صالح: أطرافٌ تسعَى لتوريطِ اللاجئينَ لتصفيةِ قضيتِهم

الثريا نت – خاص:
حذّر د.” محسن صالح” مديرُ عام مركز الزيتونةِ للدراساتِ والاستشارات، من خَشيةِ توريطِ اللاجئين الفلسطينيينَ في دولِ الربيعِ العربي، التي تعاني أزمةً في العمليةِ الانتقاليةِ السياسية .
وقال “صالح” في حديثٍ خاص ل” الثريا” :إنّ بعضَ الأطرافِ والجهاتِ التي تواجِهُ سَيلَ التغييرِ في المنطقة، تسعَى لتوريطِ بعضِ الجهاتِ الفلسطينية كجزءٍ من معركتِهم على البقاءِ في الحُكم.
ورأَى أنَّ من أهمِّ التحدياتِ التي تواجِهُ اللاجئينَ الفلسطينيين، يكمُنُ في توريطِهم بقضايا المنطقةِ المذهبيةِ والعِرقية، منوِّهاً إلى خطورةِ الاستجابةِ من بعضِ القوَى والفصائلِ لتلكَ المخططاتِ؛ لاسيّما في بعضِ البلدانِ العربيةِ التي تواجِهُ تعقيداتٍ طائفيةً في مكوِّناتِها المجتمعية.
وأشارَ إلى أنَّ أطرافاً في مُقدِّمتِها أمريكيا و” إسرائيل”، تسعَى لتوريطِ اللاجئينَ في قضايا ومشاكلِ المنقطةِ العِرقية والطائفيةِ، كمُخطَّطٍ لتقسيمِ المنطقةِ، واستخدامِ بعضِ الفلسطينيينَ كأداةٍ في تلكَ المُخطَّطات.
التسويةُ والقضية:
وفي مسارِ القضيةِ الفلسطينية قالَ “صالح” :إنّ المشروعَ الوطنيَّ يُعاني حالةً من الانسدادِ وفقدانِ الاتجاه، انعكستْ بشكلٍ سلبيٍّ على قدْرتِه على العمل، أو الاستفادةِ من الفُرصِ المتاحةِ وتغيِّيراتِ المنطقةِ.
وتابعَ: ” هناك انسدادٌ في مسارِ التسويةِ السلميةِ؛ الذي تبنَّتْهُ منظمةُ التحريرِ الفلسطينية، وقيادةُ السلطةِ في رام الله، وحركةُ فتح، وتَعثُّّرٌ في مسارِ المصالحةِ الفلسطينيةِ؛ التي وقَّعتْ عليه القُوَى والفصائلُ الفلسطينية”.
وحذّرَ الخبيرُ في القضيةِ الفلسطينية، من التفرُّدِ في القرارِ السياسيّ الفلسطينيّ، مُشدِّداً على أهميةِ التوافقِ على خِياراتٍ لتمثيلِ كافةِ أبناءِ الشعبِ الفلسطينيّ في الداخلِ والخارجِ في صناعةِ القرار.
ودعا “صالح” بضرورةِ التوافقِ على قاعدةٍ وطنيةٍ ومؤتمرٍ وطنيٍّ شامل، يراجعُ مسارَ القضيةِ الفلسطينيةِ بِرُمَّتِها، ويُجدِّدُ شريانَ الحياةِ في القضيةِ الفلسطينيةِ، وِفقَ “صالح”.
المنطقةُ والقضية
وعن آثارِ التغييرِ السياسيّ في المنطقةِ العربيةِ على القضيةِ الفلسطينية؛ أكّدَ “صالح” أنه من الصعبِ التنبؤُ بشَكلِ الخارطةِ السياسية، بسببِ صعوبةِ الحالةِ الانتقاليةِ في المنطقة.
واستدرَكَ بالقولِ: “المنطقةُ في طريقِها نحوَ سيناريوهاتٍ تؤسِّسُ لنظامٍ سياسيِّ أكثرَ عدالةً ونضوجاً وحضارةً من الأنظمةِ السابقة”.
ونوَّهَ إلى خطورةِ استغلالِ أمريكا و” إسرائيل”، لضعفِ الأنظمةِ السياسيةِ المركزيةِ في التحريضِ الطائفيّ والمذهبيّ في المنطقة، التي ستؤدّي لتفتيتِ المنطقةِ وتدميرِها.
وبيَّنَ أنّ التغييرَ شملَ معادلةَ الإنسانِ العربيّ ووعيَّه، والنظامَ السياسيّ، وهو ما سيُلقِي بآثارِه على المحيطِ الاستراتيجيّ للقضيةِ الفلسطينية.
وأوضحَ “صالح” أنّ تكامُلَ العناصرِ التي شملَها التغييرُ، ستؤدّي لصناعةِ فضاءٍ؛ يتَّجِهُ نحوَ تحريرِ فلسطين.
وشدّدَ على أهميةِ عدالةِ الانتقالِ السياسيّ، كطريقٍ لبناءِ نظامٍ سياسيٍّ أكثرَ عدالةً، ويُمَهِدُ لوَحدةِ المنطقةِ العربية، وهو ما سيُفقِدُ الاحتلالَ كَنزَه الاستراتيجيّ ، وسِرَّ بقائهِ القائمِ على تفتيتِ المنقطةِ وضَعفِها.
واستطردَ: ” الاحتلالُ كان قائماً على أساسِ التشرذُمِ، وتخلُّفِ المنطقةِ العربيةِ المحيطةِ به، فإنْ تحوَّلتْ لفضاءٍ وَحدَوِيٍّ ونَهضوِيٍّ؛ سيَحدُثُ خلَلٌ في الميزانِ الاستراتيجيّ بينَ الأُمةِ والاحتلال”.