من رحم المعاناة ..تٌصنع الأفراح رغم الحصار وانقطاع الكهرباء

تقرير : محمد قاعود
اثنى عشراً عاماً من الجد والمثابرة ، يكابدَ فيها الطالبُ ثقل الحياة وعبء المعوقات ليواصل طريقاً قد عشقَ مسلكه منذ الصغر ليبلغ ذروته في عام واحد ، فيقطف من جميل ثمره وطيب مذاقه ، دون أن يأبه لعقبات اليأس المتهالك ، آملاً أن يتوجَ مشواره بفرحةٍ لو وزعت على أهل الأرض لكفتهم ، حيث السعادة تشتهي موضعاً في نفوس الجميع .
براء السعدي ” طالب في الثانوية العامة يقول : ” بعد انتهاء عام كامل ، كافحت فيه كل الصعوبات والتحديات ، أجد اليوم نفسي في ظل فرحة كبيرة لا توصف ، في لحظة إعلان النتائج التي تكللت اليوم بالنجاح والتفوق ، فهو عام مصيري للطالب فيه يتحدد مستقبله في الحياة الجامعية القادمة ”
وعبر السعدي عن سعادته الغامرة حيث دخلت البهجة على قلوب من حوله من أقارب وأصحاب وجميع أهل الحي ، وعمت مظاهر الفرحة العارمة في جميع شوارع القطاع ، وتوزيع الحلوى على الناس ابتهاجا وسعادة ، مباركاً لجميع أقرانه الناجحين .
أما المواطن غازي عبد الغفور أعرب عن سعادته في ظل الفرحة التي تكتسي أهل القطاع في يوم إعلان نتائج الثانوية العامة في قطاع غزة من كل عام ، لأنها تتويج لجهد عام كامل مشبعٌ بالمشقة والعناء ، في ظل الضغوطات والصعوبات التي يتعرض لها الطلاب في القطاع بسبب الاحتلال والحصار المتواصل عدا عن استمرار قطع الكهرباء ، لكن يبقي التحدي والصمود هو عنوان أهل القطاع .
ويضيف عبد الغفور: ” تبقى الفرحة لها مكان في القلوب لطلاب ما فتئوا إلا أن يقفوا متحدين تلك المصاعب ليعيشوا النجاح والفرح ، فما أجمل الفرحة بعد مشوار طويل من العناء ، وبذل الجهد المضني ، و عن نفسي فإني أعيش الفرحة مع أبنائي ومع كل طالب لم يستسلم للتحديات مصراَ على النجاح، وسهر الليالي الطوال من أجل أن يكتسي بحلة التفوق والنجاح رغم الألم معلناً للمحتل أن شعبنا يحب الحياة وهو الأجدر بالبقاء .
” أبو محمد ” سائق التاكسي يقول : ” لا يوجد لدى من الأبناء في الثانوية العامة لهذا العام ، لكني أشعر بأن جميع طلبة توجيهي هم أبنائي ، وأسعد جداً بهذه المناسبة العظيمة في كل عام ، وخاصة في ظل ما يعيشه القطاع من ظروف صعبة وخانقة ، إلا أن فرحة النجاح أبت إلا أن تشاركهم ويستقبلهم العيد بأبهي حلة .
ويأبي أهل قطاع غزة إلا أن يصنعوا من رحم الألم والمعاناة نموذجاً للصبر والتحدي ، يٌحتذي به في كل شعوب العالم ، ويخلقوا الفرحة من كبد الكدح والتعب لأجل إيصال الرسالة لكل أحرار العالم أن الشعب الفلسطيني يحب الحياة ويشتهي الفرح .