2013 عامُ النجاح

بقلم: م محمد أبو القمبز
عند البعضِ تمشي الحياةُ على التواكلِ، لا يعرفُ أين اليمينُ وأين الشمالُ, فالأغلبُ بناءً على الدراساتِ يخطِّطُ للفشلِ، فهناك 10% من طلبةِ جامعةِ “هارفر” لديهِم خُططٌ لحياتِهم ممّا جعلتْهم في الصفوفِ الأولى في العالمِ, فنحاجُهم كان بِفضلِ خُططٍ مدروسةٍ واضحةِ المعالِمِ والخطوطِ, أمّا 90% من الطلبةِ كانت حياتُهم على برَكةِ المَولَى، لا يملكونَ خُطَطاً ،فباتَ مصيرُهم الفشلَ، فتحوَّلَ البعضُ من تخصُّصٍ إلى آخَرَ, وتخرّجَ البعضُ؛ فلم يجدْ وظيفةً؛ وظلَّ يجلسُ في طابورِ البطالةِ حتى إشعارٍ آخَرَ.
تموتُ الأسماكُ عندما تبتعدُ عن الماءِ لِلحظاتٍ؛ لأنها تعوّدتْ على الحياةِ داخلَ الماءِ بمواصفاتٍ محدَّدةٍ وأكلٍ مُعيّن، فجعلتْ حياتَها حبيسةَ أدراجِ هذه الحياةِ, الإنسانُ الذي لا يخطِّطُ لحياتِه؛ كالذي خرجَ من حوضِ الماءِ ؛ ليموتَ كالأسماكِ، ولكنه يتخبّطُ بين ثنايا الطرُقاتِ بحثاً عن رغيفِ نجاةٍ، وفي نهايةِ المطافِ يعلّقُ ضحيةَ الفشلِ.
يعتقدُ الكثيرونَ أنّ المعادلةَ الصعبةَ هي في كيفيةِ إدارةِ الحياةِ من خلالِ خُطةٍ؛ يتِمُّ وضعُها بناءً على أفكارٍ وعصفٍ ذِهنيّ مُسبَّق, والتساؤلُ الذي يُطرَحُ؛ كيف أستطيعُ أنْ أُخطِّطَ لحياتي؟ فحَلُّ هذا السؤالِ يعودُ عليكَ،فأنتَ على مقدِرةٍ من ذلك إذا أردتَ التخطيطَ; ما عليكَ سِوى تعلُّمِ كيف تخطِّطُ لحياتِك؟ فإذا توفّرتْ الرغبةُ والفرصةُ والقدرةُ؛ تستطيعُ تعلُّمَ هذه المهارةِ بكلِّ سهولةٍ, من زيادةِ الممارسةِ تصبحُ لديكَ عادةٌ وسلوكٌ تمارسُه طوالَ حياتِك.
حتى تصنع خطة فاعلة لحياتك عليك أن تجعلها واضحة أمام عينك محددة ليسهل تنفيذها وقياس مدى جودها وأهميتها, اسأل نفس ماذا تريد أن تحقق في العام القادم (2013) إن كنت لا تعرف الإجابة فلا تتردد في سؤال من هو قريب منك من أهلك أو من ذوي الخبرة والدراية فهم على مقدرة بمساعدتك بناء على تجاربهم في الحياة في تحديد أهداف التي تريدها تحقيقها لتصل إلى الإنجاز الحقيقي الذي يجعل لحياتك معنى.
اكتبها ببساطة وضعها أمام عينك في لوحة كبيرة في غرفتك ولا تترد في تكرار ما فيها وعرضها على الآخرين؛ حتى يتسن لها تنفيذها ومتابعة ما فيها, استخدام مذكرة جوالك في تدوين مهام عملك اليومية وتابع تنفيذها بشكل مستمر, ولا تنسى مكافئة نفسك عند الانجاز.
هناك بعض الأمور التي نريد أن نقوم بها في العام القادم فالمشاريع الجديدة وقد يشهد عامنا الجديد مشاريع نود إقامتها ويمكن أن نضع لها سقف زمني في الخطة ومقترحات للتنفيذ تجعلها فعلا على أرض الواقع, وهناك العديد من المهارات التي نريد أن نكتسبها والخبرات التي نريد أن نضيفها في سجل حياتنا كل ذلك وأكثر يضاف إلى الخطة السنوية للعام الجديد, إن كنت لا تستطيع كتابة خطة سنوية فلا بأس من إعداد خطة شهرية أو يومية حتى, الأهم أن تعرف أين ذاهب بحياتك إلى النجاح آو الفشل؟
خطة بدون خطة زمني ينظمها “كالضحك على اللحى” بدون فائدة, وضع الزمن مرتبط بقياس مدى جدوى الخطة وأهمية تنفيذها, التقييم من أهم العمليات ما بعد كتابة الخطة فتكون إجابة لسؤال هل تم تحقيق الخطة بالشكل الأفضل وتم تحقيق الأهداف المراد الوصول إليها بشكل سليم.