أسرانافلسطينيات

أبطال محررون يفتتحون ” تاكسيات الضفة ” ليوصلوا معاني العزة

تقرير: محمود عبد الكريم هنية

وفاء الأحرارلم تكن بطولة عارضة تلك التي حملتهم لتصدر مشهد الصراع مع الاحتلال ، ليزج بهم على أثره في السجون والمعتقلات الصهيونية ، تلك السجون التي تخلو من كل مظاهر ومفاهيم الحياة المادية، ومن ثم يحكم عليهم السجان بأرقام فلكية ، قبل أن يخرجوا من زنازينه أبطالا محررين ، ثمة أسرار ومعانٍ كامنة أنتجت تلك البطولة الرائعة التي أذهلت العدو فسطرت معاني رجال ، نبتت الرجولة في قلوبهم وعقولهم منذ الصغر ؛ لتجعلهم أقوى صلباً وأشد قوة ، رجولة ألبستهم لأمة الحرب والمواجهة في عباب الحياة التي حولها العدو لساحة نزال مستمرة لم تتوقف فيها قطرات الدم والعرق .

” الثريا ” تلتقي بأبطال محررين من سجون الاحتلال عملوا على افتتاح أول مشروع تجاري للأسرى المحررين في قطاع غزة في الآونة الأخيرة ، فيتحدثوا عن تجاربهم والمبررات التي دفعتهم للعمل على افتتاح مشروعهم .

“الحياة قيمة”

أمجد عرقوب من منشأ خليل الرحمن وأحد الأبطال المحررين في صفقة وفاء الأحرار وأحد المبعدين إلى قطاع غزة يتحدث ” للثريا ” عن فكرة مشروع أطلقوا عليه ” مكتب تاكسيات الضفة ” قام بتنفيذه مع عدد من زملائه حيث يقول: ” فكرت أنا وعدد من أصدقائي من الأسرى المحررين بحكم قوة العلاقة بيننا بضرورة القيام بعمل أي مشروع تجاري يفتح لنا آفاقاً من العمل بعد تأخر فرزنا في الحكومة بفعل الضغوط الوظيفية فيها، ويساهم في التخفيف من أعباءنا الاقتصادية المكلفة “.

أمجد عرقوبويشرح عرقوب طبيعة المبررات التي دفعتهم للقيام به فيتحدث قائلاً: ” نحن كأسرى محررين رواتبنا بسيطة ، حيث قامت السلطة الفلسطينية بتخفيض الراتب التي من المفترض أن تقوم بتخفيضه بعد 6 شهور من عملية الإفراج ، وتكاليفنا المعيشية خصوصا في ظل الإبعاد عن الأهل وهو ما يتطلب عملية اتصالات بالأهل التي تقتطع تقريباً نصف رواتبهم، إضافة إلى أن الكثير من الأسرى اقبلوا على الزواج وتكاليفه المادية العالية “

وعن مكونات المشروع يوضح ” عرقوب ” بأنهم قاموا بتسخير سياراتهم الشخصية التي قاموا بشرائها بحر مالهم كما يقول نافياً أن تكون أعطيت لهم هبة للقيام بتنفيذ هذا المشروع .

ويشير “عرقوب ” إلى أنه قام بالإجراءات الحكومية المطلوبة لافتتاح المكتب من ترخيص وغيرها قائلا: إنه أرسل لوزير الاقتصاد رسالة لإعفائهم من القسط الأول للترخيص والضرائب في العام الأول لحين يستطيعون القيام بتوفيرها بعد قيام المشروع ، وهم بانتظار الرد على أمل الموافقة .

“رسالة ومبدأ”

ويستعرض عرقوب بعضاً مما وصفها بأهداف يسعون لتحقيقها في مشروعهم ، فيقول: ” مما دفعنا لافتتاح المشروع أيضاً هو العمل على تشغيل الأيدي الملتزمة والتي تقف في صف البطالة المنتشرة في القطاع الحبيب “.

ويسهب بالقول حول ما سماها بـ”قيم” يتضمن المشروع تحقيقها كقاعدة أصيلة ينطلقون منها حيث يقول: ” نحن إضافة إلى كل ما سبق حاولنا أن نساهم في صناعة النموذج في حفظ الأعراض وطمأنة الناس على أهلهم وأنفسهم وذلك بتشغيل أناس محافظين وملتزمين داخل المكتب وهو ما يمثل علامة رضا من الزبائن نلاحظها من خلال تعاملنا معهم”.

ويرسل ” أمجد ” عبر ” الثريا ” ما يقول بأنها رسالة ينطلقون منها فيقول: “هي رسالة اعتقد يجب أن تصل واضحة حب الناس وتعاطفهم ينبغي أن يثير في النفس مفاهيم العطاء ومحاولة رد الجميل دون الاستكانة وحب القعود واستغلال حبهم “.

” مبدأ أصيل “

صابر أبو كرشمن جانبه أعتبر الـأستاذ ” صابر أبو كرش ” مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين ما يقوم به الـأبطال المحررون من تنفيذ لتلك المشاريع إنما يدلل على عزة راسخة وقيمة ثابتة في قلوب الأحرار ، ويعبر عن سجيتهم القائمة على العطاء والتحدي دون النظر ما في يد الغير .

وعبر أبو كرش عن قناعته بما تمثله تلك النماذج من قدوة للشباب في كل مكان برغم الجرح والألم والإبعاد وبعد رحلة طويلة من الألم والمعاناة في السجون إلى أنهم لم يميلوا إلى البطالة والجلوس وبدؤوا يبحثون عن لقمة عيش تعفيهم من السؤال وتعينهم على أعباء الحياة”.

وأبدى أبو كرش إعجابه بما يقول : إنها قدرة عالية لأولئك المحررين المبعدين في الدمج السريع بالمجتمع ، والوصول لحالة يعطون من خلالها ويقدمون خدمات حساسة وهذا ما يعبر برأي أبو كرش عن إرادة حرة وعزيمة كبيرة يتمتع بها الأبطال المحررين.

وأشار أبو كرش إلى ما تقوم به ” جمعية واعد” من مشروعات تأهيل للمحررين وكذلك ذوي الأسرى في سجون الاحتلال، وأكد على قيام جمعية واعد بإعداد برامج من شـأنها أن تعزز قدرة المحررين على الدمج السريع بالمجتمع وتقدم لهم الخدمات اللازمة التي تساعدهم في التدريب في المجالات المختلفة وتساهم في تقويتهم على الأداء .

ويشار إلى أن الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية قد شرعت بقطع مستحقات الأسرى المحررين المنتسبين لحركة حماس وتقوم بإخطارهم بقطع الرواتب من فترة زمنية لأخرى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى