مخطط حماس للسيطرة على الضفة الغربية

بقلم الكاتب و المحلل السياسي علاء الريماوي – الضفة المحتلة
عشرات الآلاف من عناصر كتائب القسام يعدون أنفسهم للسيطرة على الضفة الغربية من خلال اقتحام مقرات السلطة الفلسطينية الأمنية والمدنية مصحوبا ذلك بهجوم عكسي تنفذه حماس من قطاع غزة يزيل الحدود ويأتي بالسيد محمود الزهار أميرا وحاكما لمدينة رام الله ، والتكهنات تفيد بأن رتلا عسكريا كبيرا سيعبر الحدود الأردنية بقيادة السيد خالد مشعل .
هذا الحديث تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية وهي تمعن فيه تحليلا وترويجا مستندة إلى رواية صحيفة “صنداي تايمز” من أن السيد خالد مشعل أعطى توجيهاته للقسام بالسيطرة على الضفة الغربية .
اللافت أن كثيرا من وسائل الإعلام العربية والفلسطينية تناقلت الخبر نصا كما ورد وكأنه مسلمة من مسلمات القداسة التي يتعبد بها الناس إلى ربهم من غير تحليل ولا نقاش لهذا الحديث .
هذا النقاش أراده نتنياهو من خلال تصريحاته المهمة في افتتاح جلسة الحكومة أمس والتي أعرب فيها عن أسفه وتخوفه من تنفيذ مخطط السيد مشعل مضيفا أن منهجه القائم بعدم الانسحاب من الضفة يرجع لهذا المخطط الذي تعده حماس .
في نقاشي مع بعض الإخوة في قيادة العمل الوطني في مدينة رام الله حول رسالة “نتنياهو” كانت القناعة عند من تحدثنا معهم أن” نتنياهو” والصحيفة الأمريكية أرادت لهذا الحديث أن ينتشر بقوة لتحقيق بعض الأهداف منها:
1- توجيه رسالة للجمهور الإسرائيلي بأن المفاوضات مع الجانب الفلسطيني والانسحاب من الضفة الغربية سيحقق سيطرة حماس عليها كما حدث في غزة لذلك قال” نتنياهو” من وراء السطور نحن تسببنا في عدم الاتفاق مع الرئيس محمود عباس بفشل ذريع لمخططات حماس.
2- أراد “نتنياهو” من حديثه رسالة عاجلة للسلطة فيها تحذير من أن المضي في العناد واتخاذ الخطوات الفردية والمس بالتنسيق الأمني سيتسبب بعودة حماس، وأن مساحة الحرية الضيق الذي أخذته الحركة في ذكرى انطلاقتها سيمهد لتكرار ما حدث في قطاع غزة .
3- حديث “نتنياهو” والصحيفة كان موجها أيضا للعالم الخارجي والذي بات مقتنعا بأن سياسة نتنياهو القائمة ستجر المنطقة إلى الفوضى والعنف إذا ظل أفق السياسة مغلقا، لذلك كان مسوغ الرد هذه الديباجة المعهودة من أن سبب تعسر ما يسمى العملية السلمية هو غياب الشريك القوي.
4- الرسالة الأهم كان الخطاب موجها فيها إلى قيادة الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية والتي يعرف “نتنياهو” كيف يستثيرها من خلال الحديث عن خلايا نائمة مسلحة وقوية وقادرة على المس بسلامة وقدرة الأجهزة الأمنية في الحفاظ على الضفة الغربية.
هذه النقاط الأربع تذكرني بنقاش كان محتدما بيني وبين أحد الضباط الكبار في الأمن أثناء اعتقالي، هذا النقاش كان حول حقيقة أن حماس في الضفة الغربية تسعى للسيطرة عليها، خاصة وأن هذه المرحلة تزامنت مع اعتقال مجموعات لـ” القسام ” صُوِّرت على أنها الأهم خلال السنوات الأربع الماضية.
في الحديث كان واضحا صدق الرجل بأن من تم اعتقالهم لم يكن لديهم نية ولا توجه للمس بأمن السلطة ولا يوجد مخطط بذلك لديهم.
هذا النقاش توسع حول قناعته الشخصية في أن حماس الضفة لا تسعى للسيطرة ولا غيرها، حيث كانت القناعة لديه كذلك أن إمكانية المصالحة في الضفة الغربية سهلة خاصة وأن من يعرفهم من قيادات الحركة لا يميلون إلى العنف ولا إلى الاقتتال برغم اعتقالهم لدى السلطة الفلسطينية.
هذا الحديث ذاته كان حاضرا كذلك أثناء اعتقالنا في العام 2000 مع ذات الضباط والذين استبعدوا على شباب الحركة الإسلامية اللجوء إلى العنف حتى في ذروة انتفاضة الأقصى حين كانت قوة حماس تعادل قدرة السلطة من حيث الحضور العسكري .
حديث (الجاهزية) وآلاف الجند الذين تتحدث عنهم أوراق( إسرائيل) ما هي إلا مسخرة (إسرائيلية) يراد لها أن تؤجج نار الخلاف في الساحة الفلسطينية.
حماس كما فتح وفتح كما الجهاد وباقي الفصائل الفلسطينية عليهم الإدراك أن (مرحلة النافل) من السياسة قد مضى عهده، وأن المطلوب اليوم إعادة القراءة للمشهد الفلسطيني لصياغة برنامج وطني يقوم على حفظ كرامة المواطن الفلسطيني في كل أماكن تواجده .ما على الجميع فهمه أن السلطة تحت الاحتلال خطيئة، ودور الدولة من غير استقلال لا يمثل في ميزان الفعل حضورا ، والحديث عن الشرعيات وجب تحديده من خلال مرجعية الشعب على قاعدة مقاومة الاحتلال على الأرض الفلسطينية .لذلك يجب على الجميع مغادرة مربعات التربص والذرائع للفتك بوحدة شعب وجب عليه الوحدة، كي يبقى حاضرا ولا تغيب شمس نضاله.