كتاب الثريا

قراءةٌ في مدَى جَدوَى الأيامِ الدراسية

د. جواد محمد الشيخ خليل- خبيرٌ في الشئونِ التربوية

أيام دراسية المُتتبِّعُ للحِراكِ في الساحةِ التربويةِ؛ وخاصةً في الميدانِ التربوي؛ يجدُ أنّ البعضَ أصبح أكثرَ اهتماماً بالأيامِ الدراسيةِ؛ التي تتناولُ المواضيعَ النوعيةَ المُهِمّةَ، والتي يستفيدُ منها الكادرُ التربويّ في الميدان.

كما تجدُ أنّ هناك قناعةً راسخةً بالشراكةِ والتعاونِ بين مدارسِنا وأساتذةِ الجامعاتِ ووكالةِ الغوثِ؛ بما لَديهِم من خبراتٍ أكاديميةٍ وتربويةٍ من المؤكَّدِ سيستفيدُ منها التربويُّ في الميدانِ؛ وخاصةً المعلّمَ.

لقد تمَّ طرْحُ العديدِ من المواضيعِ المُهِمةِ منها؛ استراتيجياتٌ حديثةٌ في تدريسِ العلومِ ، والمهاراتِ الحياتيةِ، والوسائلِ وتكنولوجيا التعليمِ، والعديدِ من المواضيعِ المُهِمةِ بالتعاونِ مع خُبراءٍ من الجامعاتِ الفلسطينيةِ ووزارةِ التربيةِ والتعليمِ العالي ووكالةِ الغوث، وكانت الفائدةُ كبيرةً،

وهذا ما تمَّ التعرُّفُ إليه من التغذيةِ الراجعةِ حولَ كلِّ ما يُطرَحُ، وبالرغمِ من الفائدةِ الكبيرةِ العائدةِ على كوادرِنا، إلاّ أنّ هناك أصواتاً تُنادي بعدمِ جدوَى هذه الأيامِ الدراسيةِ، وبعدَمِ جدوَى التعاونِ مع الجامعاتِ ومؤسساتِ المجتمعِ المحلّي، وأنه لن يعودَ علينا أيُّ فائدةٍ من وراءِ هذه الأنشطةِ المنهجية.

والمُبرِّرُ أننا نمتلكُ في وزارةِ التربيةِ والتعليمِ العالي من الخبراءِ ما يكفي لتدريبِ وتعليمِ كوادرِنا، نحن لا نعارضُ، ونعترفُ أنّ لدينا خبراءَ وفي مجالاتٍ كثيرةٍ، وتمَّ التعاونُ معهم في مناسباتٍ عديدةٍ، ولم يبخَلوا وقدَّموا لنا خبراتٍ تمَّ الاستفادةُ منها، ولكنْ أَلَا يجبُ علينا أنْ نستكشفَ ما حولَنا، ونتعرَّفُ على خبراتٍ جديدة.

نحن نؤمنُ تماماً بتبادُلِ الخبراتِ؛ وخاصةً مع المؤسساتِ المحليةِ والاستفادةِ منها ، وقد يوجدُ في النهرِ ما لا يوجدُ في البحرِ، ولو نمتلكُ القدرةَ على التعاونِ مع مؤسساتٍ خارجيةٍ؛ حتى نستفيدَ منها؛ لن نتأخرَ.. لأننا بحاجةٍ لخبرةِ التربية و التعليمالآخَرِ، طالَما أنها ستُقدَّمُ في الإطارِ التي نحدِّدُه ونريدُه، يجبُ علينا ألاّ نُقزِّمَ أعمالَنا، وأنْ يدفعَ بعضُنا البعضَ للمزيدِ من الإنجازاتِ في مجالِ التربيةِ والتعليم، لأنّ الساحةَ التربويةَ بحاجةٍ لجهودِنا كافةً.

ويجبُ علينا أنْ نستفيدَ من خبراتِ بعضِنا البعض، كما يجبُ أنْ نستفيدَ من خبراتِ الآخَرين، وخاصةً النوعيةَ التي نحتاجُها، فنقلُ الخبراتِ أمانةٌ يجبُ أنْ نؤدِّيَها على أكملِ وجهٍ، وخبراتُنا وحدَها لا تكفي لتأهيلِ الميدانِ، وسنعملُ بِجِدِّيةٍ للتعاونِ مع الآخَرِ، وسنقدِّمُ خبراتِنا أيضًا لمَن يستعينُ بنا، وهكذا تكونُ الخبراتُ متكاملةً، والفائدةُ كبيرةً، والجميعُ يستفيدُ وينقُلُ الخبراتِ للآخَرينَ، واللهُ الموفِّقُ.        

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى