فلسطين تجمعنا

“أمُّ نضال فرحات” في عيونِ الجيلِ الجديد

تقرير: عبد الرحمن عبدربه الطهراوي

ام نضال فرحاترحلتْ “أم نضال فرحات” وودّعها أبناءُ الشعبِ الفلسطينيّ بكافةِ فصائلِهم و بكافةِ شرائحِهم، فقد كانتْ شخصيةً وطنيةً ورمزيةً، يُجمِعُ عليها الجميعُ، لكنّ بصماتِها وأقوالَها وأفعالَها لم ترحلْ، فثغورُ المرابطينَ الذين كانت تتفقِدُهم؛ تفتقِدُ أثرَها، وأهالي الأَسرى والجرحى والشهداءُ يفتقدونَ كلماتِها، وتفقدُها لهم.”الثريا” في تقريرِها ترصدُ صورةَ “أم نضال فرحات” في عيونِ الشباب.

يقولُ المهندسُ محمد الغرباوي: ” أم نضال فرحات” ممّن سيذكُرُهنَّ التاريخُ الإسلاميُّ بل العالَميّ ، كامرأةٍ غيّرتْ نهجَ وتفكيرَ أجيالٍ قادمة، هي نقطةُ تحوُّلٍ في فِكرِ وثقافةِ شعبٍ وأُمةٍ بأكملِها، مضيفاً:” أم نضال” مِثالٌ يُحتذَى به، وعلى الشعوبِ العربيةِ_ وخصوصًا المصريةَ_ أنْ تعيّ أنّ ما يوجدُ في غزةَ من نماذجَ بشريةٍ خارقةٍ جديرٌ بها أنْ تكونَ تيجانَ عِزٍّ وفخرٍ لهم”.

،،،

هي نقطةُ تحوُّلٍ في فِكرِ

وثقافةِ شعبٍ وأُمةٍ بأكملِها

،،،

الاخوان المسلمين“أحمد أبو موسى” طالبٌ في كليةِ الهندسةِ بالجامعةِ الإسلاميةِ يقولُ “بحثتُ مليّاً في كلماتِ اللغةِ؛ فلم أجِدْ كلماتٍ تعبِّرُ عن جهادِ هذه المرأةِ حاضنةِ القضيةِ برُمَّتِها , حاضنةِ الشهداءِ والأَسرى والمجاهدينَ والكثيرَ الكثيرَ من الأعمالِ المُشرِّفةِ , حقاً لم أجِدْ كلماتٍ تعبِّرُ عن مدَى شجاعتِها ومقاومتِها وتضحياتِها, فهي تستحقُّ كلَّ احترامٍ وتقديرٍ, رحِمَها اللهُ وأسكنَها فسيحَ جناتِه “

ويتابعُ أبو موسى ” لقد كانت مواقفُ النائبةِ _رحِمها اللهُ_ مواقفَ مُشرِّفةً يفتخرُ بها الجميعُ, ففي عصرِنا هذا قلَّما نجدُ امرأةً مِثلَها، امرأةً تضحّي بكلِّ ما تملكُ من مالٍ ووقتٍ وجهدٍ وصحة , لِنَشرِ القضيةِ المهضومِ حقُّها ” القضية الفلسطينية ” في وطنِنا وفي أرجاءِ العالمِ , كذلك لا أنسَى مواقفَها في المطالبةِ بحقوقِ شعبِنا التي سُلبتْ منه منذُ زمنٍ طويلٍ، فحُقَّ لهذه المرأةِ مِنا كلَّ احترامٍ وتقديرٍ ومحبةٍ وإجلال”.

ويرى الشابُّ “إسحاق عبد الرحمن” -22عاماً – “أمَّ نضال فرحات” من صورةٍ أُخرى فيقول” رأيتُ في المجاهدةِ “مريم فرحات”  أنموذجاً في الثباتِ لم يفعلْهُ أحدٌ قبلَها، فهي التي تودِّعُ ابنَها قبلَ خروجهِ للعمليةِ الاستشهاديةِ، وتلتقطُ معه الصوَرَ ،وتدعو له، وتنتظرُ خبرَ استشهادِه بشوقٍ، ثُم تقدّمُ فِلذاتِ كبدِها شهداءَ واحدًا تِلوَ الآخَر، وهي التي صبرتْ على هدمِ بيتِها ثلاثَ مراتٍ على التوالي”.

أمّا “منى حامد” _ أمٌّ لثلاثةِ أطفال _عبّرتْ عن حزنِها الشديدِ على فراقِ “أم نضال”، حيثُ تقولُ: هي مدرسةٌ للأمِّ الفلسطينيةِ المكافِحةِ، فلقد عرَفتْ دورَها مبكرًا في خِضَمِ الصراعِ الفلسطينيّ الإسرائيليّ، فقدّمتْ كلَّ ما بوِسعِها  للمقاومةِ، وصبرتْ على أذَى الاحتلالِ، لقد خسِرْنا اليومَ مدرسةً كبيرةً، ولكنْ بقيَ فينا غرْسُها، الذي سنعلِّمُه للأجيالِ مُكلَّلاً بِعنوانِ “عطاءٌ بلا حدود”.وختمتْ “مُنى” بالقولِ : حقٌّ على كلِّ أمٍّ فلسطينيةٍ أنْ تدعوَ “لأمِّ نضال” فهي التي جعلتْ القتالَ والشهادةَ أمرًا مألوفاً عندّ كلِّ أمٍّ وفي كلِّ بيتٍ”.

،،،

لقد خسِرْنا اليومَ مدرسةً كبيرةً،ولكنْ

بقيَ فينا غرْسُها، الذي سنعلِّمُه

للأجيالِ مُكلَّلاً بِعنوانِ “عطاءٌ بلا حدود”

،،،

أم نضال“أم نضال فرحات”.. اسمٌ سيقفُ أمامَه التاريخُ طويلاً “، استهلَّ الطالبُ “أحمد أحمد” حديثَه بتلك العبارةِ مُضيفاً ” ، فلم يقفْ عطاءُ “أم نضال” عندَ مساعدةِ واحتضانِ المقاومينَ، بل انتقلتْ للعملِ السياسيِّ؛ لتُكمِلَ مشوارَها المُشرِقَ، فدخلتْ الانتخاباتِ وفازتْ بأعلَى الأصواتِ، لكي تحملَ همَّ القدسِ والأسرى، وتسعَى إلى نُصرتِهم بجانبِ بندقيةِ المقاومة”.

أمّا الطالبةُ  في جامعةِ  الأزهر “فيحاء خالد” فتقول”  رحلتْ خنساءُ فلسطينَ جسدًا، لكنها بقيتْ حيّةً في نفوسِ المجاهدينَ ، وخروجُ الآلافِ من المواطنينَ، ومئاتُ المجاهدينَ للمشارَكةِ في جنازتِها؛ هو إجماعٌ وطنيٌّ للسيرِ على دَربِها ، فلقد أجبرتْ – بعملِها البطوليّ- أمهاتِ فلسطينَ أنْ يرتقينَ مُرتَقَىً صعباً في حبِّ الجهاد، والدفعِ بفِلذاتِ أكبادِهِنَّ للقتالِ والشهادةِ في سبيلِ الله”.

رحلت “أم نضال فرحات” لكن مسيرتها العطرة لا تزال في ذاكرة الجيل الجديد يقتدون بها و يسيرون على نهجها شبان أم فتيات، يقرؤون تفاصيل حياتها و يبحثون عن كلماتها يضعون صورها في قلوبهم وعقولهم، بينما يحفظون حروفها عن ظهر قلب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى