أمير حيدر أقعدته الإعاقة وخطف الأنظار بإبداعه

حوار/ محمد هنية،،
إبداعات فلسطينية أبصرت النور من وسط عتمة الحصار، تنظر إليها لتبهرك بتصاميمها وأفكارها المختلفة، لكنك تقف حائرا أمام شاب مقعد على كرسي، أقعدته الإعاقة حركيا.
لكنها لم تفلح في إعاقة عقله الذي صمم أن يخترق عالم التصميم، ليكون “أمير” نموذجا يحتذى به في العطاء والتضحية.
أمير حيدر عنان طالب وسائط متعددة في الكلية الجامعية، مصاب بإعاقة جسدية منذ ولادته أقعدته على كرسي متحرك، لكنه يمتلك موهبة التصميم عبر الانترنت من سن مبكر، والذي أخذ بتنميتها بشكل متسارع إلى أن وصل إلى مرحلة إبداع جعلته يعد مشروعا متطورا في تصميم المباني قبل التحاقه بالجامعة.
[divide style=”2″]وقد شارك أمير في أسبوع فلسطين التكنولوجي “اكسبوتك 2012” بغزة مع كبرى شركات ومؤسسات تكنولوجيا المعلومات والانترنت والاتصالات، وذلك بفضل مشروعه الإبداعي الجديد من نوعه في تصميم المباني بشكل ثلاثي الأبعاد وعرضه عبر برنامج جوجل أيرث على الانترنت.[divide style=”2″]
يتحدث أمير عن مشروعه الإبداعي، فيقول” كان لدي هواية في التصميم منذ صغري وتعلمت على برامج التصميم ونميت مهاراتي فيه إلى أن وصلت إلى مشاركة في عدة مواقع تختص بذلك”
ويضيف” شاركت بتصميماتي في موقع يسمى ثريدي وير هاوس بمعنى مخزن النماذج وفيه نميت قدراتي أكثر فأكثر حتى وصلت إلى مرحلة أصبح لدي صفحة على الفيس بوك تضم كافة تصميماتي وأعمالي”
ويشير إلى أنه أعد إلى الآن زهاء 12 تصميما معماريا لمبنى بطريقة هي الأولى من نوعها كونها ثلاثية الأبعاد عبر جوجل، إضافة لكونها تصاميم جديدة ومتطورة مستوحاة من مشاريع في العالم وفق قوله.
وحول الجهات التي ساندت أمير في حياته، يقول: “كل أفكاري ومشروعي هذا جاء بدون مساعدة أحد، لكن لا أنكر أن هناك من شجعني على المضي قدما كبعض الأصدقاء في شركة بيتا لتكنولوجيا المعلومات والدعم الجيد من الأسرة”.
وعن إعاقته يتابع “لا أهتم لأمرها بتاتا، وليس لها مكان في فكري، لأني أؤمن بأن الإنسان مهما كانت ظروفه يستطيع أن يبدع ويقدم ما هو أفضل للمجتمع”.
ويرى أن نظرة المجتمع وفكره لا يزال في مرحلة مبتدئة في التطور وتطبيقات الإنترنت ، ولهذا فإن جدوى مشروعه تحتاج إلى تسويق كبير على المستوى الداخلي والخارجي.
وحول تجربته والتي تحدى فيها إعاقته ينصح أمير الشباب الذين يمتلكوا موهبة أن يصقلوها ولا ييأسوا ممن يقفون عثرة في طريقهم.
ويطمح أمير بأن يسوق تصاميمه ومشروعه في أرجاء الوطن العربي، ليغير رؤية العالم تجاهه ويصبح عالما متقدما يدعم التكنولوجيا كالعالم الآخر، في إشارة منه للدول الأجنبية المتقدمة.
في نهاية حديثنا مع أمير والذي كان أمير المعرض بتصميماته و قوة إرادته يرسل من خلال إبداعه رسائل جمة لمن تكاسل أو توانى في تحقيق أهدافه وأحلامه فلا مستحيل مع الإرادة والعزيمة إذا تحققت الثقة بالله والتوكل عليه مع الأخذ بأسباب النجاح.