بورصة غزة تنتصر

بقلم: يحيى باسم عياش،،
بالرغم من القصف والدمار الذي لحق عدداً من المنازل الفلسطينية والأراضي الزراعية، إلا أن المتأمل في الحالة الغزية بعد انتصار المقاومة في معركة حجارة السجيل وتشبث الاحتلال بالتهدئة المشروطة بشروط الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها فتح كافة المعابر بما فيها التجارية بعد حصارٍ اقتصادي طال نواحي الحياة المختلفة في غزة، لهو نصرٌ طالما سعت الحكومة الفلسطينية لتحقيقه وإنعاش حالة الركود الاقتصادي من خلال الجولات المكوكية التي أجراها المسؤولون الفلسطينيون، والتي كان آخرها جهود إنشاء منطقة تجارية حرة مع الشقيقة مصر.
فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع، بندٌ اقتصادي مهم من بنود التهدئة التي أعلنت عن انتصار تاريخي للمقاومة في غزة، من شأنه معالجة الآثار السلبية الناتجة عن الحصار الذي يشتمل على منع أو تقنين دخول المحروقات ومواد البناء والكثير من السلع الأساسية، ومنع الصيد في عمق البحر.
وقد نتج عن الحصار الطويل والخانق تعطل جميع المصانع وزيادة نسبة البطالة لتتجاوز الـ80% لتصبح أعلى نسبة بطالة في العالم، إضافة لنقص حاد في الأدوية والمواد الطبية كافة، ولكن إرادة الشعب الفلسطيني ابتكرت طريقة للتغلب على هذه المشكلة بحفر انفاق تحت الأرض تمتد من مدينة رفح جنوب القطاع لتقطع الحدود المصرية وتخرج في مدينة رفح المصرية المجاورة، ويتم من خلالها جلب البضائع والأغذية والوقود، إضافة لبعض مواد البناء ولكن بأسعار خيالية مرتفعة.
إن هذا الانتصار التاريخي في غزة، لم يغفل الصحوة الاقتصادية المنتظرة منذ سنوات، ففتح المعابر التجارية سيخفف كثيراً من الحصار السياسي المفروض على قطاع غزة، وإن هذه الخطوة بداية التحرير الاقتصادي، وكما فرح عامة الناس وهللوا “غزة انتصرت” سيخرج أصحاب المصانع والمهن الحرفية والتجارية والقائمين على القطاع الخاص ليعلنوها “بورصة غزة تنتصر”.