غزة تقاوم عبر “فيسبوك” وتفضح الاحتلال

تقرير: عبد الرحمن الطهراوي
قالوا “إن القلم المخلص والثائر المؤمن بقضيته تخرج كلماته كما تخرج الرصاصة من فوهة البندقية”، ويبدو أن هذا ما فعله أهالي قطاع غزة بنقلهم هذه المقولة إلى أرض الواقع إبان العدوان الأخير عليهم بمختلف فئاتهم العمرية ومستوياتهم التعليمية.
فقد نشط رواد موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) بنشر ورصد جرائم العدو بحق المدنين أولا بأول، بجانب المنشورات والتعليقات التي تؤيد عمل المقاومة الفلسطينية في صد العدوان على قطاع غزة، والمنشورات الداعمة للروح المعنوية والتحليلية.
“أحمد الشياح” الذي يعمل معد برامج في قناة الكتاب الفضائية نجح بدفع عدد من المصريين للقدوم إلى غزة أثناء العدوان وذلك من خلال منشوراته وتواصله وهي سابقة لم تكن من قبل، ويقول الشياح: “نشطاء الفيس بوك كان لهم دور كبير في فضح جرائم الاحتلال من خلال نشر صور الجرحى والشهداء وهذا جعل التعاطف الدولي كبيرا، إلى جانب نجاحهم في صد الدعاية الإسرائيلية من خلال الصور المباشرة ولقطات الفيديو التي صورت بكاميرات جوالاتهم والتي أبرزت جرائم الاحتلال.
وأضاف الشياح: “أبرز إيجابيات صفحات الفيس بوك هو نقلها صورة المعاناة والصمود التي برزت على أرض الميدان ومواقف السكان من العدوان والالتفاف الشعبي حول المقاومة الفلسطينية”.
ويوجه الشياح رسالة إلى مستخدمي “فيس بوك” الغزيين لجعل صفحاتهم منبرا لنقل الصورة الإنسانية في غزة ومدى صمود أهلها على أرض الواقع وحاجتهم للتضامن الدولي معهم”.
من جانبها ترى العشرينية نفين الشوبكي أن مواقع التواصل الاجتماعي وبالتحديد “فيس بوك” وفرت التربة الخصبة لأعضائه الفلسطينيين لنشر وفضح جرائم الاحتلال البشعة من صور ومقاطع فيديو وتسجيلات حيه وان ما دفعهم إلى ذلك هو الحس الديني والوطني والإنساني الاجتماعي، واعتبرت ذلك أضعف الإيمان في مشاركة شعبنا لآلامه وتضحياته.
وعملت الشوبكي طوال الأيام الثمانية للعدوان على بث الأخبار في صفحتها الشخصية كمحاولة منها لمساندة المقاومة بما تملك والتخفيف من ويلات آلام الأهالي، وتوصيل ما يحدث في غزة المحاصرة إلى العالم الخارجي.
وتذكر أنه كان هناك اهتمام بالمناشير التي تعزز صمود الجبهة الداخلية فتقول: “كان لى منشور مع صورة لجنود صهاينة ينبطحون الأرض خوفا من صواريخ المقاومة كتبت عليه (صواريخنا لم تعد(عبثية) كما كنتم تنعتونها يوما! صواريخنا ألقت بكم تحت الأرض كالفئران لتعتادوا حال القبور) فكان أكثر المعجبين والمشاركات له”.
وأشار محمود ناصر الذي يعمل في إحدى الصفحات الإخبارية إلى أن الفيس بوك كما غيره من وسائل التواصل كان له دور متقدم ومتميز، في نشر جرائم العدو التي كان يرتكبها، وتعزيز صمود الشعب، من خلال نشر ضربات المقاومة ضد العدو، موضحا أن هناك صفحات أجنبية جعلت من العدو الصهيوني ضحية؛ و”لكن عندما نشرنا فضائح العدو المتمثلة في استهداف المدنيين الآمنين على هذه الصفحات وبلغات متعددة تغيرت النظرة كثيرا”.
سامي مشتهى، الطالب بقسم الصحافة بالجامعة الإسلامية يقول لـ”الثريا” أن مواجهة الدعاية المضادة خلال العدوان كانت من خلال كشف الأكاذيب الصهيونية، بإظهار الحقائق وتوثيقها بالصور والمستندات، والتركيز على أن العدو لا يميز بين عسكري ومدني، فالعدو غاصب والجميع أمام طائراته مستهدف على عكس ما يدعي”.
وحث مشتهى أعضاء “فيس بوك” على الاستمرار بالاستفادة منه في كسب تأييد العالم العربي والغربي، وإقناعهم بعدالة قضيتنا والاستمرار في ملاحقة الدعاية الصهيونية والتصدي لها.
و أكدت آلاء الحسنات على أهمية الإعلام الاجتماعي في نقل الصورة الحقيقية لما يحدث وتوجيه الرأي العام العالمي نحو القضية الفلسطينية، فقد تواصلت مع احد الأجانب الذي يعمل في مؤسسة حقوقية دولية، من خلال “فيسبوك” وكان يستفسر عن بعض الصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، واتفقت معه على جمع صور قتل الأطفال والنساء وكبار السن وإرسالها له لتوثيقها وعمل تقارير عنها.
ولم تألُ هند أبو لبدة، فلسطينية متزوجة في أمريكا جهدا في ترجمة كل ما ينشره شباب غزة من أحداث وأخبار وإرسالها على أصدقائها الأمريكيين عبر “فيسبوك” الذين أبدوا تضامنا كبيرا مع القضية الفلسطينية، وساهمت في تغيير وجهة النظر الأمريكية لما يحدث في غزة”.
ولم يقتصر الأمر على الأعضاء المشاركين بنقل صورة الأخبار أولا بأول فهناك من ساهم من خلال منشوراته بالتحليل والتعقيب على تصريحات العدو من المحللين منهم د. نهاد الشيخ خليل، الذي كان يراقب ما تنقله القنوات الصهيونية ويترجمها، كذلك د. عدنان أبو عامر الذي كان متابعا دائماً للأحداث بالإضافة إلى الكاتب المحلل السياسي صالح النعامي، والدكتور محمد الريفي، والمحلل السياسي حسن عبده، والكاتب الفلسطيني مصطفى الصواف الذي كانوا خط دفاع وتحصين ضد أي دعاية صهيونية.
وأخيرا فإن “فيسبوك” كان أحد عناصر المقاومة التي ساهمت في نشر الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق غزة وأبنائها كما ساهم في توجيه الرأي العام الغربي تجاه القضية الفلسطينية، وكان حصنا منيعا أمام أي دعاية صهيونية من شأنها هز المعنوية الفلسطينية”.