المثقفون يشكلون سياجاً لحماية الفلسطينيين من الدعاية الصهيونية عبر “فيس بوك”

تقرير: نهال صلاح الجعيدي،،
شكل العدوان على غزة نشاط فكري غير مسبوق للمثقفين والكتاب والمحللين السياسيين والإعلاميين من خلال المتابعات الإعلامية، وشكلوا سياجاً يحول دون تأثير الدعاية الصهيونية فيما بعد الحرب على الفلسطينيين فقاموا بدور توعوي مضاد للدعاية الصهيونية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد رد د. عدنان أبو عامر الباحث في الشأن الصهيوني والمحلل السياسي من خلال صفحته على الفيس بوك على من يشككون بانتصار المقاومة بقوله: “مرور 24 ساعة على التهدئة كفيلة بإلقاء نظرة على غزة وتل أبيب: هنا شعور بالزهو والفخر بإفشال العدوان، وهناك تبادل اتهامات بالتسبب بالفشل”.
أما الإعلامي والمحلل السياسي مصطفى الصواف فقد أكد على صفحته بأن: “المقاومة كانت أكثر تكتيكا من الاحتلال الصهيوني وأصدق، ففي المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو وبارك في اليوم الأول وأكد فيه بارك أنه تم تدمير 80% من القدرة الصاروخية للمقاومة، ما هي إلا لحظات وإذا بالصواريخ تسقط على تل الربيع ( تل أبيب) وعلى القدس”.
وأوضح الصواف في مشاركته أن “استهداف الإعلاميين جاء من باب أنهم نجحوا في إفشال الحرب الإعلامية وكشفوا الصورة الحقيقية للعدوان، وفشله في تركيع المقاومة، وأن التهدئة كانت استسلام من قبل الصهاينة لشروط المقاومة، مطالباً باستغلال هذا النصر وتوحيد الصفوف وإنهاء الانقسام”.
من جهته أكد المحلل السياسي حسن عبدو على صفحته بأن: “معادلة الاحتلال مع الهدوء لاتستقيم إلا في حالة واحدة: “عندما تكون التهدئة إجبارية من المقاومة كما جرى في غزة”، مؤكداً أن “القيمة الوحيدة للإنسان المحتل، هي مدى مقاومته للاحتلال”.
من جانبه لاحظ الدكتور نهاد الشيخ خليل رئيس قسم التاريخ بالجامعة الإسلامية أن “قيادات دولة الاحتلال يجدون صعوبة في تفسير ادعائهم بتحقيق الانتصار أمام الرأي العام الصهيوني ودليل ذلك ما قاله ليبرمان بأن العملية حققت أهدافها، ويعدد الأهداف: ترميم قدرة الردع، وتحقيق الهدوء لسكان جنوب البلاد، وتدمير القوة الصاروخية طويلة المدى لحركة حماس، وحينما يُذكروه بتصريحات سابقة له (صوت وصورة) يقول فيها، هدفنا إسقاط حكم حركة حماس!! فيقول لو أردنا العمل لتحقيق مكاسب انتخابية لواصلنا الحرب، ولكن جعلنا المصلحة القومية فوق المصلحة الحزبية”.
أما د. محمد الريفي المحاضر بالجامعة الإسلامية فيقول عبر صفحته: “من حسنات هذه الحرب أن شعبنا أصبح مؤمنا بأنه سيخوض حربا أخرى ضد المحتل الغاشم، وبهذا تكون ثقافة المقاومة قد تكرست في نفوس أبناء شعبنا؛ الصغير قبل الكبير”.
الكاتب مصطفى إبراهيم من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان يرد على من يشكك باتفاق التهدئة للنيل منه: “هؤلاء يريدون تحميل التهدئة وغزة أكثر ما تحتمل وكأنهم يريدون من غزة وما جرى من عدوان الأيام الثمانية ان تقوم المقاومة بتحرير فلسطين وإنهاء الاحتلال وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية. هؤلاء يفكرون ويحللون ويضعون السيناريوهات في الغرف المغلقة وبترف فكري والدم الفلسطيني يُسفك وغزة تدمر والاحتلال يريد تشريد أهلنا في غزة. هل كان مطلوبا أن يستمر القتل والعدوان لتحقيق كل ذلك وتركيع اسرائيل لترفع الراية البيضاء والالتزام بكافة شروطنا؟ ونسوا أنهم لم يقدموا لغزة وأهلها سوى الكلمات النارية والمشكوك في صدقها ونواياهم”.