أنت من غزة إذا أنت معرض للقتل متى شاءوا !

بقلم/ هدى فضل نعيم،،
لا يزال الاحتلال الصهيوني يتبع منهجية قتل الفلسطينيين دون تمييز بين الأطفال والرجال والنساء، حيث الاستهتار بالمواثيق الدولية و الحقوقية، و التحيز الواضح في التعامل مع الانتهاكات الصهيونية من قبل القوى الدولية.
فمنذ ليلة أمس السبت و حتى صباح اليوم الأحد كانت حصيلة الهجمة الصهيونية الشرسة ارتقاء ٦ شهداء وإصابة ٣٢ مواطن بينهم اصابات خطيرة.
فلا الرجل العجوز شفع له شيبه، ولم تشفع للطفل براءته، ولا حتى للأم بكائها، فالاحتلال هدفه القتل والقتل فقط.
في مجمع الشفاء الطبي بغزة يتحول المكان بأقل من دقائق معدودة الى ساحة مليئة بالدماء والصراخ والألم، تجد الأشلاء والإصابات في كل مكان، وبكاء أطفال يعلو وجههم الرهبة أكثر من الألم فحتى اللحظة لم يستوعبوا ما حدث لهم كانوا يلعبون وفجأة انتقلوا جرحى الى المشفى وأصدقائهم شهداء بجوارهم.
ترفع نظرك عنهم تجد أمامك أطباء يركضون في أنحاء المشفى بحثا عن وحدات دم للجرحى، وعلى البوابة يتكدس أهالي الشهداء والجرحى، الكل يضع يده على قلبه، حيث أن ما يتم الإعلان عنه فقط عدد الشهداء وليس أسماءهم والكل يظن ان ابنه من الشهداء .
حتى يخترق صمتهم صرخة أم أيقنت رحيل فلدة كبدها ورددت ابني … ابني و صوتها المجروح الممزوج بالألم والحسرة ما زال يشق صمت المصدومين فلا أحد قادر على التفوه بكلمة واحدة يفتح لها الباب وتدخل لتجد جثة طفلها ممزقة تحضنه تلملم جراحه تبكي وتصرخ لكن لا فائدة فطفلها رحل ولن يعود.
[divide style=”2″]تقف واجماً متعجباً من عظمة هذا الشعب وأنت ترى أماً تحتضن ابنها الذي لم يبقى بينه وبين الموت سوى لحظات تلقنه الشهادة وتهمس في أذنيه ( معلش يما فدا الوطن ) عندها حق للجميع أن يقفوا وقفة تعظيم لكبرياء هذا الشعب وتضحياته من أجل كرامة هذه الأمة.[divide style=”2″]
وهناك في ركن بعيد بعض الشيء عن الأشلاء كان رجل عجوز (64 سنة ) ملقى على سرير المشفى تتوزع الشظايا في أنحاء جسده همست في أذنه سلامتك سيدي فنظر الي نظرة حزينة أيقنت حينها بأن الشعور بالظلم والقهر كان أقوى من أي ألم.
تتعدد الحكايات ولكل روايته ولكن في كل مرة يبقى السؤال مفتوحا حتى متى سيستمر نزف الدماء على ثرى غزة الطاهر؟ وإلى متى سيبقى الصمت العربي والدولي هو سيد الموقف رغم حالة الربيع العربي التي تأمل بها الشعب الفلسطيني خيرا؟