“حنين”.. درست على الشمع فكانت الثانية على القطاع

تقرير: عبدالرحمن الطهراوي
زغاريد النساء تنطلق من جميع أرجاء البيت، ومهنئين يتوافدون عليه بلا انقطاع، في يوم سيبقى مخلد في ذاكرة الطالبة حنين نبيل حموده الحاصلة على معدل 99.6% في امتحانات الثانوية العامة، ولدى عائلتها التي تسكن في الغرب من مدينة غزة.
حصلت حنين الطالبة في مدرسة عرفات للموهوبين، على المرتبة الثانية على مستوى قطاع غزة مكرر في الفرع العلمي، والخامسة مكرر على مستوى الوطن.
كانت “الثريا” من ضمن زوار لتشارك عائلة حنين فرحتها وترسم ملامح النجاح الذي حققته حنين، وبنبرة السعادة الممزوجة بالثقة العالية تقول حنين لـ”الثريا”: “توقعت أن أحصل على معدل عالٍ نظرا لاجتهادي ومثابرتي في الدراسة، وحصولي على معدلات مرتفعة خلال المراحل الدراسية السابقة، ولكن هذا المعدل لم أتوقعه، والحمد الله”.
بشارة التفوق
“عشت أيام مع أحلام وكوابيس حول النتيجة، ولم تخمد نار الانتظار ولم يرحل هاجس التوتر إلا بعد اتصال من أستاذ الرياضيات يزف لي بشارة التفوق”. هكذا تصف لنا حنين ساعات الانتظار قبل اعلان النتائج.
وتضيف الطالبة حمودة :”رغم الأزمات التي تعيشها غزة وأبرزها انقطاع التيار الكهربائي والحرب التي حدثت، إلا أن هذا لم يقف أمام طموحي وعزيمتي، فكان الشمع وضوء الجوال البديل لإكمال مسيرتي مع الكتاب والقلم”.
وتوضح حنين أسباب تفوقها بالقول: ” قسّمت ساعات اليوم بشكل منظم، والتزمتُ بشكل تام بحضور الحصص الدراسية والمراجعة الفورية للمواد، فكانت الدراسة في أول العام متوسطة المدة، لتصل في آخر شهرين لـ16ساعة في اليوم”.
سر النجاح
وتصف حنين رحلتها العلمية والعملية مع الثانوية العامة بالصعبة التي بحاجة لتنظيم وتخطيط دقيق لكل شيء، مع ضرورة كسر حاجر القلق والتوتر، فضلا عن أهمية القرب من لله والالتزام بالطاعات ورضا الوالدين، قائلة “هذين العاملين هم سر نجاحي وتفوقي”.
وتشير حنين وهي تتوسط والديها إلى الدعم الكبيرة الذي وفراه لها، من تهيئة البيئة الدراسية الجيدة والدفع المعنوي الذي زادها يقين بقدرتها على التميز، بجانب الدعم المستمر لها”
تركت “الثريا” حنين بفرحتها الغامرة، لتحادث والدتها التي لم تفارق الابتسامة شفتيها وهي مدرسة في احدى مدارس القطاع والتي تقول: ” كنت أعمل جاهدة في مساعدة حنين في تنظيم وقتها، وإبعاد أي شيء قد يشتت دراستها، وحثها على التقرب من الله والمدوامه على الصلاة بجانب ترتيل القرآن الكريم والاستغفار”.
وتضيف والدة حنين: ” توقعت النتيجة لحنين، فهي تتميز بالإرادة الصلبة، فقد كانت تصر على مواصلة داستها أثناء انقطاع التيار الكهربائي ولو على ضوء الجوال أو الشمعة، لذا حصدت ما زرعت”.
وتوضح أن أبنتها تتميز بالتفوق منذ السنوات الدراسية الأولى لها، حيث أن معدلها لم يكن يقل عن 99%، وصولا إلى الثانوية العامة التي كانت الفرحة الكبرى.
أما والد حنين، فأبدى سعادته بتفوق ابنته وهي نتيجة كان يتوقعها لتفوق ابنته المعتاد، موضحاً أن تفوقها قضى على كل التوتر والإرهاق الذي تراكم على مدار العام الدراسي، حتى قبل ساعات من إعلان النتيجة.
و يتحدث والد حنين بكلمات تحمل مقدار سعادته التي لم تخفيها ملامح وجهه حيث يقول:” لقد حصدت حنين ثمرة تعبها و كدها طوال العام، وهي تستحق هذه الفرحة المرتقبة، فلم تكن تغادر كتبها، ودراستها هي أولويتها في الحياة، وقد نالت ما تستحق”.
وتعكف حنين على التسجيل في احدى كليات الطب بجامعات غزة، فور فتح أبواب التسجيل خلال الأيام القليلة القادمة، خاتمة حديثها “طموحاتي حدودها السماء”.