المخابرات الصهيونية تستغل حاجة الفقراء والخلافات التنظيمية لإسقاط العملاء

تقرير: نهال صلاح الجعيدي
في الليالي الحالكة السواد يتم اللقاء بهم، وفي الغرف المظلمة والبعيدة عن الأعين يجتمعون، باعوا أنفسهم لشياطين الإنس من ضباط المخابرات الصهيونية وانقادوا لهم، فباعوا الوطن بثمن بخس، استفاد منهم العدو، حتى إذا كُتشف أمرهم وُصموا بالخيانة وجلبوا العار لذويهم، ألقى بهم عدوهم إلى مزابل التاريخ وتركهم لمواجهة مصيرهم دون أن يعبأ بمستقبل عائلاتهم، إنهم العملاء الذين تعرضوا للإسقاط الأمني على أيدى مخابرات العدو.
فالاسقاط الأمني هي عملية يتم بموجبها وضع المُسقَط في حالة من التبعية الكاملة لمن أسقطه من خلال قهره بالترغيب والترهيب، واستغلال حاجاته المختلفة، وغالباً ما تبدأ بمراحل سهلة ميسرة حتى يصل المُسقَط إلى مرحلة اللاعودة، دون مراعاة لضوابط الأخلاق أو قواعد حقوق الإنسان.
نجحت المقاومة في كثير من الأحيان بضرب شبكات عملاء دقيقة وحساسة للمخابرات الصهيونية، كما نجحت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة في استتابة عدد منهم وتأهيلهم نفسياً ومعنوياً ليصبحوا مواطنين أسوياء، واضطرت في بعض الحالات لردع كل من تسول له نفسه بالتعامل مع مخابرات الكيان الصهيوني، وكان إعدام ستة عملاء خلال حرب الأيام الثمانية مثالاً على ذلك.
وفي صورة جديدة من صور مقاومة العدو ومواجهته، عقدت هيئة التوجيه السياسي والمعنوي بوزارة الداخلية والأمن الوطني في محافظة غزة أكثر من 200 محاضرة عن الإسقاط الأمني ل3300 طالب وطالبة، وقد تم التركيز من خلال المحاضرات على أهداف المخابرات من تجنيد العملاء، ومن أهم هذه الأهداف زعزعة ثقة الفلسطينيين وزعزعة الثقة بإحراز النصر والمحاولات اليائسة على أجندة المجتمع الفلسطيني وتحييد أوسع قطاعات من الشباب الفلسطيني و إثارة الفتنة الداخلية وهدم وتفسيخ المجتمع.
وأوضح المحاضرون أن المخابرات تركز في تجنيدها على الفاعلين والفقراء بحيث تستغل حاجاتهم والمشاكل التنظيمية والمرضى والمسافرين والطلاب وأماكن الحدود والصيادين. وبينوا أن مهام العملاء ليست قاصرة على نقل المعلومات والإسقاط، بل بث الإشاعات والمساهمة في بعض الجرائم المجتمعية.
وأكدوا أن أساليب الإسقاط متجددة منها ما هو قديم وما هو حديث، وهى عن طريق أصحاب السوء وتعاطي المخدرات ومواقع الانترنت والجوال ومحلات بيع الملابس وعن طريق الدجالين والمشعوذين وبعض سائقي سيارات الأجرة.