كتاب الثريا

التقييمات السنوية للمعلمين …….. محكية أم معيارية

د. جواد محمد الشيخ خليل- خبير في الشئون التربوية

تقييم المعلمينعملية التقويم عملية أساسية وهامة وضرورية وهى المرحلة الأخيرة في العملية التعليمية حتى يتم اصدار الأحكام على مدى نجاح المسيرة وإعطاء التغذية الراجعة حول الأداء للاستفادة منها في الأعوام القادمة، تقييم جميع العناصر البشرية ذات العلاقة بالعملية التعليمة (معلم، مدير، مشرف، رئيس قسم ……….)،

والجميع استبشر خيرا هذا العام من طبيعة وآلية التقييم لأن لا أحد سينفرد بعملية التقييم وسيكون التقييم لاثنين أو أكثر، وبذلك يكون أكثر عدلا، ولكن وعند ظهور التقييمات قبل أيام حدثت المفاجأة تذمر وعدم رضى شديد عن التقييم ، وقد وصل عدم الرضى في بعض المدارس بترك العمل للإدارة وعدم المساعدة وإنجاز الأعمال طالما أن هذا هو التقدير المناسب لنا حسب رؤية الإدارة،

وهنا لنا قراءة سريعة حول ما جرى وحول عدم الرضى الناتج عن التقييم وأسبابه:

أولا: تقدير المعلم لذاته فالجميع يرى في نفسه التميز.
ثانيا: عدم وضوح فقرات أداة التقييم.
ثالثا: عدم امتلاك المعرفة الكافية للتعامل مع أداة التقييم من قبل المقيمين.
رابعا: الذاتية في التقييم وتدخل الأهواء والمصالح الشخصية.

ولبرهان صحة ما سبق وجود الفروق الكبيرة بين تقييم المدير والمشرف التربوي في العبارة الواحدة قد تصل إلى عشر درجات،   فهل يا ترى من المصيب منهما؟ ، ومن ناحية أخرى عند محاكمة سلوك المعلم على عبارات كبيرة المعنى غير واضحة يصعب التعامل معها على أرض الواقع، لا يعرف المعلم كيف يمكن التعامل معها وحتى من يقيم لا يجيد التعامل معها.

يجب علينا أن نعرف أن أداة القياس هي المحك ويجب التعامل مع الفقرات كوحدة منفصلة عن بقية الأداة وفي النهاية يتم جمع الفقرات والحصول على التقييم النهائي، ولكن للأسف ما يحدث هو العكس توضع درجة التقييم النهائية أولا ثم  نبدأ بتقييم الفقرات لنحصل في النهاية على التقييم الموضوع مسبقا .

لذلك يحدث الخلل فمثلا معلما يتحصل على تقدير جيد جدا أو ممتاز وفي فقرة “التمكن من المادة العلمية نجدها منخفضة” ، وهكذا  لذلك يجب علينا التعامل مع أداة التقييم بكل امانة وصدق وألا نقارن بين الأقران عند التقييم ، يجب علينا أن نقيم حسب ما ينطبق من العبارة على سلوك المعلم وألا نحكم على سلوك المعلم مقارنة بزملائه، إن التقييم يجب أن يكون محكي وليس معياري.    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى