أسرانا

التضامن الغربي مع الأسرى الفلسطينيين

بقلم/ عبدالرحمن الطهراوي

الأسرىالتضامن مع الأسرى الفلسطينيين في الدول الأوربية والغربية يقتصر على مؤسسات المجتمع المدني ذو التأثير المحدود، والإعلام المحلي الفلسطيني مقصر في نقل الصورة المطلوب للجمهور الأوروبي.

السرسك نموذجا
شهدت الشوارع الأوروبية والغربية مسيرات تضامن مع الأسير الفلسطيني اللاعب محمود السرسك، الذي اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي على معبر “إيرز” الحدودي، أثناء توجهه للضفة الغربية لتوقيع عقد احتراف مع نادي شباب بلاطة الرياضي.
فقد خرجت مجموعة من المتضامنين رافعين  صور تطالب بالإفراج عنه في مسيرة جابت شوارع العاصمة النرويجية، و شارك برلمانيون هولنديون بشريط فيديو  يسلط الضوء على جريمة الاعتقال الإداري التي تمارسها سلطات الاحتلال.

ومع ذلك التضامن المقبول، لا أستطيع أن أفهم ما هو المانع  وراء غياب  رؤية سياسية فلسطينية موحدة تدافع عن الحقوق الفلسطينية المختلفة في المحافل الدولية وعلى رأسهم قضية الأسرى، تساهم تلك الرؤية الموحدة في زيارة التفاعل الغربي مع أسرانا في سجون الاحتلال.
ولماذا يتأخر الساسة الفلسطينيون في التوجه للمؤسسات الأممية  لمحاسبة الاحتلال على الجرائم النكراء والمتكررة بحق الأسرى، خاصة في ظل حصول “فلسطين” على لقب وصفة دولة مراقب في الأمم المتحدة.

ومن المؤسف أنه عندما أُسر الجندي الإسرائيلي “شاليط” خرج شعبنا الفلسطيني يصرخ بأنه ليس الأسير الوحيد في العالم، بل هناك آلاف الأسرى الفلسطينيين  في سجون الاحتلال الذين يستحقون الانتباه والضغط على إسرائيل لتحريرهم.

لكن العالم انشغل بالجندي “الإسرائيلي” فقط، فلقد استطاعت ماكنة الإعلام الإسرائيلية أن تسوق للعالم على أن أسر “شاليط” جريمة ينبغي القصاص من مرتكبيها، بمقابل تراجع وسائل الإعلام الفلسطينية المحلية في مخاطبة الجمهور الغربي، وتوجيه الرأي العام العالمي لمناصرة الأسرى.

ما هو المطلوب:

أعتقد أن هناك مجموعة إجراءات يمكن أن تزيد من رقعة التضامن الغربي تجاه قضية الأسرى على الصعيد المحلي والدولي، وأهمها العمل على تأسيس مركز دراسات شبكة إعلامية دولية وبلغات عالمية، لتكوين رأي عام دولي مساند لقضية الأسرى، بجانب تفعيل دور السفارات للقيام بدور جاد لدعم الأسرى بالمحافل الدولية.

كذلك تعزيز دور الإعلام بكافة أشكاله كإنشاء المواقع والصحف الالكترونية التي تختص بالأسرى وتتحدث بلغات عدة، وإنشاء المدونات والصحف على مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة.

ومن المهم إنتاج وإخراج الأفلام التسجيلية والوثائقية وتوزيعها على المؤسسات الحقوقية والإعلامية  الدولية التي تُعنى بالأسرى، وتفعيل دور الدراما الفنية لخدمة الأسرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى