احذروا ازدواجية التربية

الثريا: خاص
“الازدواجية في التربية”، ناقوس الخطر الذي يطرق أبواب التربية الأسرية، فما المقصود بازدواجية التربية؟ وما أسبابها؟ وكيف يمكن حل خلاف التناقض في التربية بين الأجيال؟
يعرف الخبير النفسي د. “أنور البرعاوي” ازدواجية التربية بأنها؛ اختلاف الآباء على تحديد السلوك المرغوب فيه الذي يجب على الأولاد الالتزام به، أو تحديد السلوك غير المرغوب فيه الذي يجب على الأولاد الابتعاد عنه.
ويبين أن أسباب هذه الازدواجية هي؛ العادات والتقاليد والرأي العام السائد، والأنظمة والقوانين المعمول بها، كذلك ثقافة الوالدين وأساليب التنشئة التي مرا بها: “فالآباء الذين عاشوا تجربة أسرية وحياتية سمح لهم بإبداء الرأي وتقبل الرأي الآخر والتسامح سينعكس على التوافق والتكيف الأسري وبالتالي الحكمة في التعامل مع الأبناء، كذلك مستوى التدين للوالدين سيساعد على وحدة الرؤية والفكر والسلوك مما يسمح بوجود سياسة واحدة في التعامل مع الأبناء حيث إن الهدف واحد”.
ويجمل “د. البرعاوي” الأضرار النفسية الناجمة عن ازدواجية التربية: “مثل هذه الخلافات بين الآباء والأمهات تؤثر على الأولاد سلباً، فمن الظلم أن يعاقب الطفل على نفس السلوك أو يثاب عليه، فإذا اختلف الأبوان وخلت حياتهما من الوفاق والوئام في تربية الأولاد فإن الأطفال سيعانون من ذلك كثيراً ويميلون إلى العدوانية والمشاركة ويحبون النزاع والخصام، وهذا يغذي بدوره التوتر بين الأبوين ويصبح جو المنزل ثقيلا بسبب الانفجاريات التي تحدث فيه، كما أن شخصية البناء تتأثر سلبا فقد تنشأ شخصية هروبية أو استسلامية ومضطربة الفكر وغير قادرة على شق الطريق في الحياة وعاجزة عن اتخاذ القرار، كما لا يستطيع الأبناء تحمل المسؤولية فضلا عن الإحساس بالضغط المستمر”. ويؤكد أن اضطراب العلاقات الأسرية يعد سببا مباشرا لعقوق الوالدين مستقبلا وسببا لتفكك العلاقات الأسرية.
وفي عرض سريع لمجموعة من الحلول تقول الأخصائية نجوى عوض :”إن الاتفاق علي وسائل التربية داخل الأسرة الواحدة أو بين الأسرة والمؤسسات الأخرى التي يستمد منها الطفل قيمه وأخلاقه والاتفاق في أساليب معاملة الطفل، وتحديد السلوك السيئ من السلوك الجيد، يقي الطفل من ازدواجية الشخصية ومن الصراع النفسي الذي لا لزوم له.
وتضيف عوض:” أن من المشكلات التي تحدث هي الاختلاف بين الآباء والأجداد حول تربية الأحفاد أو بين احد أفراد الأسرة، وتكون هنا الكارثة حيث يجب أن تكون الأسرة هي الحصن التي يختبئ فيها الطفل من المتغيرات التي تحيط به والتي تحاول زحزحته عن طريقه الذي يستمده من أسرته .
وتشير عوض إلى أن هذه المشكلة ليس لها حل نهائي، ولكن من الممكن التفاهم حوله، وأن يكون هذا التفاهم بعيدًا عن الأبناء ، فلابد أن تدرك الزوجة أن زوجها الذي اختارته من بين كل الرجال قد ربته هذه الأسرة التي ترفض نصيحتها في تربية أبنائها وكذا الزوج يدرك ذلك، وإدراك أن ما يقوم به الأجداد مع الأبناء من تدليل يرجع إلى حبهم لهم كما يقول المثل الشعبي ما أعز من الولد إلا ولد الولد .
وتؤكد الأخصائية عوض أنه في حالة حدوث تعارض حول تربية الأطفال لا يجب أن يكون النقاش أمام الأبناء، ويجب أن يتم التفاهم بالحسنى وأن ذلك في مصلحة الأبناء والاتفاق على صيغة ثابتة حتى لا يتشتتوا ، مشيرة إلى أن التناقض يكون نتيجة لنقص المعلومات عن موضوع ما، لذلك فليحذر الوالدين من هذا الأمر.