غير مصنف

أحلامٌ ورديةٌ برائحةٍ وطنية

إسراء سعيد أبو زايدة

أحلان البناتعامٌ يمُرُّ, وآمالٌ تتجدَّدُ, وللأحلامِ بقايا لا تكتملَ إلا بالجنةِ، أمنيَّاتٌ من دولٍ شتّى تنسجُ أملَها على وتَرٍ واحد, فالأملُ موجودٌ رغمَ الألم,  فتياتٌ طموحاتٌ, وأُخرياتٌ يحمِلنَ همَّ القضيةِ بأحلامٍ ورديةٍ، فأحلامُهنَّ الشخصيةُ ترتبطُ ارتباطَ متجذِّرٍ بالحُلمِ الوطنيِّ الكبير.

رصدتْ “الثريا” مجموعةً من آراءِ الفتياتِ حولَ طموحاتِهنَّ لمستقبلٍ واعدٍ وأحلامِهنَّ بحلولِ عام (2013)، وإنِ اختلفتْ الأُمنيَّاتُ الشخصيةُ؛ إلا أنها تسيرُ باتّجاهٍ واحدٍ.

“أسماء الصانع” فتاةٌ فلسطينيةُ الدّمِ والهُوية, تقولُ:” أنا فتاةٌ طموحةٌ, وثِقتي بخالِقي ليس لها حدودٌ, وأتمنّى من اللهِ أنْ يحفظَني ويهديَني ويُثبِّتَني على الحقِّ وطريقِ الإسلام”، وترنو أسماءُ إلى اليومِ الذي ستتحرّرُ فيه فلسطينُ من أقصى شِمالِها إلى أقصى جنوبِها, بالإضافةِ إلى تحريرِ الأَسرى من سجونِ الاحتلال”، وتتمنّى أسماءُ أنْ تعودَ لِبَلدَتِها الأصليةِ “بئرِ السبُع”, وأنْ يرزقَها اللهُ زوجاً صالحاً وذريَّةُ صالحةً”.

أمّا “فاطمة حمد” فتطمحُ بأنْ يكونَ العامُ الجديدُ عامَ خيرٍ، يعُمُّ على الجميعِ, وتشاركُ “أسماء” في أُمنيَّتِها بتحريرِ الأراضي الفلسطينيةِ, وتتمنّى أنْ يُكرِمَها اللهُ بوظيفةٍ تساهمُ من خلالِها في دَعمِ القضيةِ الفلسطينيةِ.

الحرية و الكرامة للوطن العربي

وينعكسُ الواقعُ الفلسطينيّ والعربيّ على أحلامِ (رِهام مصطفى) التي تتمنّى أنْ يعُمَّ الأمنُ والسلامُ جميعَ الدولِ العربية, وأنْ يفيقَ العربُ المتخاذِلونَ من سُباتِهم, وأنْ يسعَى الجميعُ إلى تحريرِ المسجدِ الأقصى المبارَكِ، وأمّا أحلامُها الشخصيةُ فتُعبِّرُ عنها” أتمنّى أنْ أكونَ مِفتاحاً للخيرِ في كلِّ مكانٍ أحُطُّ به”.

وفي أُمنيّاتٍ جديدةٍ للعامِ( 2013 ) تتمنّى “هِبة أسعد”  أنْ يُقدِّرَها اللهُ على حفظِ القرآنِ الكريمِ في العامِ الجديدِ؛ لتنالَ رضا الرحمنِ، وتكونَ ممّن تُلبِسُ والدَيها تاجَ الوقارِ في الجنةِ, ولِتُربِّيَ أبناءَها على الثقافةِ الإسلاميةِ التي تنوِّرُ دَربَهم, ولتزرعَ في أبنائها حُبَّ الجهادِ والمقاومةِ التي هي سبيلُ التحرير.

ومن سوريا الحريةِ والفداءِ، تصدَحُ اللاجئةُ الفلسطينيةُ “نور جلبوط” بأُمنيَّاتها فتقولُ:” أتمنّى أنْ يتوقّفَ الشلاّلُ الدمويُّ في سوريا, وتكونَ هذه السنةُ بدايةَ النصرِ والتحريرِ, وأنْ يحكمَ سوريا رجلٌ مسلمٌ يخافُ اللهَ، ويُعيدُ لسوريا كرامتَها وحريّتَها وأَمنَها، وتنسحبُ أمنيّاتُها على بلدِها ونورِ قلبِها كما تقولُ “فلسطين”، فهي تنتظرُ اليومَ الذي تعودُ فيه إلى موطنِها بِعزّةٍ وكرامةٍ؛ لتستنشِقَ هواءَه، وتُنعِشَ روحَها وقلبَها بالصلاةِ في المسجدِ الأقصى، وتستمتعَ برائحةِ الخُبزِ والطينِ وعَبقِ الرَّيحانِ والزعترِ والزيتون”.

وينعكسُ واقعُ الخرّيجينَ على أحلامِ “إيمان موسى” (24)عاماً التي  تتمنّى أنْ تحظَى بفرصةِ عملٍ جيدةٍ, وإيجادِ حلِّ للخرّيجينَ العاطلينَ عن العملِ في رُبوعِ العامِ 2013.

وتتأثرُ “أحلام نيفين أحمد” (25 عاماً) بأنينِ ذَوِي الأَسرى، ولوعةِ الأَسرى داخلَ زنازينِ الظلمِ وصرخاتِ أوجاعِهم المُختنِقةِ ،فتَرنو عيناها إلى اليومِ الذي ترَى فيه الأذرُعَ مُلتفّةً، تتعانقُ بينَ الأحبّةِ الذين غيَّبَهم السِّجنُ قَسْراً، فتَختلِطُ دموعُهم، لتُطفِئَ اشتياقَ الأيامِ والسنينَ الطوالِ، فتحلَمُ بيومِ خروجِ الأَسرى لِيُعانقوا الحريةَ.

ورغمَ المسافاتِ والكثيرِ من الاختلافاتِ بين البُلدانِ؛ إلا أنّ الهَمَّ واحدٌ، والحُلمَ واحدٌ “الثريا” تسألُ “كاميليا مجذوب” جزائريةَ الجنسيةِ عن أحلامِها فتقولُ:” أحلَمُ بأنْ تتحقّقَ طموحاتي, وطموحاتِ الفتياتِ في وظيفةٍ جيدةٍ؛ تستطيعُ من خلالِها الفتاةُ أنْ تُثبِتَ نفسَها في  سوقِ العملِ, وأتمنّى الحريةَ للدولِ العربيةِ الخاضعةِ تحتَ جبروتٍ ديكتاتوريّ”.

ولم تختلفْ “لمياء علاوي” _لبنانيةُ الجنسيةِ_ في أحلامِها عن سابقاتِها, فهي تطمحُ بأنْ يتحوّلَ لبنانُ إلى لُبنانَ آخَرَ خالٍ من الطائفيةٍ، وأنْ يهُبَّ العربُ هبّةَ الرجلِ الواحدِ؛ لتطهيرِ المسجدِ الأقصى من أيدي  الصهاينةِ الملوَّثةِ, وتتمنّى زيارةً للمسجدِ الأقصى وهو مُحرَّرٌ”.

وتختصِرُ “سارة دراج” _أردنيةُ الجنسيةِ_ أحلامَ الجميعِ، فهي تتمنّى أنْ تزولَ الغيمةُ السوداءُ عن كلِّ الدولِ العربية, وأنْ يعيشَ العربُ بحريةٍ وكرامةٍ، وتستعيدَ الأمّةُ العربيةُ والإسلاميةُ نهضتَها وعِزَّتَها، ويستعيدَ التاريخُ الإسلاميُّ أمجادَه ليُسِطَّرَ من جديد”.

أحلامٌ كثيرةٌ ومخاوِفُ عِدّةٌ؛ تلك التي سترتحِلُ من عامِ( 2012 )إلى عامِ( 2013)، وما بينَ الواقعِ و الأُمنيِّاتِ محاولاتُ اجتهادٍ؛ يتخلَّلُها دعاءٌ بِشُروقِ يومٍ جديدٍ يحمِلُ أُمنيَّاتٍ تتحقَّقُ وآمالاً تُزهِرُ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى