الحجارةُ لا تموتْ

شعر : د. عمَّار حرب حجَّاج

يا أيُّها المطرُ المُسافرُ لو تَتبَّعتَ الأثرْ
عبرَ الأزقَّةِ والدُّروبِ وبين أغصانِ الشَّجرْ
لعرفتَ أنَّ بهذه الدُّنيا قلوباً من حَجَرْ
ومِن الحجارةِ ما يلينُ ولا يلينُ بنو البَشرْ
***
يا أيُّها المطرُ المُسافرُ هل مررتَ على البيوتْ ؟
قالتْ حِجارتُها الكثيرَ بذلك الرَّدمِ الصَّموتْ
أنَّ المنازلَ قد تُدمَّرُ والحجارةُ لا تموتْ
رَكَعتْ فطالَ رُكوعُها سَجَدتْ فطابَ لها القُنوتْ
***
يا أيُّها المطرُ المُسافرُ في القلوبِ وفي العُيونْ
فلتَغسِلْ الأرضَ التي هَزمَتْ أساطيرَ الجُنونْ
فلتَغسِلْ الدَّمَ والقُبورَ فأهلُها يَتنعَّمونْ
هُم في الجِنانِ على الأرائكِ يَضحكونَ ويَمرحونْ
***