عين على القدس

الأرنونا.. وصفة الاحتلال لترحيل المقدسيين عن أرضهم

القدس المحتلة- مراسلنا

قتل وتدمير وهدم وتهجير، والمزيد في جعبة محتل ترعبه صيحات التكبير في كل يوم تزف فيه مآذن المدينة بشريات النصر القريب، وتسطع على نسماته أشعة شمس بين قبسات نورها العتيق.

تتسلل على مآذنها معاني النصر وتتمايل طربًا عبر أجراسها ألحان عودة قريبة، فما كان من المحتل المتهور إلّا الذعر والرعب ليفرض المزيد من الاجراءات القمعية ضد الفلسطينيين الصامدين على أرضهم الصامدة.

وأخيرًا وليس بآخر فرض المزيد من الضرائب على سكان أهلها الفقراء، في ضوء تفشي البطالة والفقر، إضافة لهدم المنازل والبيوت وفرض غرامات باهظة على المحال التجارية.
“الثريا” تجولت برفقة سكان من المدينة يتحدثون لمراسلنا الجرائم التي يتعرضون لها على يد الاحتلال وأهم قرارته الإجرامية بفرض المزيد من الضرائب أو ما يطلق عليها بضريبة الأرنونا.

سالم الرملي صاحب محل تجاري داخل أسوار البلدة القديمة، يصف لـمراسلنا أوضاع المدينة بالقول ” أنها لم تعد تحتمل، نتيجة فرض بلدية الاحتلال الضرائب الباهظة على أصحاب المحالات التجارية داخل المدينة المقدسة، من أجل إخضاعهم على ترك متاجرهم وجعلها في قبضة الاحتلال”.

 وأشار إلى أن البلدية فرضت عليه ما يزيد عن ( 5 ملايين شيكل)، منبهًا إلى أنه يدفع الضرائب المفروضة على محله.

وأكد أن الهدف من وراء ذلك، سعي الاحتلال للاستيلاء على محال البلدة، منوهًا إلى ان غيره من أهالي المدينة سلبت محالهم بسبب قساوة أوضاعهم المادية وشدة ما  فرضه المحتل من ضرائب عليهم، مما دفعهم لإعلان افلاسهم وسرقة الاحتلال لمحالهم.

خالد الزق، شاب ناشط اجتماعي على الفيس بوك، ذكر لمراسلنا أن والده أضطر لمغادرة المحال بعد فرض غرامات مالية وصلت لما يزيد عن 200 مليون شيقل، من بلدية الاحتلال دون إبداء سبب فرض هذه الضرائب، موضحا  ان البلدية تتحجج بذرائع واهية بفرضها المزيد من الضرائب، و” لا حول  لا قوة إلّا بالله!”

وأكد الزق أن الاحتلال يسعى إلى تهويد المدينة المقدسة من خلال رفع الضرائب على أصحاب المحلات التجارية بقصد السيطرة على متاجرهم، مشددا على أن وجود التجار داخل أسوار البلدة القديمة ليس فقط للتجارة، وإنما هو تمسك بالأرض ونوع من أنواع الصمود في وجه سلطات الاحتلال الساعي إلى تهويد المدينة المقدسة.

ويطالب الزق الأمة العربية والإسلامية، ضرورة التدخل من أجل وقف عدوان الاحتلال الذي يشنه ضد التجار، بقصد السيطرة على متاجرهم ضمن سياسة تهويد مدينة القدس.

من جانب آخر، اشتكى الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني، من  قلة الأموال الداعمة لصمود أهالي المدينة المقدسة.وقال الخطيب لـ”الثريا”، “الجميع يطالب بتحسين الأوضاع الاقتصادية في المدينة، معتبرًا ما يفعله الاحتلال بمنزلة تهويد تام للمدينة، لافتا إلى أن الدعم الاقتصادي والمالي الموجه للمقدسيين، مازال محدود ومقتصر على بعض الدول المانحة والداعمة للمدينة المقدسة.

وقال “نصف الدخل المقدسي وأكثر يذهب للضرائب الاحتلالية”، داعيًا إلى دعم برامج إقراض معينة بغرض إعادة تنشيط الحركة التجارية في القدس، ودعم صمود المقدسيين وإعادة بناء البيوت التي يدمرها الاحتلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى