غير مصنف

الازدواجية في التربية:رؤية اسلامية

الثريا : خاص

تربية الأبناء 2الازدواجية في التربية ، حينما تقول لطفلك “افعل كذا” ويأتي احد أفراد العائلة ويقول له لا تفعل كذا، كيف سينشأ هذا الطفل.

“الثريا” تسلط الضوء على التربية الازدواجية حيث أنه لنا في التربية الإسلامية مواقف عدة، أسست للتربية السليمة الخالية من التناقضات الهادمة التي تشرخ الشخصية المسلمة السوية القادرة على التكيف.

فيسرد “د. ماهر الحولي”؛ أستاذ الشريعة الإسلامية في الجامعة الإسلامية موقفاً يمثل قمة الثبات في التربية قائلا: “روى ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ بن مالك قَالَ: “أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، قَالَ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا، فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَةٍ، فَأَبْطَأْتُ عَلَى أُمِّي، فَلَمَّا جِئْتُ، قَالَتْ: “مَا حَبَسَكَ؟!. قُلْتُ: “بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَةٍ”. قَالَتْ: “مَا حَاجَتُهُ؟”. قُلْتُ: “إِنَّهَا سِرٌّ”. قَالَتْ: “لَا تُحَدِّثَنَّ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَدا”. قَالَ أَنَسٌ: “وَاللَّهِ لَوْ حَدَّثْتُ بِهِ أَحَدا لَحَدَّثْتُكَ يَا ثَابِتُ”.

و يستدرك “د. الحولي” إن هذا الموقف يمثل منتهي التناغم والتوافق، بين المؤسسة التربوية وبين المنزل، بين دور الحبيب- صلى الله عليه وسلم- وهو يرتب برقي أساسيات بناء شخصية هذا الغلام العظيم- رضوان الله عليه- وبين دور الأم- رضوان الله عليها- وهي تكمل هذه الصياغة التربوية الراقية وذلك بأن تتأمل قولتها الواعية: “لَا تُحَدِّثَنَّ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَدا”.

ويضيف: “فلم تُحدِث هذه الأم تضارباً تربويا ولم تجبره على البوح بالسر، كما أنها لم تعتبر عدم بوح ابنها لها تقليلا لشأنها إنما رسخت لديه هذا المفهوم، ولم تحدث عند ابنها تضاربا يشعره بالتذبذب بين قرار الرسول- صلى الله عليه وسلم- بعدم البوح وبين رغبتها بمعرفة السبب، بل أحدثت تناغما تربويا يعزز لدى ابنها هذا السلوك”.

وعلى هذا عليكم أيها الآباء قراءة السيرة النبوية و تعلم كيفية تعامل الرسول صلى الله عليه و سلم مع الأطفال في التربية الصحيحة التي تؤصل لصنع الرجال، وغرس القيم والمفاهيم السليمة لتنشئ جيلا قادرا على قيادة الأمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى