العيونُ وأمراضُ الصيفِ

إعداد: محمد هنية
استكمالا لموضوع العيون و أمراض الصيف الذي تحدثنا عنه سابقا، وذكرنا أول ثلاثة أمراض منه وهي الرمد الصديدي، والحُبَيبي، والربيعي نستكمل اليوم الحديث عن جفاف العين وحساسية الملتحمة مع د/محمد عبد العزيز الطرشاوي- استشاري طبِّ وجراحةِ العيون رئيسُ قسمِ البصرياتِ الطبيةِ-الجامعة الاسلامية-غزة
– جفافُ العينِ:
ويكونُ أكثرَ شيوعاً في المناطقِ الجافةِ ،وتكثرُ الإصابةُ عند مَن هم فوقَ سنِّ الأربعينَ،
وتظهرُ أعراضُه من خلالِ الشعورِ بخشونةٍ مع حركةِ الجفونِ، واحمرارٍ متكرٍّر بالعينِ، وتكمُنُ خطورةُ مضاعفاتِ الجفافِ في إضعافِ العينِ؛ما يؤدّي لزيادةِ احتمالِ إصابتِها بالتهاباتٍ ميكروبيةٍ متكرِّرةٍ.
عندما يتِمُ تشخيصُ الحالةِ من قِبل طبيبِ العيونِ؛يقومُ عادةً بوصفِ قطراتٍ تعويضيةٍ؛ تشبهُ الإفرازَ الدمعيَّ للعينِ
“دموعٌ صناعية” ومرَهمٌ مُرطِّبٌ للعينِ،ويفضلُ استعمالُ العلاجِ طوالَ فترة ِالصيف.
– حساسيةُ الملتحِمة:
وتحدُثُ عادةً نتيجةَ التعرُضِ للأتربةِ والدخانِ وبعضِ الروائحِ أو المساحيقِ التجميليةِ، وتتمثّلُ أعراضُها في الحكّةِ والاحمرار.
وأهمُ أنواعِه هو الرمدُ الربيعيّ؛ الذي يكثرُ ظهورُه في أواخرِ فصلِ الربيعِ، وبدايةِ فصلِ الصيفِ، ويظهرُ على شكلِ حساسيةٍ مصحوبةٍ بحكّةٍ شديدةٍ في العينِ، وإفرازاتٍ مخاطيةٍ مع احمرارٍ بالعينِ، وعلاجُه يكونُ أولا بتفادِي مسبِّباتِ الحساسيةِ من أتربةٍ وغبارٍ وغيرِها ؛ثُم باستخدامِ قطراتِ مضادةِ “للهستامين” ومضادةٍ للاحتقانِ، وفي بعضِ الحالاتِ الشديدةِ تستخدمُ قطراتٌ من مشتقّاتِ الكورتيزون بإشراف طبيبِ العيونِ المختصِّ، وينصحُ بارتداءِ النظارةِ الشمسيةِ خلالَ فترةِ الإصابةِ، مع وضعِ كماداتٍ باردةٍ على العين.
وللوقايةِ من أمراضِ العيونِ فى الصيفِ ننصحُ بالتالي :
أولا: غالباً ما تكونُ الأشعةُ فوقَ البنفسجيةِ موجودةً في الفترةِ مابين الساعةِ العاشرةِ صباحاً وحتى الثالثةِ عصرًا، فلذلك على الشخصِ تجنُبُ التعرُضِ لها خلالَ هذه الفترةِ بقدْرِ المستطاع.
ثانيا: استخدامُ النظاراتِ الشمسيةِ جيدةِ الصُنعِ، وليست بالضرورةِ غاليةَ الثمنِ، فلابدّ من توفُرِ بعضِ الشروطِ فيها، ومنها فترةُ الأشعةِ فوقَ البنفسجيةِ بنسبة 100% ،وذلك حتى تحميَ العينَ من أضرارِ هذه الأشعةِ، وكذلك يجبُ أنْ تكونَ عدساتُها عريضةً بقدْرِ ما يغطي كلَّ جوانبِ العينين.
ثالثا: الأشخاصُ الذين يعانونَ من الجفافَ في العيونِ؛ لابدّ من استخدامِ القطراتِ المرطِّبةِ التعويضيةِ للدمعِ، بقدْرِ الحاجةِ، وكما يقرِّرُه الطبيبُ المختصُ.
رابعا: الحرصُ على عدمِ التعرضِ مباشرةً للهواءِ الجافِّ والحارِّ؛ لأنّ ذلك يزيدُ من الجفافِ؛ وخصوصاً إذا كان الإنسانُ مسافراً بالسيارةِ على الطرُقِ الطويلة.
خامسا: بالنسبةِ لمستخدمي العدساتِ اللاصقةِ؛ عليهم الحذرُ من نسبةِ الجفافِ في العيونِ مسبَّقاً، ومع دخولِ فصلِ الصيفِ الحارِّ قد تزدادُ المشكلةُ قليلاً، فعليهم استخدامُ القطراتِ المرطِّبةِ الخاليةِ من الموادِ الحافظةِ، وكذلك يجبُ تنظيفُ العدساتِ يومياً، وإعطاءُ العينِ فتراتِ راحةٍ من هذه العدساتِ في كلِّ يومٍ، وخصوصاً عند النوم.
سادسا: في مِثلِ هذه الأجواءِ الحارّةِ والجافةِ؛ تنشطُ عند بعضِ الناسِ حساسيةُ العيونِ، وخصوصاً الفصليةَ منها، وعليه فإنّ مراجعةَ طبيبِ العيونِ لصرفِ بعضِ القطراتِ المساعِدةِ على تخفيفِ الحساسيةِ، تصبحُ ضرورةً مع تجنُبِ كلِّ ما يثيرُ هذه الحساسيةِ بقدْرِ المستطاعِ.
سابعا: يسألُ الكثيرُ من الشبابِ؛ هل الأفضلُ إجراءُ عملياتِ تقويمِ البصرِ (الليزك أو الليزر) في فصلِ الصيفِ الحارِّ أَم في الفصولِ الباردةِ؟ فنقولُ إنّ من الملاحظِ أنّ المريضَ يحسُّ بجفافِ في العينينِ، بعد إجراءِ مِثلِ هذه العملياتِ، ويحتاجُ إلى قطراتٍ مرطِّبةٍ لمدّةٍ طويلةٍ، وعليه فإنّ في فصلِ الصيفِ الحارِّ والجافِّ؛ قد تزدادُ نسبةُ الجفافِ، لكن مع استخدامِ العلاجِ والإرشاداتِ المناسبةِ؛ قد تكونُ الخِياراتُ متساويةً؛ خصوصاً أنّ أكثرَ الطلابِ لا يجدونَ فرصةً لعملِ مثلِ هذه العملياتِ إلا في فصلِ الصيفِ، حيثُ العطلةِ الصيفيةِ الطويلةِ.
ثامنا: من الملاحظِ أنّ نسبةَ المرضى الذين يحدُثُ لهم تقرُحاتُ القرنيةِ الجرثوميةِ؛ يزدادوا في فصلِ الصيفِ، وذلك لعواملَ عدّة؛ منها أنّ أكثرَهم من كبارِ السنِّ، ولديهم التهاباتٌ ومشاكلُ في الجفونِ مزمنةٌ، مع جفافٍ ونقصٍ في الدموعِ شديدٍ , فيكونُ فصلُ الصيفِ أحياناً عاملاً مساعداً؛ لتكوُنِ بقعٍ جافةٍ على سطحِ القرنيةِ، ومن ثَم خدوشٌ قد يحدثُ فيها التهاباتٌ وتقرُحاتٌ , ولذا ننصحُ مثلَ هؤلاء المرضى باستخدامِ القطراتِ والمراهمِ المرطِّبةٍ بشكلٍ مكثَّفٍ، مع مراجعةِ الطبيبِ عند الإحساسِ بأيِّ التهاباتٍ أو احمرارٍ في العينين.
تاسعا: رسالةٌ للآباءِ والأمهاتِ في مِثلِ هذه الإجازةِ الصيفيةِ؛ للعنايةِ بعيونِ أطفالِهم وذلك بعدمِ إحضارِ الألعابِ الخطرةِ والحادّةِ، والتي فد تؤذي عيونَهم ،عندما يلعبونَ بها ،وعدمِ تركِهم يجلسونَ لفتراتٍ طويلةٍ أمامَ الألعابِ الالكترونيةِ أو التلفاز.
عاشرا: مع كثرةِ المناسباتِ والتنقلاتِ والسفرِ في الأجازةِ الصيفيةِ، فإنّ بعضَ مرضى الجلوكوما (الماءُ الأزرق) قد يهملونَ في استخدامِ قطراتِهم بانتظامٍ، وهذا خطيرٌ جداً على العينِ، وكذلك مرضى اعتلالِ الشبكيةِ بسببِ مرضِ السكري يهملونَ ويتكاسلونَ عن متابعتِهم في عيادةِ العيونِ والليزرِ بسببِ الانشغال ,
ولذلك ننصحُ الجميعَ وخصوصاً من يعاني من هذينِ المرضينِ؛ بعدمِ التساهلِ في المتابعةِ، والعلاجِ خلالَ فترةِ الأجازةِ على وجهِ الخصوص.
وأخيراً الاهتمامَ بالتغذيةِ السليمةِ؛ خاصةً التي تحتوي على فيتامين أ.