غير مصنف

الأفلام الكرتونية الغربية خطر يحدق بأطفالنا

تحقيق: أنوار هنية

الأفلام الكرتونيةيدور الحديث في فلك المربين حول الأفلام الكرتونية، بما تحمله من قيم متعددة ما بين السلب والإيجاب، وعلى اعتبار أن الأدب هو نتاج الفكر والمعتقد، فإنه من المؤكد أن يتأثر الفيلم الكرتوني بثقافة وعقيدة كاتبه، وذلك ما ينعكس على الأفلام الكرتونية المنتجة من الغرب والتي تبث سمومها إلى أطفال العالم الإسلامي.

رصدت “الثريا” مشهد للفيلم الكرتوني توم وجيري ويمثل المشهد توم وهو يرفع السكين على جيري، وجيري ينجو كالعادة و يهرب ويصعد الدرج إلى الطابق الأعلى هرباً من القط توم، ولكن توم بذكائه يسحب السجاد من تحت قدمه ليعيقه من التقدم، لم يكن الأمر بالحسبان فالبيانو بدأ بالسقوط من الأعلى لأسفل فماذا سوف يحصل لتوم؟ هل سينجو؟ وقع البيانو على توم ومات، وفجأة ظهر درج ذهبي من السماء فركبت عليه روح توم! والسؤال المتوقع، هل سيدخل توم الجنة أم النار؟

صعد وصعد وصعد وصعد إلى السماء ولكن استوقفه قط أبيض عجوز ومعه كتاب توم، وبدأ بمرحلة الحساب كما أظهر المشهد، وخمِّن من يكون هذا “القط العجوز”، تصفح القط العجوز كتاب توم فوجده من أصحاب الشمال وأن ذنوبه أكثر من حسناته، ولكن القط العجوز قط رحيم ففكر وأعطى توم فرصة أخيره للرجوع إلى الحياة مرة أخرى لساعة واحدة فقط وبشرط، كما ظهر مضمون الرسالة في المشهد “أن يعتذر توم للفأر جيري وأن يعامله معاملة طيبة وأن يحصل على شهادة موقعة من الفأر جيري تشهد أنه سامح القط توم”، وسوف يكون الرجوع للحياة لساعة واحدة فقط وإن لم يحصل على الشهادة موقعة من الفأر جيري دخل النار التي يحرسها الكلب الشرير خالداً مخلدا.

 وافق توم ورجعت روحه إلى الأرض على شكل دخان أبيض ودخلت إلى جسد توم الميت فعاد إلى الحياة.  المهمة الملقى على عاتق توم أن يسجد وأن يتوسل للفأر جيري حتى يقبل اعتذاره، لكن الفأر يرفض! تمر الدقائق بسرعة وجيري الحقود لا يقبل اعتذار توم ويرفض التوقيع، تمر الدقائق الأخيرة 4، 3، 2، 1،00

انتهى الوقت ولم يحصل توم على التوقيع، ففُتح له باب من أبواب جهنم فيسقط فيه توم إلى الدرك الأسفل من النار والعياذ بالله. كما تم عرض المشهد.
هذه حلقة واحدة فقط من حلقات (هدم العقيدة) في قلوب الأطفال، وليس أدل على ذلك ما قاله رئيس شركة “وورنر بروثرس” حول توم وجيري حيث قال: “نحن نصنع هذه الصور لنبين الصورة الحقيقية لما يجري في الشرق الأوسط، فالفأر جيري صغير وذكي يدل على اليهود “الاسرائليين”، والقط توم كبير وغبي ويدل على العرب, ولا يستطيع العيش بدون الفأر لدرجة أنه إذا قتله يحزن عليه وإذا استدعت الحاجة يتدخل الكلب الكبير والمتمثل “أمريكا” لإنقاذ الفأر.

أطفالنا وأفلام الكرتون

استطلعت “الثريا” آراء مجموعة من الأطفال، وكما هو حال الأطفال في مثل سنه، فإن الطفل يزن الكحلوت 9 سنوات، يعشق مشاهدة توم وجيري وينتظر قدوم حلقاتهما بفارغ الصبر، فهو يحب أن يرى جيري “الفأر” وهو يقوم بحيله المتعددة تجاه توم “البس” الذي غالباً ما يتصرف بغباء.

يزن يقول لـ “الثريا””: “أحب أن أرى جيري وهو يجري أمام توم، فهو ذكي يحتال باستمرار على  توم الذي يتصرف بغباء”

ولم تكن الطفلة هنادي 13 عاماً التي تحب مشاهدة أليس في بلاد العجائب، وسندريلا والأقزام السبعة، أقل تأثراً بغيرها من الأطفال بالأفلام الكرتونية، فهي تحب مشاهدتها لأنها تعرض مشاهد خيالية جميلة حيث تظهر سندريلا وهي في أبهى حللها.
وحسب ما ترى هنادي فإنها تعرض الخير والشر وينتصر الخير، حيث تعرض صورة سندريلا الطيبة التي تعيش مع زوجة أبيها الساحرة والتي تعذبها، وتنتهي القصة بزواج سندريلا من الأمير وموت زوجة أبيها بعد انقلاب سحرها عليها.

عبير بعلوشة ربة بيت وأم لطفلين وطفلتين، تؤكد على ضرورة متابعة الأم لأبنائها في ما يشاهدونه، حيث عبرت عن استنكارها حينما كانت تشاهد مع أبنائها على قناة mbc3،  مسلسل كرتوني حيث عرض سفينة سيدنا نوح عليه السلام، وأنه طرد الغراب ولم يدخله السفينة لأنه قبيح المنظر ولونه أسود. “هذا افتراء على العقيدة الإسلامية التي لم تفرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوى والعمل الصالح، فكيف نربي أبناءنا على تلك المفاهيم “.

وتضيف: “كما أن هناك مسلسل بات مان الذي يطير مجرد لبسه رداء البات مان، والذي يؤثر على تفكير الطفل، حيث إنه خيالي جداً وفيه تغيير لخلق الله حيث أن الإنسان لا يطير، الأمر الذي يشوش تفكير الطفل، بالإضافة إلى المسلسل الكرتوني الجاسوسات الثلاث، الذي يبث السم بالعسل، حيث يعرض ثلاث فتيات يكشفن الجرائم، ويقدمن المساعدة ويبحثن عن الحقيقة لكنهن يظهرن بلباس غير لائق ويتلفظن ألفاظ غير حميدة وفي مواقف معينة يتعرفوا على الشاب المجرم ويتصرفن تصرفات منافية لديننا الإسلامي، فيعيش الطفل في صراع من حيث عرضهن على أنهن يكشفن الحقيقة ويقدمن المساعدة، لكنهن في المقابل يمارسن ما هو مخل بالآداب الإسلامية، الأمر الذي يؤثر على سلوك الأطفال وتصرفاتهم”.

تشوش فكري

لماذا يقلد أبناءنا ما يرونه من خلال الأفلام الكرتونية؟ ولماذا التشوش الفكري الذي أصاب البعض منهم جراء ما يشاهدونه؟

يقول أحمد دويكات، رئيس نقابة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين: “إذا ما كان المسلسل ذا مضمون اجتماعي وديني ونفسي جيد فإن التأثير لابد وأن يكون بالإيجاب، شريطة جلوس الأهل مع الطفل لإفهامه الناحية الايجابية والدروس المستفادة.

ويتابع دويكات: ” نلاحظ أنه بدلاً من تعليم الطفل الانضباط في سلوكه نراه يتوجه للمدرسة وهو محاط بالشخصية التي تعلق بها، كما أن كثرة جلوس الطفل أمام شاشة التلفاز يخلق منه شخصاً غير مبال وكسول حتى عن تأدية الصلاة، وتتسم شخصيته بالبلادة والخمولز

علاوة على ما نلاحظه عليهم من السمنة نتيجة تناول الأطعمة أمام التلفاز وقلة الحركة، و”من خلال ملاحظة بسيطة نلاحظ أن أغلب ما يعرض على الأطفال هي مسلسلات تعتمد على الخيال البحت، مثلما نلاحظ في برنامج «عالم الديجيتال» وهكذا يعيش الطفل وسط صراع بين الواقع والخيال، بل وينمو بداخله الخيال المريض نظراً لما يراه أمام عينيه من حروب وقتل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى