حياتهم متى أرادوا ولا مغيث لهم ! فحتى إن كان الشعب قادرا على تحمل العذاب؛ لكن من حقه كباقي الشعوب العيش بأمان وسلام، كما أنه من حقه أن يدافع على أرضه ووطنه وعرضه الذي سلبه المحتل إياه، فلن يقبل الفلسطينيون بالذل والهوان بل سيدافعون عن حقوقهم حتى آخر قطرة دم من آخر شاب أو طفل أو فتاة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى