شبح الغيرة

بقلم : الأخصائي النفسي و الاجتماعي / نور الدين حسن محيسن جمعية الدعم النفسي الاجتماعي
أولا: ما هي الغَيرة:
الغيرة حالةٌ انفعاليةٌ يشعرُ بها الشخصُ، ويحاولُ إخفاءَها، ولا تَظهرُ إلاّ من خلالِ أفعالٍ سلوكيةٍ يقومُ بها .. وهى مزيجٌ من الإحساسِ بالفشلِ وانفعالِ الغضب .. وتُعَدُّ الغيرةُ أحدَ المشاعرِ الطبيعيةِ الموجودة عند الإنسانِ؛ كالحُبِّ مَثلاً، ولذلك يجبُ على الوالدينِ تقبُّلُ ذلك كحقيقةٍ واقعة، وفى نفسِ الوقتِ لا تسمحُ بزيادتِها، فالقليلُ من الغيرةِ حافزٌ على المنافسةِ والتفوق.
أمّا الكثيرُ فإنه مُضرٌّ لشخصيةِ ونموِّ الطفل ومن آثارِ الغيرةِ لدى الأطفالِ؛ ظهورٌ السلوكِ العدوانيِّ، والأنانيةِ، والنقدِ، والثورة، ومن ناحيةٍ أُخرى يتسِم ُالسلوكُ بالانطواءِ وعدمِ المشاركة .. وجميعُ هذه المظاهرِ تمثّلُ الشعورَ بالنقص.
كيف يظهرُ شعورُ الغيرةِ على الطفل:
تظهرُ الغيرةُ بأسلوبٍ تعويضيّ مصطَنع، حيثُ يُخفي الطفلُ مشاعرَه الحقيقيةَ، ويقومُ بدورِ الممثلِ نحوَ أخيهِ المولودِ الجديدِ الذي يأخذُ في ضمِّه وتقبيلِه ولكنه في حقيقةِ الأمرِ يودُّ قَرصُه أو ضربُه، ومن جانبٍ آخَر تبدو الغيرةُ واضحةً بسلوكٍ عدوانيٍّ موجَّهٍ للصغير.
كذلك يتعمدُ الطفلُ إلى جذبِ الأنظارِ إليه، ويحوّلُ كراهيتَه لأُمه التي توجِّهُ اهتماماً بالصغيرِ وليس له، فيبدأ هنا في الانتقامِ، ويتظاهرُ بالمرضِ أو البكاءِ أو العنادِ والسلبية.
ومن أحدِ مظاهرِ جذْبِ الاهتمامِ؛ هو نكوصُ الطفلِ إلى أنماطٍ سلوكيةٍ طفوليةٍ سابقةٍ، مِثلَ العودةِ إلى شُربِ الحليبِ من الزجاجةِ، والنومِ في سريرِ الطفل، والتبوّلِ الليليّ في الفراش، والتحدثُ بأسلوبٍ طفولي، ومَصِّ الإصبعِ، والالتصاقِ بالأم، والبقاءِ في حِضنها كلّما حاولتْ حملَ الصغير.