الأُمنيـــــــــــةُ الشهيــــــــــــدة

للشاعر: مصطفى الغلبان
الأُمنيـــــــــــةُ الشهيــــــــــــدة
ناعسًا كان على جذعِ قصيدة
حلمُه المقصودُ يأبى أنْ يريدَه
كان وعدًا فمصيرًا فطريقًا
وغدَا اليومَ ضريحًا في الجريدة
حقبةٌ في إثرِ أخرى يشتهيها
طعنةٌ في الظَّهرِ من أختٍ بعيدة
فتحَ الوردُ عيونًا أغرقتْها
قسوةُ التاريخِ أخشى أنْ يُعيدَه
مشهدٌ فيه ازدحامٌ والتحامٌ
وانهزامٌ وانتكاساتٌ جديدة
نومُنا الهانئُ قد بات احتراقًا
والحروبُ السّودُ أسقامٌ وليدة
صرخةُ الماضي صداها في طريقي
فُرقةُ الخِلَّينِ مأساةٌ شديدة
قبّةُ الأقصى تشقُّ الثوبَ حزنًا
تلطِمُ الخدّينِ مِن هَولِ المَكيدة
أنصِتوا تبًا لكم إنْ لم تعودوا
إخوةً في دربِ تحريرٍ مجيدة
ذاك حلمُ الشعبِ في قبرِ الأماني
صار وهمًا في أيادينا البليدة
كان عزمًا صارخًا في كلِّ حرٍّ
ثورةً تشدو إلى الدنيا نشيدَة
ضجّتِ الأرواحُ بالأحزانِ إنّا
في انتظارِ الصحوةِ الكبرى الأكيدة
بعدَها قولوا لنا حقٌّ وأرضٌ
وحقوقٌ ومواثيقُ عديدة
يا بلادي سامحينا واعذرينا
عنكِ تُهنا إنّما لستِ وحيدة
ستظلّينَ عروسًا ولقانا
موعدٌ والحرُّ لا ينسى وُعودَه
قادمٌ يومٌ به نرتاحُ مِمَّا
عكّرَ الأرواحَ في دنيا حَقودة
سيعودُ الروضُ مبتهجًا بصِدقٍ
يغرسُ الفلاحُ في الحقلِ وُرودَه
عودةُ الأوطانِ ترجو مِن بنيها
عودةً فيها يذيعُ الشعبُ عيدَه
وقريبًا ننشدُ الشعرَ ابتهاجًا
لكِ يا ( يافايَ ) كم تحلو القصيدة