كتاب الثريا

أيها المدرسون: تجنبوا البذاءة و السب لتكونوا قدوة حسنة

د. حنان الحاج أحمد مدير دائرة التعليم الخاص بوزارة التربية و التعليم

معلمالتعليم رسالة سامية، يرتقي فيها الطالب بفكر و أخلاقه و مستواه الدراسي،، لكن المعضلة الكبيرة حينما يكون المدرس وهو القدوة لا يتسم بالصفات التي تؤهله ليكون قدوة حسنة من هنا لابد من ذكر صفات المعلم من السنة النبوية، ليكون قدوة يحتذى بها نستعرض اليوم صفة مهمة جدا وهي تجنب الفحش والبذاءة حيث أن السب واللعن يُفسد على المتعلمين فطرتهم ، وهي  أمور مرفوضة شرعاً وصاحبها متوعد بالعقوبة ويُحذر القرآن الكريم من السخرية والتهكم وتُشير الآيات الكريمة الآتية إلى ذلك . قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات:11) .

والآية الكريمة تدل على عدم السخرية بالقول والفعل وعدم تحقير المسلم لأخيه المسلم والاستهزاء والسخرية منه . قال ابن عباس رضي الله عنه إن الله لا يحب الفاحش المتفحش . ( البخاري ، 1997 : 122 ) . ” والفُحش في القول والسباب والسخرية من الآخرين صفات ممقوتة تشمئز منها الطباع ، وتنأى عنها النفوس الكريمة  “. ( الشلهوب ، 1996 : 39 ) .

ويؤكد ( المنذري ، 1987: 466 ، 469 ) أن السباب : ” مصدر سب وهو أبلغ من السب فإنه سب الإنسان والتكلم في عرضه بما يعيبه والسباب أن يقول فيه بما فيه وما ليس فيه وهو فسوق أي خروج عن طاعة الله ورسوله  صلى الله عليه وسلم.

أُحب مكارم الأخلاق جهـدي                وأكره أن أَعيـب أو ان أُعـاب
وأصفح عن سباب الناس حلماً               وشر الناس من يهوى السبـاب ” .

والمدرسة النبوية تؤكد على عدم الفحش واللعان ومن ذلك ما يرويه عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ، ولا البذى . ( البخاري ، 1997 ، باب ليس المؤمن بالطعان ، ح 312 : 116 ) .

والتربية النبوية حريصة على إقامة علاقات طيبة بين المسلمين بعضهم وبعض ويتضح ذلك مما يرويه عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : المُسلم من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هَجَرَ ما نهى الله عنه . ( البخاري ، الفتح ، كتاب الإيمان ، باب المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده ، ح 10 ، ج 1 : 80 ) . وفي الحديث “ المهاجر من هجر السيئات ، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده ، والمراد بالناس هنا المسلمون ” . ( العسقلاني ، 2001 : 82 ) .

ومن المواقف التربوية للرسول صلى الله عليه وسلم ما يرويه عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سِباب المُسلم فُسُوق ، وقتاله كُفر . ( البخاري ، الفتح ، كتاب الإيمان ، باب خوف المؤمن من أن يُحبط عمله وهو لا يشعر ، ح 48 ، ج 1 : 163 ) .

ويتضح مما سبق أن المسلم الحقيقي هو الذي يُبعد أذاه عن إخوانه المسلمين ويهجر ما نهى الله عنه ، وتعظيم حق المسلم والحكم على من سبه بغير حق بالفسق وهذا ما يؤكده الشافعي ” ويعتبر اللعان من الكبائر ” . ( الشافعي ، ب . ت : 176 ) .

” والمعلم قدوة للمتعلمين يتأثرون به سلباً وإيجاباً ، فإذا أكثر المعلم اللعن والسب والسخرية نفر المتعلمين منه وبذلك ينفرون من تعليمه ” . ( البرازي ، 2001 : 520 ) .

وعليه فإن :

  • سُخرية المسلم من أخيه المسلم أسلوب ذميم بعيد عن الخُلق الكريم .
  • السخرية تولد العداوة والحقد الدفين .
  • اللعن والسب خُلق ذميم من عامة الناس فكيف إذا صدر من المعلم وهو القدوة .
  • على المعلم أن يغرس في نفوس المتعلمين القول الحسن وأن يتعاون معهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى