غير مصنف

كيفية عمل طائرات الزنانة

الثريا،،

طائرات الاستطلاع الزنانة، أو المركبات الجوية غير المشغولة بطيارين ( UAVs – Unmanned Aerial Vehicles ) في اللغة العسكرية، هي طائرات لا يشغلها طياريون ويتم التحكم فيها عن بعد. وهي مجهزة بمجسات معقدة ومتقدمة تستخدم للاستطلاع والهجوم. ولدى تزويد هذه الطائرات بالأسلحة، فهي تُدعى اختصارا UCAVs أو المركبات الجوية المقاتلة غير المشغولة بطيارين.

وتوفر طائرات الاستطلاع (الزنانة) فوائد لا حصر لها للجيوش تفوق ما للطائرات العادية المشغولة بالطيارين من فوائد. الفائدة الأوضح أن تلك الطائرات لا تُعرض الطيار للخطر. فضلاً عن أن طائرات الزنانة لها ساعات طيران أطول من ساعات طيران الطائرات العادية المشغولة بطيارين، وبعضها قادرة على العمل لأكثر من 24 ساعة متواصلة. ووقت التحليق المتواصل هذا يوفر للجيش “نظرة متصلة”، أي القدرة على مراقبة ميدان المعركة بشكل متصل. وساعات المراقبة الطويلة هذه تسمح للجيش بالتمييز بشكل أفضل بين تحركات وأنساق انتقال المدنيين وتحركات وأنساق انتقال المقاتلين.

ونظراً لصغر حجم طائرة الزنانة مقارنة بالطائرة العادية، ومن ثم قلة الوزن الذي يمكنها حمله، فهي لا تحمل إلا صواريخ صغيرة في العادة.ولهذه الذخائر رؤوس حربية أصغر ذات آثار جانبية أقل. مثلاً، بينما يمكن لقنبلة زنة 500 رطل أن تدمر منزلاً، فإن الصاروخ الذي تقدر طائرة الزنانة على حمله يقتصر تدميره على حجرة واحدة. وأدت التطورات في الأونة الأخيرة في الصواريخ التي تحملها الزنانة إلى تقليل الضرر باستبدال الرؤوس الحربية المضادة للدبابات لتلك الصواريخ برأس يحتوي على شظايا الغرض منه تدمير الأهداف في المناطق المفتوحة، كالأفراد أو العربات ناعمة الأسطح، مع قدر محدود من الآثار الجانبية المدمرة.

والصواريخ التي تطلقها طائرة الزنانة تنفجر فوق سطح الأرض، مما يؤدي لتكون حفرة ضيقة ضحلة نسبياً جراء أجزاء الصاروخ التي تصيب الأرض، وليس بينها الرأس الذي يحتوي على شظايا. وانفجار الرأس الحربي داخل عبوة الشظايا يؤدي إلى توسيع مجال انتشار الشظايا. والشظايا مكونة من التنجستين، وهو عنصر فلزي غير متفجر ووزنه الثقيل وحجمه الصغير (مكعبات بحجم 3 ملم) يؤديان إلى اقتصار مساحة انتشار الشظايا بحيث يقتصر قطرها على 20 متراً. ومئات القطع من مكعبات التنجستين في عبوة شظايا الصاروخ هي التي تؤدي إلى القتل، وتؤدي بالمعنى الحرفي للكلمة إلى تمزيق أهدافها مع قدرتها على اختراق الصفائح المعدنية غير السميكة والكتل الخرسانية.

وتحمل طائرة الزنانة جملة واسعة من المجسات، منها الرادارات وكاميرات كهربية بصرية وكاميرات بالأشعة تحت الحمراء ومجسات ليزر. وهذه المجسات المتطورة يمكن أن تعرض صورة واضحة للأشخاص على الأرض، مع القدرة على التمييز بين الأطفال والكبار. وطبقاً لدورية الولايات المتحدة لحماية الحدود، التي اشترت طائرات هرمز زنانة إسرائيلية الصنع في عام 2004، فإن المجسات تُمكن مُشغل الطائرة من قراءة لوحة أرقام السيارات وتحديد ما إذا كان الشخص على الأرض مسلحاً.والمجسات بالأشعة تحت الحمراء تيسر التصوير والرؤية ليلاً أو نهاراً.

[divide style=”2″]طائرات الزنانة الإسرائيلية المُسلحة بالصواريخ هي بالأساس طائرات هرمز، التي تنتجها شركة إلبيت سيستمز ليمتد الإسرائيلية، وهيرون، التي تنتجها شركة إيروسبيس للصناعات الإسرائيلية. ويمكن أن تبقى طائرة هرمز في الجو لمدة 24 ساعة على ارتفاع أقصاه 18 ألف قدم، وفيها جملة واسعة من المجسات البصرية والأشعة تحت الحمراء والليزر القادرة على تمكين المُشغل من التعرف على الأهداف وتعقبها وكذلك توجيه الذخائر في القتال. وتحمل الطائرة هرمز صاروخين سبايك إم أر (متوسطة المدى)، وتُسمى أحياناً صواريخ “غيل” في إسرائيل، وتنتجها شركة إسرائيلية تُدعى رافاييل أدفانسد ديفينس سيستمز ليمتد. وطائرة الزنانة الهيرون، القادرة على الطيران لمدة 40 ساعة على ارتفاع 30 ألف قدم، فيها مجسات بصرية مماثلة للهرمز ويمكنها حمل أربعة صواريخ سبايك.واستخدمت إسرائيل في غزة الطرازين هرمز وهيرون المسلحين بالصواريخ السبايك، لكن ربما استخدمت صواريخ أخرى أيضاً.[divide style=”2″]

صواريخ الطائرات الزنانة الإسرائيلية دقيقة إلى حد لا يُصدق. بالإضافة إلى الكاميرات متناهية الدقة في التصوير وغيرها من المجسات الموجودة في الطائرات ذاتها، فإن الصواريخ التي تطلقها الطائرة لها كاميراتها الخاصة التي تُمكّن مُشغل الطائرة والصاروخ من مراقبة الهدف منذ لحظة إطلاق الصاروخ. وتشمل المجسات البصرية في الطائرة والصواريخ كاميرات تصوير بالأشعة تحت الحمراء تسمح للمُشغل برؤية الأفراد ليلاً وكذلك نهاراً.وبفضل هذه القدرات البصرية المتطورة، يجب أن يكون مُشغل الطائرة الزنانة قادراً على معرفة الفرق بين المقاتلين وغيرهم من المشاركين بشكل مباشر في أعمال القتال، وهم أهداف عسكرية، والمدنيين على الجانب الآخر، ويتمتعون بالحصانة من الهجمات، وينبغي عليه من ثم أن يمتنع عن تسديد الصواريخ إذا لم يتمكن من التمييز. وإذا نشأ لديه الشك في الثانية الأخيرة في طبيعة الهدف، فإن بإمكان مُشغل الطائرة الزنانة استخدام نظام توجيه الصاروخ عن بُعد لإبعاد الصاروخ الذي تم إطلاقه بالفعل عن هدفه، إذ يمكنه إبعاده باستخدام عصا التوجيه عن بُعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى