صحتك بالدنيا

العيونُ وأمراضُ الصيفِ

 
 إعداد:  د/محمد عبد العزيز الطرشاوي
استشاري طبِّ وجراحةِ العيون- رئيسُ قسمِ البصرياتِ الطبيةِ-الجامعة الاسلامية-غزة

thumb.phpعندما يبدأ الربيع عادةً تبدأُ المعاناةُ بما يُعرفُ بأمراضِ الصيفِ، في هذه الفترةِ من السَّنةِ تحدُثُ عِدَّةُ تغيُّراتٍ، فمع قدومِ الصيفِ تزدادُ حِدَّةُ الأشعةِ فوقَ البنفسجيةِ في ضوءِ الشمس ، وتزدادُ أيضاً فترةُ التعرُّضِ لها، وهذا ينتُجُ عنه زيادةُ الحساسيةِ المعروفةِ بالرَّمدِ الربيعي، وهو أحدُ أنواعِ الحساسيةِ المزمنةِ؛ التي تظهرُ في الطفولةِ، وتسبِّبُ الهرشَ الشديدَ للجفونِ، مع إفرازاتٍ لزجةٍ من الملتحِمةِ ، وغالباً يصاحبُها حساسيةٌ في الجيوبِ الأنفيةِ أو الأرتيكاريا، والرمدُ الربيعيُّ يمكنُ علاجُه بقطراتِ “الكورتيزون” والكماداتِ الباردةِ والنظاراتِ الشمسيةِ، وتجنُبِ التعرضِ للأتربةِ، مع ملاحظةِ أنّ قطراتِ “الكورتيزون” قد تسبِّبُ مضاعفاتٍ جسيمةً؛ إذا ما استُخدمتْ بدونِ إشرافٍ طبيٍّ.

تتسبّبُ أشعةُ الشمسِ والأشعةُ فوقَ البنفسجيةِ أيضاً بحساسيةِ جلدِ الوجهِ والجفونِ؛ ما يؤدِّي إلى احمرارِ جلدِ الوجهِ والجفونِ، وتشقُقِ الجلدِ في الحالاتِ الشديدةِ، وفي هذه الحالةِ يجبُ تجنُبُ التعرُضِ لأشعةِ الشمسِ، واستخدامُ الكريماتِ الواقيةِ من الأشعةِ فوق البنفسجيةِ، مع استشارةِ طبيبِ الأمراضِ الجلدية.

في فترةِ الصيفِ أيضاً يحدُثُ تكاثرُ الذبابِ، وهبوبُ الرياحِ المحمّلةِ بالأتربةِ؛ كلُّ هذا يؤدّي إلى زيادةِ الأمراضِ المُعديةِ للعينِ؛ مِثلَ الرمدِ الصديديّ، والرمدِ الحُبيبيّ، وغيرِها من الأمراضِ وهي :

1-الرمدُ الصديدي  ( التهابُ الملتحِمةِ البكتيريّ ) :

يصيبُ الأطفالَ عادةً، ويسبّبُ التهاباً شديداً بمُلتحِمةِ العينِ، مع إفرازاتٍ صديديةٍ ، وتجتذبُ هذه الإفرازاتُ الصديديةُ الذبابَ؛ ما يؤدّي إلى انتشارِ العدوَى، أيضاً تنتشرُ العدوَى نتيجةَ احتكاكِ الأطفالِ بعضِهم ببعضٍ أثناءَ اللعبِ، ونتيجةَ استعمالِ فوَطِ الوجهِ للشخصِ المُصاب. ويمكنُ علاجُ الرمدِ الصديديّ؛ بقطراتِ العينِ المطهِرةِ التي تحتوي على المضاداتِ الحيوية، ولكنّ الوقايةَ دائماً خيرٌ من العلاجِ؛ لأنّ إهمالَ هذه الأمراضِ؛ يؤدّي إلى حدوثِ قرحةٍ بالقرنيةِ؛ ينتجُ عنها عتمةٌ دائمةٌ بالقرنيةِ، وضعفٌ شديدٌ بالإبصارِ.

2-الرمدُ الحُبيبيّ: (التراخوما)
وهي عبارةٌ عن ميكروباتٍ مزمِنةٍ ومتكررةٍ، خاصةً في فصلِ الصيف، وتظهرُ أعراضُ المرضِ على شكلِ احمرارٍ خفيفٍ، وإفرازاتٍ مخاطيةٍ قليلةٍ، مع الشعورِ بوَخزٍ خفيفٍ خلالَ حركةِ الجفون.

وهو مرضٌ سهلُ العلاجِ؛ إذا لم يُهمَلْ حتى مراحلَ متأخرةٍ، حيثُ قد يؤدّي الإهمالُ إلى حدوثِ مضاعفاتٍ أخرى؛ مِثلَ الالتهاباتِ البكتيريةِ، وتليُفِ الملتحِمةِ وجفافِ العينِ المزمنِ، وتكلُساتٍ في السطحِ الداخلي للجفنِ، وهو من الأمراضِ المزمنةِ في الشرقِ الأوسطِ  بين كبارِ السنِّ، وقد قلَّ حدوثُه في الأجيالِ الشابّةِ؛ نظراً لانتشارِ العاداتِ الصحيةِ، ومكافحةِ الذبابِ  ، وهذا المرضُ من الأمراضِ المزمنةِ التي ينتجُ عنها مضاعفاتٌ كثيرةٌ؛ مِثلَ جفافِ العينِ ،أي “قلّةُ إفرازِ الدموعِ”. وأيضاً تغييرُ اتجاهِ الرموشِ إلى الداخلِ، عندما تحتكُ بالقرنيةِ أثناءَ حركةِ الجفنِ؛ ما يؤدِّي إلى تقرُحِ القرنيةِ، وحدوثِ عتمةٍ فيها وضعفٍ دائمٍ بالإبصارِ. ويمكنُ الحدُ من انتشارِ هذا المرضِ بإتباعِ قواعدِ النظافةِ العامةِ، مِثلَ غسلِ الأيدي والوجهِ والوضوءِ والقضاءِ على الذباب.

3- الرمدُ الربيعيّ: وينتشرُ هذا المرضُ عند سكانِ المناطقِ الحارةِ، وتعودُ تسميتُه بهذا الاسمِ نسبةً إلى موسمِ الربيع، فقد لاحظَ المختصّونَ أنّ حساسيةَ العينِ تزيدُ في موسمِ الربيعِ؛ لزيادةِ نسبةِ حبوبِ اللقاحِ في الجوِّ في هذا الموسم، ومن ثَمَّ زيادةُ حدوثِ الحساسيةِ في هذا الوقتِ، لكنّ لا يعني هذا أنه لا يحصلُ في موسمٍ آخَرَ، فالحساسيةُ تحدُثُ دائماً بناءً على مسبِّباتٍ توجَدُ طوالَ العام ،ويصيبُ هذا المرضُ الكبارَ والصغارَ، ولكنْ تكثرُ نسبتُه لدَى الذكورِ أكثرَ من الإناثِ؛ خاصة ما بين سنِّ( 5 إلى 15 )سنةً، أيضاً الأشخاصُ الذين لديهِم استعدادٌ وراثيٌّ للحساسيةِ، والذين يعيشون في المناطقِ الحارةِ يُعَدُون أكثرَ عرضةً من غيرِهم للإصابةِ به.

الأعراض :
تختلفُ الأعراضُ من شخصٍ لآخرَ؛ سواءٌ في حدّتِها أو تكرارِها، ومن أهمِّ الأعراضِ:
(1-حكّةٌ بشكلٍ قويّ وشديدٍ في العينين.
(2-إفرازاتٌ مخاطيةٌ صفراءُ أو بيضاءُ اللون : وتتكونُ على شكلِ خيوطٍ لزجة.
(3-هبوطُ الأجفانِ العلوية.
(4-الإحساسُ بجسمٍ غريبٍ في العين.
(5-زيادةُ الدموعِ، وخاصة في الصباحِ.
(6-احمرارٌ في العينين.
(7-عدم ُالقدرةِ على تحمّلِ الضوء.
8- ) ضعفُ النظرِ في الحالاتِ المتقدمةِ؛ نتيجةَ التهاباتٍ أو تقرُحاتٍ في قرنيةِ العين.

آليات العلاج:
يمكن ُتخفيفُ الحكّةِ والاحمرارِ ب:
(1- استخدامُ العلاجِ الموضعي بالكماداتِ الباردةِ، وذلك بوضعِ كماداتٍ باردةٍ على جفنِ العينِ؛ لمدةِ عشرِ دقائقَ لعدّةِ مراتٍ يومياً.
(2-الابتعادُ عن الأشياءِ التي تسبّبُ الحساسية مِثلَ الغبارِ والأتربةِ والحشائش.
(3- في الحالاتِ البسيطةِ: تعطَى قطراتٌ مضادةٌ للهيستامين + قطراتٌ أخرى تمنعُ إفرازاتِ مادةِ الهيستامين من الخلايا، ويجبُ استعمالُها أربعَ مراتٍ في اليومِ على الأقلِّ لعدّةِ أسابيعَ؛ حتى يبدأَ مفعولُها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى