غير مصنف

القضية أولاً..الرمز عاشراً

بقلم: عبد الحميد صبرة

كان مشهداً مبهراً حقاً، حين وقف تامر أو”الصحفي الكسول” ليعلن لجماهير الأمة أن مهمته ك”نمر مُقنِّع” قد انتهت بعد انتصاره على رئيس اتحاد مصارعي الفضاء , وقد وعدهم الرجل من قبل أن:”لن أيئس أبداً, سأخلص الحلبة من كل الشرور”.
إنها أيام “سبيس تون”؟
نعم, ولكننا جميعاً ننتظر تلك اللحظة، “الانتصار عبر رجل المرحلة”.

كلنا ينتظر “بسمارك” أو “كافور” ليوحد شعبنا الممزق ويقودنا بجدارة نحو الدولة العتيدة, أو كلنا ينتظر صلاح الدين ليوحد الأمة ثم يخوض حرباً مصيرية ليلقي بإسرائيل في البحر. باختصار .. “احلموا”, فقد مضى ذاك الزمن.

ما يسيء في الأمر أن الوباء يعم الأركان، وهو عابر للمذاهب والأعراق والتيارات، وأن الالتفاف حول الزعماء المخلصين هو شعار المرحلة .لقد تجاوزت شخصيات معاصرة حاجز القائد لتقترب من صورة الزعيم المخلص  وأصبح هَمُّ أتباعهم ظهور الزعيم المبهر في كل محفل وخروجه المشرف من كل مأزق حتى لو تطلب الأمر التضحية بالقضية ذاتها.

ففي مصر: الكنانة ينتسب الشباب إلى أشخاص؛ فهم برادعاويون، فتوحيون، وحازمون, ورغم أن بعضهم قادر على توجيه نقد لاذع لقيادته، وأغلبهم ليس كذلك ـ إلا أن مجرد الانتساب لشخص فكرة لا تستساغ .

وفي لبنان : شارك الأمين العام لحزب الله في مسيرة لنصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم, خرج عليهم الرجل وكأنه مهدي سامراء – كما يقول صديقي – ليستقبله عريف الحفل بقوله :”سليل المصطفى, ومن جده الحسين”، ومن ذا يعارض سليل المصطفى ويقف أمامه فيقول :” موقفنا في سوريا عار”
وفي لبنان كذلك, تحدث بلا حرج عن باقي أمراء الطوائف.

وفي الخليج من يقول:” ولي أمري أدرى بأمري”، وفي إيران “مرشدٌ أعلى”، وفي سوريا “أسد أو لا أحد” .
أما في فلسطين فكل شيء بتوجيهات السيد الرئيس، أو كل شيء تحت رعاية السيد رئيس الوزراء الذي تمتلئ الشوارع بصوره.

إن أردنا ديمقراطية حقة فلا بد من مؤسسات حقيقية توزع المسئوليات والصلاحيات و”التوجيهات والرعايات”، وتضعف من دور الزعيم الملهم, وإن أردنا تحريراً فلا بد من إشراك كافة جماهير الشعب في المشروع, والتخلي عن حكمة رجل المرحلة .

إذ ليس هناك من رجل مرحلةٍ إلا مرحلة ترصدوا لها ألا تنتهي إلا بالبوار, وليس هناك من يترك “فراغاً كبيراً” إن غادر موقعه إلا في مؤسسة ليست بمؤسسة.
ختاماً, في سفر الأمثال عبارة اتخذها جهاز الموساد الصهيوني شعارا : ” حيث لا تدبير يسقط الشعب أما الخلاص فبكثرة المشيرين ” . شالوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى