مسيحيو القدس في خانة العداء من إسرائيل

الثريا: محمود هنية
هل تعترف بنصوص التوارة؟!، هل تعترف بأن إسرائيل هزم الرب؟! وهل لديك قناعة أن هذه الأرض فقط لليهود؟!، لا إذن انت عدو وينبغي أن تحارب لآخرة قطرة دم، يجب أن تموت بهدوء وصمت مهما كان دينك ومهما كان انتماؤك السياسي!
لا تفرق الممارسات الإسرائيلية بين أطياف وشرائح المجتمع الفلسطيني، وإن كانت تتركز على المسلمين الذين يشكلون الغالبية العظمى من ابناء الشعب الفلسطيني، إلا أنها طالت بشكل قوي الوجود المسيحي في مدينة القدس المحتلة، وأدت إلى زيادة تهجير المسيحيين للخارج، إضافة إلى التضييق على الصلاة في الكنائس خلال الأعياد المسيحية.
وطبقًا لأمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى، فقد كان عدد المسيحيين في القدس عام 1922 ما يزيد على 14 ألفا و700 شخص، وفي عام 1945 أصبح عدد المسيحيين بالقدس 29 ألفًا و350 شخصًا، وعدد المسلمين كان 30 ألفا و600 شخص، والآن هناك 10 آلاف مسيحيًا فقط بالقدس.
وأرجع عيسى تناقص أعداد المسيحيين إلى الحروب المتتالية بدءا بحرب 1948 والظروف الاقتصادية الصعبة.وقال إن عدد أتباع الطائفة الأرمينية فى القدس عام 1947 كان 15 ألف شخص، أما الآن فلا يتجاوز الألف شخص يعيشون في حي الأرمن، مشيرًا إلى أن البلدة القديمة بالقدس لا تضم حاليًا سوى 40 أسرة مسيحية فقط يعيشون في حارة النصارى، أغلبهم من الروم الأرثوذكس.
وبلغ عدد سكان القدس وفقا لدائرة الإحصاء الصهيونية في ديسمبر 2011 نحو 933.113 ألف نسمة، منهم 63.1% يهود، و33.8% مسلمون، و1.9% مسيحيون، و1.2% ديانات أخرى، لكن رغم هذه النسب فإن 13% فقط من أراضي القدس الشرقية بيد العرب، و87% تحت سيطرة اليهود.
لكن إسرائيل تعتزم تقليص مساحة أراضي العرب إلى 8% فقط خلال العام الجاري 2012م، علمًا أن مساحة مدينة القدس تبلغ 2،125 كيلو متر مربع، ومساحة البلدة القديمة هي كيلو متر مربع واحد فقط.
وأضاف أن “نسبة المسيحيين التي أظهرها الإحصاء الصهيوني تشمل المسيحيين الأفارقة المهاجرين والمسيحيين الروس إلى جانب المسيحيين الفلسطينيين”، مشيرًا إلى أن المسيحيين يتركزون فى القدس وضاحية العيزرية التي لا يتجاوز عدد المسيحيين فيها 200 فرد.
من جانب آخر، ذكر المستشار السابق لشؤون المسيحيين بوزارة الشؤون الدينية بالضفة دانيال روسنغ أن هذه المضايقات بدأت تزداد في الآونة الأخيرة. وأوعز روسنغ سبب هذا التزايد إلى “المناخ الثقافي العام الذي يخلو من التسامح في هذه البلاد”.
وأشار روسنغ الذي يدير مركز قدسي للحوار اليهودي المسيحي أن هناك شخصيات معينة وأماكن بعينها تحدث بين سكانها مناوشات ومشاجرات، مشيراً إلى أن أغلب المناوشات بين اليهود والمسيحيين تكون تلك التي يجتمع اليهود مع الأرمن في البلدة القديمة وعند بوابة يافا.
وأوضح روسنغ أن الاعتداءات على المسيحيين تتزايد خلال بعض الأعياد والمناسبات الدينية اليهودية، وخاصة أثناء عيد المساخر “أعرف مسيحيون يقفلون الأبواب على أنفسهم طول فترة عيد بعيد المساخر”.
ووصف المستشار السابق للمحافظ لشؤون المسيحيين شمويل يفاتار المسألة على أنها “عار كبير”، وقال إن معظم المحرضون هم من طلاب الدين اليهود يدرسون في البلدة القديمة والذين – بحسب قوله – ينظرون إلى الديانة المسيحية بازدراء.